اتفق متحدثون فى ندوة نظمها المنتدى الوطنى للفكر والاستكتاب بالمركز السودانى للخدمات الصحفية، على أن المسرح القومى يعيش اوضاعا سيئة تتطلب وقفة قوية ليعود الى سيرته الاولى. وقال مدير المسرح الأسبق الأستاذ محمد شريف علي، إن المسرح السودانى بدأ بداية قوية، وكان الافضل على مستوى المسارح فى الدول العربية والافريقية، بل والعالمية، حيث وجد المسرح دعما من المانيا المتطورة وقتها التى رفدته باحدث تقنيات الاضاءة والصوت والديكور، وقال محمد شريف إن المسرح تراجع كثيرا وصار فى حالة سيئة، وضرب مثلا بدورات المياه التى كانت قديما موجودة داخل المسرح. وقال إن الفنانة ام كلثوم كوكب الشرق عند زيارتها للسودان اشادت بالخدمات التى يقدمها السمرح القومى، ووقفت كثيرا عند دورات المياه المتطورة وقتها، التى انتهت الآن. واعتبر تدهور المسرح بمثابة ردة تاريخية، وقال ساخرا ان الاضاءة صارت مثل اضاءة بيت العرس، وقال ان النصوص المسرحية الضعيفة ساهمت فى غياب وعزوف الجمهور عن الحضور، وطالب كبار المسرحيين بدعم المسرح بالأفكار والخبرات، والوقوف مع التجارب الجديدة للشباب، وقال إنه وقف مع فرقة الأصدقاء المسرحية وقدمها للجمهور، وقال إن من أهم أسباب تدهور المسرح التعليم غير الجيد، مؤكدا ان المسرحى غير المتعلم والمثقف لا يمكن ان يقدم عرضا جيدا. وقال ان الامى قديما افضل من الامى فى الوقت الحاضر، لأنه كان يتابع الجديد ويبحث عن الثقافة، وقال لا بد ان تكون الفنون هى المؤسس للمشاريع الوطنية، وان يكون الفنان متقدماً على السياسى والمخطط ومتخذ القرار. وقال محمد شريف علي إن كل من يريد أن يعرف أسباب تدهور المسرح عليه أن يسال نفسه ماذا اصاب ام درمان اولا، فهى التى ادت الى نهضة جميع الفنون، وان يقوم باعادة دراسة الشخصية السودانية من جديد، وقال انهم قاموا فى فترة الستينيات بحل مشكلة المواصلات بالاعلان بأن هناك مواصلات بعد العرض حتى ينجذب الجمهور الى المسرح الكائن جوار النيل بعيداً عن خط سير المواصلات، وقال إن الجمهور قديما كان يحضر بكمية كبيرة بل ويكسر حائط المسرح والبوابة للدخول ومشاهدة العرض، ولكن ظلت المشكلة قائمة الى الآن، ودعا مدير المسرح الى القيام بمسؤوليته تامة، ومحاسبة كل من يحتال باسم المسرح القومي. مدير المسرح القومى د. شمس الدين يونس قال إن التمويل مهم فى مجال المسرح، لأن الممثل على الخشبة يجتهد ويكد وهو تحت خط الفقر، ويحتاج الى طعام وشراب ووسيلة مواصلات مريحة وغيرها من الاحتياجات الضرورية لاداء عمله، وقال إنه استمع الى اجابة من احد المسؤولين التونسيين فى احدى القنوات على سؤال عن الأشياء التى أدت الى علاقة جيدة بين المسرح والجمهور التونسي، فقال إن المسرح فى تونس يدرس اجباريا منذ مرحلة التعليم غير المدرسى الى ما بعد الجامعة دون استثناء. وقال إن المسرح يدخل فى كل شيء فى الحياة السودانية، وقال ان كل وزير في الوزارات السبع والسبعين الجديدة مسؤول عن المسرح الذى يمثل كل الامة، وقال ان النصوص المسرحية فى الفترة الاخيرة اصبحت ضعيفة وغير جيدة، وإن لجان النصوص تجتهد فى الخروج بنص يمكن عرضه، وضرب مثلا باسماء المسرحيات الأخيرة «نسوان برة الشبكة» و«بنات فى ورطة» و«آخر بنت فى الدنيا». الناقد الأستاذ السر السيد قال إن من أسباب انهيار المسرح انهيار الطبقة الوسطى، وقال إن النصوص موجودة والممثل موجود، لكن يرتبط النجاح دائماً بخطاب التنمية والأساليب التى يتم بها تحقيق الغايات.