زوايا المرايا..د.زينب السعيد سيظل النوم يسوق رواحل ليالينا دون أن ندلج ، نصحو بعد أن تزور الشمس ذات اليمين وذات الشمال ، فنجد أنفسنا خارج حدود الزمن، في كوكب قصي ،داخل كهف عفا عليه الزمن نقودنا لا تشتري رغيفا.ولسنا فتية آمنوا بربهم . لن نراوح محطة( الفشل )طالما أن أغلب الشعب وحكومته مشغولون ( بالجدل) منصرفون عن التطوير ( بالتدمير) .مهمومون بما لبست ( هبة) متغافلون بما منحهم الله من ( هبة). لا أحد مهموم بالانتاج، ولا بكنوز أرضنا التي مازالت بكرا نحن فقط مهمومون بالشخوص دون الكيان، بالإطار دون المحتوى، بتثبيت الكراسي حتى ولا طارت بلد. حرب البسوس وضعت أوزارها، وحرب السوس تدق في نحاسها ، الفتن تطل برأسها تتراقص جزلى، قبل أن يخمد أوار الغرب تشتعل الشرق، لا جبل مرة استغفر، ولا التاكا تقهقر. الكل يرمي بعضه بحجارة من سجيل ،ويرتدي مكبر يضخم السوءات.. مازال السودان في عصره الحجري يتقاتل (الصيادون) في القنيص( الخف راتن)ولا ينظرون للطبيعة الممتدة كحسناء تغازلهم ولا يعبأون بجمالها. مازلنا نعيش جاهلية (الوأد) لكل ماهو جميل طالما هو مخالف لايدلوجياتنا، نحن يا سادة من جنينا على انفسنا والوطن، قولوا لي بربكم كيف يبني (المصارع) وطنا ؟و كيف يطور كسار المجاديف مجتمعا. أن جل همنا (الترصد) ، نحسبه انجازا عظيما ونصفق لأنفسنا ،إذا نجحنا بإصابة احدهم بسهام النقد والتدمير المعنوي،.. ان الانصرافية التي نحسبها نجاحا جعلتنا في ذيل الأمم، مازلنا نحلم بضروريات الحياة، مازلنا نحتاج لمدارس تعلمنا كيف نرمي مخلفاتنا في مكانها الطبيعي!! مازلنا ننشغل لأيام بما ارتدت الوزيرة ونقارن بينها وغيرها وكأن كل همنا جمال هذه وبساطة تلك وكأن مصائبنا مختزلة في شعر (هبة) وردائها الأصفر. العالم متقدم بسرعة الصاروخ ونحن من ( البنابر) ما قادرين نقوم. زاوية قبل الأخيرة كان بفتش في عيونا عن حنان بلسم يعينو عن جرح ما راضي يبرأ بينما كانت تفتش باهتمام عن شاحن ابرة.. زاوية اخيرة.. أغلب صفات الإنسان وراثية ماعدا (الاستحمار) فإنه مجهود فردي.