الخلاف حالياً أصبح حول المكان الذي سوف يستقبل فيه الإمام، ولعل آخر مشاهد الجدل والخلاف حول العودة ارتبط بتغيير مكان الاحتفال لجهة أن الأمة القومي اعتاد إقامة احتفالاته الاستثنائية بميدان الخليفة.. لكن تأتي رياح المؤتمر الوطني بغير ما تشتهي سفن الأمة القومي، ازداد الخلاف بين الأمة ومعتمد محلية أم درمان مجدي عبد العزيز الذي استبق ترتيبات الأمة القومي، وأعلن أن الميدان أرضاً محررة للاحتفال بتحرير الخرطوم، ليأخذ الأنصار درساً في سرعة الترتيب والقرار. يوم المهرجان لجان عديدة تشكلت من أجل الاستعداد لاستقبال الإمام وزعيم الأنصار الصادق المهدي، ويذهب نائب رئيس حزب الأمة فضل الله برمة ناصر في حديثه ل(السوداني) أمس، بأن الاستعدادات اكتملت وهناك تنسيق ممتاز بين اللجان، وأضاف: هناك مشاركة لجميع الأحزاب السياسية وكل أفراد المجتمع بعد أن غاب الإمام أكثر من 30 شهراً خارج البلاد، موضحاً أنه بعد الخلاف الذي دار حول مكان استقباله، وقع اختيار اللجنة على ميدان الهجرة لاستقباله بجوار المسجد بودنوباوي، وقال برمة: الاستقبال سوف يكون في الميدان حيث المنصة والحضور جلوس، وتوقع ناصر أن العدد سوف يكون كبيراً لأن جميع ولايات السودان مشاركة في الاستقبال. مدائح نبوية ومهدية من جانبه كشف نائب رئيس هيئة شؤون الأنصار مولانا آدم أحمد يوسف في حديثه ل(السوداني) أمس، بأن الاستعدادات كانت لأكثر من شهر بعد التنسيق بين اللجان المشتركة بين حزب الأمة والأنصار، وأكد أنه سوف يكون احتفالاً جماهيرياً حاشداً، موضحاً أن الأنصار سوف ينشدون ويمدحون المدائح النبوية والقومية والمهدية، فرحاً بالعرس الكبير. ميدان الهجرة لا يبدو أن اختيار ميدان الهجرة الذي جاء متأخراً أتى من فراغ، فالميدان الذي يقع في حي ودنوباوي، بأم درمان التي يطلق عليها العاصمة الوطنية أو بقعة المهدي، ارتباطاً بمؤسسها الإمام محمد أحمد المهدي.. المسجد الذي تم تأسيسه بواسطة الإمام عبد الرحمن المهدي سنة 1936م، وفيه كان الإمام عبد الرحمن ينظم دروساً في التفسير والفقه والسيرة، ويلتقي بالأنصار لتلقي التوجيهات منه، إلى جانب أن عدداً من العلماء يقدمون فيه الدروس والمحاضرات.. ليصير المسجد قبلة للأنصار يقيمون فيه احتفالاتهم الدينية مثل ذكرى معركتي بدر الكبرى والجزيرة أبا الأولى، وكذلك الاحتفال بليلة 27 رجب ومولد الإمام المهدي، وعيد الأسرة السودانية. ويرى المحلل السياسي عبد الرسول النور في حديثه ل(السوداني) أمس، بأن اختيار ميدان الهجرة لا غبار عليه، وبرر لذلك بأنه من المناطق التي اعتاد الأنصار على حشد الجماهير فيها بعد الاستقلال، وأضاف النور: قد يكون لأنه قريب من مسجد ود نوباوي والاحتفال محصور في مدينة أم درمان، كما أن مساحته تتسع لحمل الناس، موضحاً أن الاختيار ربما يكون أيضاً لأن به خدمات وجاء بعد خيارين فكان الأول ميدان الخليفة إلا أن محلية أم درمان محتفلة أيضاً في ذات التوقيت، والخيار الآخر كان دار حزب الأمة بالموردة إلا أن مخاوف الخلط بين الاحتفالين حتمت على اللجنة المعنية اختيار ميدان الهجرة.