(سيد الكارو تعال تعال بالشايلوا تعال تعال بالعندك ابوي بسندك تعال )المناداة التي اطلقتها الفتيات في اطار البحث عن عريس غناء تحركه الدلوكة لحظة انبعاث روائح البخور في جلسة الاحتفاء بحنة العريس الذي يشاركه صاحب الكارو في ليلة الاحتفاء به، تؤكد على ان صاحب الكارو رمز في حياتنا يساهم في اعادة تشكيل المجتمع ويقوم بدور مفصلي في الحياة، وان الذي يحمله يتجاوز ذلك الهتاف الذي تصرخ به الباحثات عن عريس تمنع بسبب المطالب التي لاتنتهي وبسبب التكاليف الباهظة وانما يمثل في حد ذاته رمزا للشموخ والكفاح من اجل الحصول على لقمة العيش تقم صلبه وتوفر لاسرته حق التعليم والعلاج والتحرك في مسيرة الحياة، فكم من كارو خرج من تحت اطارتها اطباء ومحامون واساتذة وغيرهم من الذين قادوا سفن المجتمع لاحقا وحققوا طموحاتهم معترفين بالجميل لاولئك الذين ذرفوا العرق من اجل تلك الغاية النبيلة. عند الصباح الباكر يسابق العم مختار الشمس وينهض نشطا يؤدي فرضه نحو الخالق ويرفع يديه للسماء مناديا اللهم اغنني بحلالك عن حرامك وبفضل عمن سواك قبل ان يدخل على شريكه في رحلة النضال الشريف حماره الذي يضع امامه العلف قبل ان يعود لداخل الدار ليتزود هو بكوب من الشاي مع رفيقته ويمارس التواصل مع ابنائه والذين ينالون مصروفهم اليومي للمدارس ويخرج هو ليلتقي برفاق العمل اناس يشيدون من ضحكاتهم العذبة والصادقة سلالم للعبور وهم يحملون البضائع على ظهورهم قبل ان يضعوها على ظهور الحمير من اجل اعلاء قيمة العمل. ويتسم مجتمع العربجية بدرجة عالية من التماسك والتواصل مع بعضهم البعض ومع الآخرين الذين يقاسمونهم السوق وبالرغم من مجموع التحولات التي يشهدها المجتمع وتطور وسائل النقل الا ان الكارو واصحابها مازالوا يواصلون مسيرتهم في الشوارع ويلقطون ارزاقهم وبلا توقف ولا انقطاع من اجل الرزق ومن اجل المساهمة في لعب ادوار اخرى في المجتمع. ومن اجمل المشاهد تلك الزفة من الخريجين في مدينة كوستي والتي كانت على ظهور الكارو اعترافا من الطلاب بدورهم ومشاركة منهم هم لاحدى افراد المجتمع الاحتفاء بتخرج ابنه