يعتبر المذيع عمار أبو شيبة من أوائل المذيعين الذين التحقوا بالعمل بقناة سودانية 24 وظل يعمل بها حتى وقت اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة وكان وقتها يتقلد منصب المدير العام بالقناة الإعلامي الطاهر حسن التوم. قدم عمار أبو شيبة استقالته من القناة بسبب فصل زميله بعد أن ترحم على أرواح الشهداء، لينتقل بعدها لمحطات تلفزيونية مختلفة قبل عودته مرة أخرى إلى سودانية 24. لمعرفة مزيد من التفاصيل حول العودة وأهدافها تحدثت (كوكتيل) إلى المذيع عمار أبو شيبة في هذا الحوار الذي وضع فيه النقاط فوق الحروف. بداية..قدمت استقالتك من سودانية 24 وعدت مرة أخرى للعمل فيها…ما هي الأسباب؟ الأسباب التي جعلتني أقدم استقالتي هي عندما تم رفت زميلي بالقناة حاتم التاج دون ذنب غير أنه ومع بداية ثورة ديسمبر ترحم على أرواح الشهداء و تمنى الشفاء العاجل للجرحى، فكان لا بد من اتخاذ موقف حاسم وما حدث معه وضعنا في محك حساس وكان لا بد من اتخاذ قرار قوي لأن المشكلة والخلاف أصبح مع العقلية التي تدير القناة، لذا كان من باب أولى أن أكون معه لأن المكان لا يمثلني. بعد استقالتك..التحقت بقناة الهلال؟ نعم التحقت للعمل بقناة الهلال التي فتحت لي أبوابها وأشكرهم على ذلك إلا أنني لم أمضِ فيها وقتاً طويلاً حيث جاءني عرض آخر من الأردن و ذهبت إلا أنني لم أواصل وعدت مرة اخري. عدت مجدداً للعمل في سودانية 24؟ نعم..وذلك بعد ذهاب النظام البائد وبعد التغيير وذهاب الطاهر حسن التوم قدمت لي سودانية 24 عرضها فوافقت علي الفور لأنه تجديد للثقة والعهد. بعد العودة…هل تحمل في داخلك بعض مرارات الماضي؟ أبداً..عدت للقناة بنية بيضاء وقلب نقي وهناك مثل يقول (الفشى غبينتو خرب مدينتو)، جئت وهمي المحافظة على التنوع على مستوى الأفكار وتقديم نموذج إعلام حي بعد سقوط عمر البشير وتقديم محتوى مميز بصدق وحب واحترافية ومهنية. إلا تعتقد أن ملف السلام يجب أن يكون من الأولويات في الخطط البرامجية لدعم الثورة بمزيد من الوعي؟ بالفعل نفتقد لملف السلام في الإعلام لأنه من المفترض أن يكون من أولويات الثورة و أن يكون بكل اللغات واللهجات لأن ذلك سيقودنا لسلام حقيقي، ويجب أن لا يكون التقسيم على أساس العرق أو الدين لذا سنعمل جاهدين للعمل فيه. في رأيك..هل البيئة الآن في القناة مهيأة لاستيعاب كل ما ذكرت؟ نعم..مهيأة وقابلة للجميع، فيها الاتزان والاحترام والوعي والمحتوي ومن (يحترم يحترم). ما رأيك في الفترة الانتقالية وما صاحبتها من متغيرات؟ الفترة الانتقالية ظلت تمر بتحديات صعبة جداً وهناك إخفقات صاحبتها ونحن الأولى بتصويبها للعبور بها لبر آمن، ولا بد أن نحافظ عليها وأن لا نهدم ما فعلناه بأيدينا، ولا بد أن يكون هناك وعي كبير لدى الأسر والشباب وأن يكون هناك اتفاق وطني يحترم تنوع الأفكار والأشكال. وضع الشهداء أمانة في أعناق الثوار…هل تمت المحافظة على تلك الأمانة بتحقيق الأهداف التي خرجوا واستشهدوا من أجلها؟ الأمانة التي وضعها الشهداء في رقابنا أمام ناظرينا بأن نحفظ حقهم ونحقق ما خرجوا إليه لنعيش في نظام ديمقراطي، الشهداء هم من فتحوا باب الثورة وباب الاعتصام وباب التضحيات من أجل السلام والحرية والعدالة. ما رأيك في دور القوات المسلحة في المرحلة الحالية؟ نحن نريد قوات مسلحة وطنية حقيقية بانحيازها لمطالب الشعب لأن ترديد عبارة (شعب واحد جيش واحد) ترتبط بمعاني جميلة وسامية منذ فترة الاستقلال، ولا ننسى بأن نتقدم بالتحية للضباط الشرفاء الذين قدموا أرواحهم وتضامنوا مع الثوار ووقفوا سداً منيعاً لحمايتهم من بطش أعداء الثورة. رسالة للثوار؟ باب التغيير السلمي الذي فتحه الشهداء يضم كل الأطياف ضد الظلم والقهر ولن يغلقه أحد لتحقيق أهداف الثورة ويمثلها القانون والالتزام. رسالة أخيرة لحكومة الثورة؟ الحياد عن طريق الحق وعدم الشفافية باب كبير يقود لزوال، وعدم محاربة الفساد يقود للهلاك، لذا لا بد من تجنب كل ذلك لتكون الحكومة في المسار الصحيح لتحقيق شعارات الثورة.