كثير من الأشخاص يجهلون فن التعامل مع الأفراد أو الجهات التي تقوم بخدمتهم سواء داخل المطاعم الكبيرة أو الكافتيريات ...إلخ، ودائماً ما تتعامل الأغلبية مع من يقدمون لهم الخدمة بأنهم (ملوك) ومن الضروري جداً أن تقدم لهم الخدمة كما يشتهون وليس في ذلك عيب ما دام أن هذا الأمر من واجب مُقدِّم الخدمة، لكن العيب الأكبر يكمن في عدم وجود (اتيكيت) في التعامل الذي غالباً ما يكون بعدم احترام كأن تنتهر العامل مقدم الخدمة أو يتلفظ بكلمات فيها تقليل من شخصيته. (2) يجب أن نعلم بأنّ الأشخاص الذين نتعامل معهم يومياً ويقومون بتقديم الطعام والشراب لنا في المطاعم المُختلفة ليسوا ب (عبيد)، وهذا ما جعل مطعم (مابل بيتش) بأستراليا يُؤكِّد على هذه الفكرة ويُقدِّم عرضاً لاختبار مدى جودة تعامل زبائنه مع الجرسون الذي يقدم لهم القهوة، وإجبارهم على التعامل بذوقٍ أكثر معهم، حيث قام أصحاب المطعم بوضع لافتة على مدخل المطعم تقول: (إذا قلت قهوة ستدفع 5 آلاف دولار، وإذا قلت قهوة من فضلك ستدفع 4 دولارات ونصف فقط، أما إذا قلت صباح الخير ممكن قهوة من فضلك فستدفع 4 دولارات فقط). (3) حول الموضوع تحدث الموظف كمال النور قائلاً: (كثيراً ما أقصد المطعم لتناول وجبة الإفطار ووقتها تكون معنوياتي جميلة ونفسياتي هادئة فينعكس الأمر على الجرسون وأنا أداعبه بابتسامة قبل أن أطلب ما أريده من طَعامٍ ثم أشكره على ذلك)، مُضيفاً: (لكن في بعض الأحيان وتحديداً وقت الظهيرة أكون في قمة انفعالي فيكون تعاملي مع الجرسون بحدة شديدة فيها عدم احترام). فيما يحدث العكس تماماً مع الطالبيْن المجتبى محمد ومصطفى حسين اللذين اتفقا بأنّ الابتسامة لا تفارقهما إطلاقاً وهما يطلبان طعامهما في أي مطعم، في الوقت الذي تسبق طلباتهما كلمة: (من فضلك.. لو سمحت، مؤكدين بأن التعامل الحسن والجميل يجعل الشخص مرتاح البال لأنه يعامل الناس بما يحب أن يعاملوه به). (4) من جانبها، قالت الموظفة صفية تاج الدين: (مافي زمن عشان أقدم فروض الولاء والطاعة والجرسون أيضاً "ما فاضي" وحيندهش لو قلت ليه "لو سمحت أو شكراً" وأي مطعم أو كافتيريا أذهب إليها أطلب مُباشرةً دون أيّة مقدمات لأنني لا أجد من الأغلبية الاهتمام حتى أعطيهم اهتمامي وجميع السودانيين أصبحت أخلاقهم في طرف أنوفهم، وآخرون يفسرون الاحترام تواضعاً أكثر من اللازم). (5) في الوقت الذي أكدت فيه الباحثة الاجتماعية فدوى عبد الملك بأنّ فن التعامل مع الآخرين يتطلّب الكثير من الحكمة والتّريُّث، لأنّ الفرد يقابل على مدار اليوم أشخاصاً يختلفون في سُلوكهم وأخلاقهم ومن الصعب التأقلم أو التكيُّف معهم جميعاً، مُشيرةً إلى أنّ البعض ممن يتعاملون بغلظة وشدة، في وقت ينبغي فيه أن يكونوا أكثر مرونةً، قد يمرون بمشاكل نفسية أو أسرية تكون قد سيطرت عليهم لتأتي إسقاطاتها على آخرين لا ذنب لهم، مُوضِّحةً: (ينبغي أن نحسن التعامل مع الآخرين مهما كانت الظروف المُحيطة بنا ومهما كانت المشاكل حتى نكون مُجتمعاً مُتسامحاً ومتعاوناً يحب الخير للآخرين ولنفسه).