الحالة المزرية والمؤلمة والمأساوية التي وصل اليها الحال بمستشفى الأبيض التعليمي العتيق، أضحت من الصعب الصمت حيالها، فالداخل للمستشفى على المستوى الاتحادي بصورته السابقة الباهية وأطبائه الاكفاء والعاملين المهرة الذين طبقوا المقولة التاريخية «ان الأطباء والممرضين هم رسل الرحمة»، يلاحظ تبدل الحال، فقد اصبحت العنابر تبكي جور السنين الحالك والاسرة تشكو وتستنجد بمن يأخذ بيدها، والمريض مغلوب على امره وفضل الرقاد على الأرض بدلا من الاسرة المتهالكة التي باتت احد مسببات المرض، وانعدمت مجانية العلاج تماما.. أما قسم الحوادث الذي يفترض فيه أن يكون انموذجا فحدث ولا حرج. وخير تعبير هو أن تسيل دمعة الزائر قبل أن يتحدث لسانه، اما حوادث الأطفال ففي انتظار رحمة الله الذي هو الشافي، ولم يجد صراخ وعويل الأطباء من أبناء المدينة، وعلى رأسهم الدكتور خضر الامين والدكتور حسام الطيب والدكتور محمد ابراهيم وغيرهم من القابضين على الجمر ومطالبتهم بالتغيير والاصلاح.. أما مواطنو المدينة الذين عرفوا بجلائل الأعمال وشيدوا العنابر أمثال الحاج بكراوي والحاج الصادق الشريف المليح ومصطفى ناصر وأبو ستة والبر وغيرهم من الخيرين وآخرهم عثمان الزين عبيد والنعمان محمد عبد الله وآل ياسين، فلم ينقطع دعم اياديهم السخية البيضاء، ولكن الامر جلل والتصور اكبر مما نتصور من أجل اصلاح مستشفى الابيض التعليمي الذي يعتبر الاكبر بطول وعرض ولايات غرب السودان.. فهل يخرج الدكتور اسماعيل بشارة الوزير الجديد الذي من المتوقع ان يتسلم أعباءه اليوم وهو ابن المدينة، هل يخرج بالمستشفى من غرفة الانعاش وينشئ تمشياً مع رغبة الاهالي مستشفى نموذجياً يقيل عثرات المرضى والمصابين؟ ام ينتظر مواطن الولاية التي نضب معينها الايرادي بعد تدهور خدمات المياه والكهرباء.