ترى لماذا هذه الحملة الشعواء والهبة الثورية في ولاية كسلا لرفض واليها المدني صالح عمار؟ من يرفض وماهي أسبابه الموضوعية وغير الموضوعية؟ ومن يقف وراء هذا الرفض من القوى السياسية بكسلا؟ وهل لفلول النظام البائد علاقة مباشرة في تأجيج الموقف؟ ولماذا يصر السيد صالح عمار على التشبث بالمقعد رغم عدم ترحيب عدد كبير من سكان المدينة بل واحتجاجهم على توليه للمنصب؟؟ وما هو المخرج الآمن والأكثر واقعية للخروج من هذه الأزمة بشكل يحفظ الأمن وهيبة قرارات رئيس الوزراء؟ الإجابة الشفافة والموضوعية على هذه الأسئلة كفيلة ببيان حقيقة ما يجري في درة الشرق ففي تقديري رفض صالح عمار من قبل مواطني كسلا صار أمراً واقعاً يجب النظر عليه بعين الاعتبار والتعامل معه بجدية فلن يستطيع عمار حكم ولاية واجهته بهذه القسوة ويستوجب ذلك تدارك الأمر بإبعاد صالح وتعيين آخر من باقي مكونات كسلا. حتى لو لم ترفضه مكونات الولاية فإن صالح عمار عديم التجربة ولم يسبق له العمل في أي ديوان حكومي ولم يتول اي مسؤولية سياسية أو إدارية تذكر اللهم الا مجموعة ورش ودورات تدريبية متوسطة المستوى في مجالات العمل السياسي والصحفي وقد قضى نصف عمره خارج البلاد في ميادين النضال المدني وهي تجربة لا تؤهله لإدارة ولاية حدودية استراتيجية تتهددها مشكلات قبلية داخلية ومطامع خارجية، فالأجدى في تقديري اختيار شخص أكثر نضوجاً وأكبر تجربةً في العمل العام من صالح عمار. إن اغلب مكونات كسلا أجمعت على رفض تعيين صالح ليس رفضاً لمكونه القبلي (كما يزعم البعض) لكن حرصاً على انسياب دولاب العمل وبسط التنمية والخدمات واستدامة التعايش والاستقرار في كسلا بتنصيب وال يتمتع بقدرات قيادية وخيال خصب ورؤية واضحة في خدمة الولاية بدلاً من وال حديث التجربة خالي الذهن مشتت الفكر. اعتقد هذه حجج موضوعية لإبعاد صالح من المنصب ولا ينفي ذلك وجود تداخل بائن وتطابق أطماع بعض الجهات في الوقيعة بين مكونات الإقليم بالعزف على الوتر القبلي وتصوير حالة الرفض بدوافع قبلية اقصائية للمكونات القبلية التي ينحدر منها صالح عمار هي مكونات أصيلة في الشرق ولن يستطيع أحد اقصاءها وان انسياق الناس في شيطنتها ومحاولة الطعن في وطنيتها لإبعادها من المشهد السياسي انسياق اهوج لن يفيد الإقليم بشيء. سبق لي أن ناشدت الأخ صالح عمار بتقديم استقالته لتفويت الفرصة على المتربصين بأمن الإقليم ولرفع الحرج عن الحكومة في تعيين وال يحظى برضا وقبول أهل كسلا. مرة أخرى اعيد واجدد دعوتي له بالاستقالة إلى إن تنظر الحكومة المركزية في إنصاف مكونه القبلي بتمثيلهم في مواقع قيادية بالدولة أسوة بباقي القوميات السودانية.