:: ما رحب به الأستاذ ياسر عرمان مكتوب منذ خمس سنوات.. نوفمبر 2014، عندما فشلت إحدى جولات التفاوض بين النظام المخلوع والحركة الشعبية، نصبوا مشانق الأقلام مشانق لياسر عرمان (شتماً وسباً)، حيث اختزلوا فيه كل أسباب انهيار المفاوضات، ثم وصفوه بكل ما هو قبيح ومنكر، فكتبت – بتاريخ 24 نوفمبر 2014 – ما يلي بالنص: (لو قيل إن أهل كل السودان انفصاليون ما عدا (زول واحد فقط لا غير)، فإن أي عقل حصيف ومراقب لحركة الساسة وسكونهم سوف يُشير – بلا تحفظ أو تلعثم – إلى أن هذا الوحدوي الوحيد في السودان هو بالتأكيد الأستاذ ياسر عرمان. :: فليكن يسارياً أو يمينياً أو وسطياً في أفكاره، فهذا ليس مُهماً، فالتباين في الأفكار وطرق التفكير من طبيعة الأشياء وثوابث الأرض وبعض تفاصيل الحياة.. ومن لا يؤمن بالتباين في الفكر واللون والجنس والثقافة واللغة غيرها، فهو لا يؤمن بعظمة الخالق الذي أبدع في خلق هذا (التنوع الرائع).. وياسر وفكره وحزبه جزء من تنوع بلادنا.. وما لا خلاف عليه هو أن ياسر لم يختزل هذا السودان في يوم من الأيام – لا قبل انفصال الجنوب ولا بعد الانفصال – في إقليم أو قبيلة أو ثقافة أو عرق. :: ويكفي دليلاً على وحدويته، والتي تتجاوز السودان إلى إفريقيا كلها، ثم الإنسانية أينما كانت بلا تمييز، أنه وضع يده على يد الدكتور جون قرنق، وعمل تحت قيادته بكل إخلاص وتفانٍ في زمان كان فيه السياسي الجنوبي – في دهاليز السياسة السودانية وأوساطها نخبها الإقصائية – إن لم يكن رجساً من عمل الشيطان فيكون نوع من الديكور السياسي المُراد به تجميل حزب أو جماعة أو حكومة.. ياسر (سوداني كامل الدسم)، وكاد أن يدفع ثمن أفكاره الوحدوية موتاً بالجنوب.. ثم هو لسان حال قضية بلد وشعب، وليس حال نفسه، فناقشوا القضية بموضوعية)!! :: انتهت أسطر تلك زاوية، والرجل يستحق أن يحتفي بمقدمه كل أهل السودان.. ثم أن ياسر، بخبرته السياسية وحنكته في التفاوض، مكسب للثورة وإضافة نوعية لقوى الحرية والتغيير وهي تفاوض المجلس العسكري.. لياسر تعريف للثورة وآخر للتغيير: (قوة الثورة يمتد تاريخها لثلاثين عاما تغير فيها جلد الإنقاذ، وتغيرت فيها مكونات قوى الثورة، وهي التي قامت بثورة ديسمبر .. أما التغيير فهو يضم قوى جديدة أعرض من قوى الثورة، مثل القوات المسلحة والدعم السريع ساهموا في تغيير النظام القديم واعتقلوا رأس النظام وأتباعه وبذا أصبحوا جزءا من قوى التغيير). :: وهذا التعريف الموضوعي لقوى التغيير يعني أن المجلس العسكري شريك في التغيير وليس عدواً للتغيير، وهذا هو الفرق بين ياسر والذين يظنون بأن المدنية هي معاداة شركاء التغيير (العسكر).. ثم أن ياسر تعلم من قرنق فن التحالف المرحلي مع الأضداد دون التخلي عن فكرته ومشروعه.. وقالها بالأمس: (نحن نفرق بين دولة التمكين والتيار الإسلامي، وعلى استعداد أن نمد أيدينا بيضاء للإسلاميين الراغبين في إقامة نظام جديد).. هكذا الفرق بين ياسر وقصار النظر الذي أقصوا حتى من كانوا معهم في معتقلات النظام المخلوع قبل (عبور النهر)، أي قبل الاتفاق مع المجلس العسكري، ليتحولوا إلى ثورة مضادة.