بالقطع، سيصاحب عملية المفاوضات الماراثونية (من أجل السلام) مع دولة "الجنوب السوداني"، جعجعةً كثيرةً و(حجماً) من طحين!!.. إرجع عزيزي القارئ للسطر السابق وركز على كلمة (سيصاحب) المذكورة بصدر المقال!!. فأنا سأتكلم إجمالاً عن الذين سيتناولون أمر ونتائج المرحلة (السبتمبرية) من مفاوضات أديس أبابا الأخيرة، قدحاً أو مدحاً.. حيث يجب ألا يفوت على فطنة القارئ الكريم أن نستصحب، عند تقييمنا للقلم الفلاني أو التحليل العلاني، موقف صاحبه والزاوية التي يرى من خلالها هذه الأحداث (العظيمة!!).. فالمتشائم (ديمة) بالقطع يختلف رأيه عن المتفائل.. ومنسوبو الحزب (الأبيض) لا ترى أعينهم غير سواد (الناس والأشياء)، فيتأففون.. والذي يده (وأسرته وقبيلته) داخل النار ليس كمن ينعم بمياه النيل وأحواض السباحة.. والذين تسحرهم وتفتنهم كلمات الوحدة والأخوة، ليسوا كعشاق الإنفصال؛ يطلبونه من المهد وإلى اللحد.. وحتى أصحاب الأموال تختلف أراؤهم عن الذين لا يدرون عن أيام الأسبوع غير يوم الجمعة؛ فكل أيام الأسبوع أيام جوع وشقاء ورزق (الساعة بالساعة).. وهناك آخرون عقلانين، يحسبونها بطريقة: ماذا أضافت الإتفاقية المعينة للبلد على وجه العموم؟.. كما وأن هناك من يحسبها بنظام ماذا خصمت الإتفاقية من الواقع الأليم الذي نحياه؟.. العبد لله- والحمد لله- من ناس "الخصم والإضافة".. لم نبلغ نصابها في التجارة، بعد، لكننا ننتهجها أسلوب حياة.. فننظر عند تقييم (المسائل الكبيرة) بتجرد العلماء، ثم (نحسبها) بصدق.. ثم نقول بقناعاتنا.. دون وجلٍ أو خوف.. نحن سنطرح (أسئلتنا) وعلى المستفيد والشاطر (لملمة الإجابات) من ثنايا الأسئلة ومن ثم تصحيح (هذا الإمتحان) وإعمال فكره في الرصد والمتابعة.. ليخرج بنتيجة واقعية، واقعية فيما نرى فيما نرى، ولنبدأ ب: هل ستوقف الإتفاقية إراقة الدماء بين الأشقاء؟ وهل ستؤدي لعودة تدفق بترول الجنوب عبر أنابيب الشمال وبالتالي خروج الطرفين من أزمتهما الإقتصادية الخانقة؟ وهل ستؤدي إتفاقية الحريات الأربع لطمأنة الشعبين على حاضرهما وتبشيرهما بوحدة مستقبلية بين نديدين متساويين في (الإنسانية)؟ وهل ستؤدي الإتفاقيات لتهدئة الأوضاع بأي مناطق أخرى هنا وهناك، ومن ثم سيتم إتخاذ التفاهم والمفاوضات نهجاً لحل الخلافات المستقبلية لكل الأطراف؟.. وأخيراً جداً، هل سيتغير نهج (المؤتمر الوطني) نحو (فرقاء الداخل) ليتساووا وينعموا بذات المعاملة التفاوضية؟ بمعني أن يتشارك (كل المواطنين) كل الوطن؛ ثروات وسلطات وتداول سلمي للحكم وآمال وأحلام وطموحات؟.. هذا رأينا بوضوح في إتفاقيات أديس أبابا.. ولن نحيد..