** (يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده) ذكرت هذا الجزء من الآية الكريمة عدة مرات في تعليق على الوعود الامريكية لحكوماتنا المتعددة منذ الثمانينيات و هانذا اذكر حكومة الثورة الانتقالية و كنت اظن و بعض الظن اثم أن امريكا لن تخذل هذه الحكومة للتقارب في بعض الافكار و لأن الدول الثلاث الحاضنة للثورة هي من اقرب الاقربين لواشنطون و هي السعودية و الامارات و مصر. ** منذ الثمانينيات و قلبت الولاياتالمتحدة ظهر المجن للرئيس الراحل جعفر نميري و سحبت شركة شيفرون التي اغلقت مواقع البترول بالخرسانة لم تنعم بلادنا بخيرات امريكا و المحيطين بها من دول و منظمات دولية و ظل الاستهداف يتراوح حتى وصل مداه في التسعينيات حين تطاولت الانقاذ و ازالت الاغطية الخرسانية من مواقع البترول و اتت بشركات منافسة من الصين و ماليزيا و الهند و كندا بجانب تصرفات انقاذية اخرى اغضبت واشنطون و من حولها فكان الحصار المحكم و العزلة الدولية. ** مع تعنت الانقاذ و مكابرتها لجأت الولاياتالمتحدة لاسلوب الجزرة و العصا مع الانقاذ و حقق نجاحا استغلته بالوعود بالرخاء و سحب اسمنا من الدول الراعية للارهاب و اعفاء الديون و كانت هذه هي الجزرة المنتظرة اما العصا فكانت في التعاون الامني و توفير كل المعلوات المطلوبة عن الإسلاميين و طرد الموجودين منهم و علي رأسهم اسامة بن لادن و كارلوس و آخرين لا نعلمهم الله يعلمهم. ** اتبعت واشنطون عصاها و جزرتها على نظام الانقاذ بشروط لعلمها بنجاح سياستها و ضعف الانقاذ و تململ الشارع السوداني من الضائقة الاقتصادية و ظهور علامات الفساد و كان من بين الشروط الحوار الجاد مع الحركات المسلحة و التوقيع و هنا قدمت الجزرة الكبيرة رفع الاسم من القوائم السوداء و اعفاء الديون و الغاء العزلة و استقبال الاستثمار (الجد جد). ** ظللنا نتابع مفاوضات السلام مع الحركة الشعبية الكبيرة و بقية الحركات و حتى مجموعات الاحزاب المعارضة في انتظار التوقيع و الفوز بالجزرة و احمد الله انني شهدت معظم او كل مفاوضات السلام من اتفاق الميرغني قرنق في اديس ابابا 1988م و كان الافضل لولا الغيرة السياسية و حضرت ما تبعه من مفاوضات بعد الانقاذ في اديس نفسها و نيروبي و دار السلام و ابوجا واحد و ابوجا اتنين و الدوحة و القاهرة و جيبوتي و جدة و ميشاكوس و نيفاشا مندوبا من اذاعة بي بي سي و كلها اثمرت عن التوقيع و فرحنا و تبادلنا التهاني انتظارا للجزرة الكبيرة و هنا و عقب توقيع نيفاشا في 2005م وحضر الدكتور جون قرنق والمجموعة الاكبر من المعارضين و في نفس السنة رفع الحكم هذه المرة الكرتين الاصفر و الاحمر (دارفور). ** حدث انشقاق كبير في الانقاذ و انفصال و خروج مجموعات من الانقاذ لخارجها و المعلن خلافات و فساد و تراجع لكن ما لم يعلن هو عدم الثقة في الوعود الامريكية و عدم الاعلان ربما لانهم جميعا في حاجة للجزرة و الخوف من العصا. ** خلافات الانقاذ كانت وراء الحراك الامريكي الكبير بضرورة قلب كل صفحات الانقاذ و انتظار نظام جديد لعل تجربة الجزرة و العصا و الوعود تنفع هذه المرة مع اسلوب جديد برفع جزئي للعزلة و الدبلوماسية و استقبال رموز الثورة و تكثيف الوعود و لكن هذه المرة بسداد تعويضات لم يطالبوا بها حتى نظام الانقاذ وهنا جولات جديدة من اللهث خلف السراب و نسأل الله نجده ماء هذه المرة. ** نقطة نقطة ** ** للذكرى فقط لا تنسوا يوم اعلن الرئيس الامريكي السابق باراك حسين اوباما و سماه المتطرفون مبارك حسين ابو عمامة ايام الانتخابات لاسقاطه لكنه فاز و كمان بدورتين و تم رفع جزئي عن العقوبات عام 2017م و فرحنا و رفع بعضنا الاعلام الامريكية و رفع وزير الخارجية البروفيسور ابراهيم غندور يديه مهللا و لم يكن يدري انها ختام مشواره مع الانقاذ بجملة في نشرة العاشرة باعفائه. ** عودة لمقال سابق كان عنوانه ( الموت لكبار السن) بعد الاعلان بالاولوية في العلاج لغير المسنين و مؤخرا سمعت بمن يوجه بتقدير الكبير و وجهت السعودية في حملة اعادة مواطنيها في الخارج بان تكون الاولوية لكبار السن و العجزة و في بعض دول اوروبا تخصيص عناية خاصة لدور العجزة و ما اكثرها. ** اتمنى ان يحقق حظر التجوال الكامل اغراضه و لا صوت يعلو فوق صوت صحة الناس و اتمنى يكون من مزاياه وقف سرقات السيارات التي قيل انها ظهرت عقب اطلاق سراح بعض السجناء المتخصصين. ** نتمنى الا يستغل الامريكان اعلان وزير ماليتنا سداد سبعين مليون دولار تعويضات ضحايا المدمرة كول و يطالبوننا بسداد تعويضات الجنود الامريكان المعتدى عليهم من مليشيات حزب الله العراقي. ** بالتوفيق الدكتور حمدوك لانقاذ حصاد القمح لنعود و نغني شعار زمان (زرعنا زرعنا قمحنا حصدنا حصدنا فرحنا و يادوب نحن ارتحنا).