اتهم عددٌ من المزارعين وزارة المالية والبنك المركزي بحدوث "مشكلة الخيش" الذي لم يسمح للبنك الزراعي باستيراده، وإلى توفره بأسعار عالية في أيدي الشركات التجارية، مما أشار إلى أن المتسبب في ارتفاع أسعاره هي الجهات الرسمية.. في ذات الوقت لاذت وزارة الزراعة بالصمت حول هذه القضية على الرغم من طوافها على عدد من الولايات خلال الأسبوع المنصرم.. مصدر رفيع من الوزارة قال ل(السوداني) إن المسئولية تقع على عاتق البنك المركزي ووزارتي المالية والتجارة وليس من اختصاص وزارة الزراعة وأن الأمر لا يعنيهم، مؤكداً على عدم تلقيهم شكوى حول هذا الأمر وأن "من لديه شكوى عليه أن يقدمها رسمياً للوزارة"..! الزكاة تدخل السجون قال المزارع عمار ياسين عمر الإمام إن سعر بالة الخيش عالمياً 305 دولارات في الموسم الماضي ويباع بحوالي 4150 جنيهاً أي أن سعر الجوال بحوالي 10 جنيهات مؤكداً عدم استيراد أي خيش في هذا العام، قال "بلغ سعر بالة الخيش في هذا العام 7.500 جنيه بدلاً عن 4150 جنيهاً وتم استيرادها بواسطة شركات تجارية وليس بواسطة البنك الزراعي، لافتاً إلى ارتفاع إنتاجية هذا العام وعدم وجود كمية خيش كافية لتعبئة الإنتاج، مشيراً إلى وجود قرار رئاسي بعدم أخذ رسوم على المحاصيل الزراعية ولم يطبق هذا القرار في جميع الولايات، وأضاف "بلغت رسوم جوال الذرة 15 جنيهاً ورسوم زهرة الشمس 17 جنيهاً بينما بلغت رسوم جوال السمسم 22 جنيهاً في العام المنصرم كما أن الزكاة تبلغ 10% من الإنتاج، لافتاً إلى وجود فتوى تم إصدارها من مجلس الافتاء بعدم جواز فرض زكاة على المال الذي يتم تمويله عبر البنك، إضافة إلى أن الزكاة رفضت أن تنفذ هذا القرار، وقال إن هذا الرفض أدخل عدداً كبيراً من المزارعين إلى السجون. أمر غير مجزي أكد أمين أمانة الزراع والرئيس المناوب لجمعيات مهن الإنتاج الزراعي والحيواني بولاية النيل الأزرق حسابو آدم عبد الرحمن معاناة مزارعي الولاية من ارتفاع أسعار الخيش، قال إن مزارعي النيل الأزرق في خطر، مشيراً إلى أن سعر جوال الخيش بلغ 25 جنيهاً بمدينة الدمازين بينما بلغ سعره في مناطق الإنتاج 30 – 35 جنيهاً، قال ل(السوداني) إن ارتفاع أسعار الخيش يمثل عائقاً كبيراً للمزارعين ويعيق تسليم المنتج للبنك الزراعي من "سلم" وتمويل وهو ما يدخل المزارعين في إعسار، وتساءل عن سبب ارتفاع أسعار الخيش إن كانت بسبب ارتفاع سعر الدولار أم لعدم استيراد البنك الزراعي للخيش؟! وطالب حسابو البنك الزراعي باستلام محصول السمسم من المزارعين معبئاً في أكياس البلاستيك ذلك لتوفرها، وقال إن الأسعار التي حددتها الدول لمحصولي الذرة والسمسم غير مجزية مؤكداً أن هذه الأسعار متضمنة الزكاة والرسوم المتعددة والجبايات وأكد وجود أعباء إضافية أخرى على المزارع من ترحيل وعتالة إلى مخازن البنك الزراعي علماً بأن تكلفة فدان الذرة حوالي 250 جنيه. فيما طالب المزارع بولاية النيل الأزرق عبد الحليم أحمد أبو شنب البنك الزراعي بفتح شون (مناطق تجميع المحصول) بجميع مناطق الإنتاج لتسهيل عملية الترحيل والعتالة وذلك لتخفيف تكلفة للمزارع، مؤكداً أن المزارع ليست لديه إشكالية مع البنك الزراعي بل هنالك مشكلة مع وزارة المالية والبنك المركزي إضافة إلى أن ما قام به البنك الزراعي من تمويل كان مرضياً للمزارعين وقال ل(السوداني): لماذا هذا الصمود من وزارة المالية تجاه مشكلة الخيش وتوفيره في الوقت المناسب بجانب عدم وضع أسعار مناسبة للمحاصيل تواكب تكلفة الإنتاج والحصاد؟. خسارة محققة أكد المزارع بولاية القضارف حسن زروق على ارتفاع أسعار الخيش، مشيراً إلى أن سعر الجوال الخيش بلغ 25 – 30 جنيهاً بدلاً عن 3 – 5 جنيهات في الأعوام السابقة، أضاف هنالك جبايات ورسوم متعددة تفوق التمويل، قال ل(السوداني) إن السعر الذي حدده البنك الزراعي لا يواكب التكلفة وأنها خسارة تعتبر محققة. لاحقت (السوداني) البنك الزراعي ولكنها فشلت في الحصول على تصريح من المدير العام حول مشكلة ارتفاع أسعار الخيش التي يعاني منها المزارعون.