دائماً أقول إن بلادي أعانها الله هي بلاد العجائب والغرائب ونحن مثل (أليس في بلاد العجائب) ذلك الفيلم الكرتوني الذي يحكي عن طفلة تجد نفسها صدفة في بلاد العجائب حيث تتحدث الحيوانات والفواكهة وكل شئ سوى الإنسان، في السودان يريد كل من هب ودب ان يستحوذ على منصب ليس كفاءة لكن بالقوة والعضلات والتحدي والتهديد، كما حدث من السيد مناوي وحركته التي خرج علينا ناطقها الرسمي بأن مناصبهم ستظل كما هي لن تنتقص بل يعني حديثه ان مناصبهم محجوزة بوضع اليد وفقاً لإتفاقية أبوجا هذه الإتفاقية التي لا أدري ماذا جنى السودان منها سوى ما قاله الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي الذي وصف مناوي وحركته بأنهم عالة على الحكومة وقد صدق فإذا فكرنا جيداً وبعيداً عن التحيز والعجلة وسألنا أنفسنا ماذا قدم مناوي للبلاد طيلة السنوات التي مكث فيها كبيراً لمساعدي الرئيس!! هل حرك ساكناً هل أقنع العالم ببراءة الرئيس من تهمة الجنائية بسبب دارفور؟ هل أقام مؤتمراً عالمياً لدحض الإفتراءات او لجلب الدعم لدارفور او حتى للم شمل ابناء دارفور المنتشرين في أرجاء الدنيا؟ هل أوقف مد المعسكرات الزاحف والمتزايد؟ هل خاطب أهل هذه المعسكرات هل شعر بما يشعرون به من بؤس ماذا قدم لدارفور التي جاء بإسمها كبيراً لمساعدي الرئيس؟؟ انها لعمري الموازنات والمجاملات التي ستودي بالبلاد الى مصير لايعلمه الا الله ماذا اضاف مناوي؟! بالتأكيد لم يضف شيئاً بل أصبح عبئاً على القصر بإمتيازاته وصرفه وسفرياته ومن فوق هذا وذاك يأتي ليرأس ثلاث ولاة جاءوا بالإنتخاب، والأغرب والأعجب عزيزي القارئ ان السيد كبير المساعدين هذا كان إبان الإنتخابات ينتقد إجراءها ولم يبشر بها ولم يشارك في أية حملة إنتخابية في دارفور او خارج دارفور بل اكتفى بتصريحات تعطي معنى ان دارفور ليست مستعدة لهذه الإنتخابات، ولم يشارك لا هو ولا أحد أعضاء حركته في الإنتخابات، وبعد ظهور النتيجة كان اول تصريح لحركة مناوي أن مناصبهم كما هي ليس فيها تعديل بل ويفتح الله على السيد مناوي ليقول ان الثالوث الشيطاني هم سبب مشاكل دارفور ونسى انه أول من قاد حركة متمردة وانشق عليها مكوناً حركة اخرى سرعان ما وقعت مع الحكومة بعد ضمان المناصب والمكاسب، هذا الثالوث الذي يتكلم عنه مناوي بهذه الجرأة لم يكن سبباً فيما حدث بدارفور وان كانت لديه ادلة فليقدمها للمجتمع ليعرف الجميع ماهي الأسباب الحقيقية وراء ازمة دارفور. تصريحات مناوي (المشاترة) جاءت بعد ان أحس ان لا دور له وخاصة اذا وقعت الحكومة إتفاقاً مع حركة العدل والمساواة، اذن كل القضية في المناصب والتي اعتبرها مناوي وحركته إرثاً خالصاً لهم من دون الناس، بالله عليكم ماذا فعل مناوي وماذا انجز منذ ان وطئت أقدامه القصر الجمهوري لا شئ يُذكر سوى بعض التصريحات المتضاربة بين الفينة والأخرى للفت الأنظار اليه، ليعلم السيد مناوي وعضوية حركته انهم لم يوقعوا إتفاقاً يقضي بمكوثهم في هذه المناصب حتى المعاش فليست الوزارات ولا المستشاريات وظائف ليخلد فيها البعض الى الأبد. كان على مناوي ان يفعل شيئاً يبقيه على كرسيه (الخايف عليه) بدلاً من التصريحات (المشاترة) والتي ضررها أكثر من نفعها، وعلى ذات الغرار سار السائرون من الذين جاءت بهم الإتفاقيات من دول العالم المختلفة كجبهة الشرق الذين ضمنوا على ما اظن مناصبهم وفقاً لتصريحاتهم بذلك ، يبقى ان نقول يجب مراعاة الكفاءة والعمل والإخلاص في الحكومة الجديدة بعيداً عن المجاملات والموازنات لاسيما وان المكتب القيادي قد أبدى بعض الملحوظات على الترشيحات كما صرح د. نافع على نافع نائب المؤتمر الوطني. مرايا أخيرة: كثير من الأحزاب رفضت الإستمرار في الإنتخابات بحجة عدم نزاهتها ولكنهم الآن يتحججون للدخول في الحكومة ما الذي جعل الإنتخابات غير نزيهة ومزورة والحكومة حقيقية ونزيهة أيستقيم هذا؟