تغييراتٌ وتطوراتٌ في الساحة السياسية الإقليمية والدولية هي التي استدعت - بحسب مراقبين - استحداث مناصب جديدة في الحقب الوزارية. ويشير السفير الطريفي كرمنو إلى أن المهام لم تكن كثيرة كما هو الحال الآن، وأن أول وزير دولة بالخارجية هو فرانسيس دينق الذي تم تعيينه لجهة صعوبة تحرك نائب رئيس الجمهورية ووزير الخارجية وقتها، لافتًا في حديثه ل(السوداني) أمس إلى أن وزير الدولة يتحرك فيما لا يستطيع التحرك فيه وزير الخارجية، وأنها الأمر يُسهّل مهمة الوزارة لجهة أن المهام توسعت الآن، فبات من الضروري وجود مساعد يسمى وزير دولة. ويقوم وزير الخارجية بتوزيع المهام لهم كأن يسمي وزيرًا للشؤون الأفريقية، أو الشؤون الأوروبية، كما يسمي على سبيل المثال في بعض الدول نائب الوزير لشؤون مجلس الأمن، وأضاف: "ما يقوم به وزير الدولة إدارة أعمال الوزارة عبر المهام التي يحددها لهُ وزير الخارجية". ويستثني كرمنو الشؤون الإدارية والمالية التي يشير إلى أنها تقتصر على الوزير والوكيل ولا تتم إلا بتفويض من الوزير ما لم تُحدَّد صلاحيات محددة لأحد مساعديه. من هو محمد عبد الله؟ أما محمد عبد الله الذي تم تعيينهُ خلفًا لحامد ممتاز فيصفهُ السفير محمد عمر بالدبلوماسي المنضبط والمتمكن، الذكي، والشفاف. ويشير محمد عمر في حديثه ل(السوداني) أمس إلى أن لهُ ملكات كثيرة وناجح في عمله ولا أدل على ذلك من تعيينه وزير دولة بوزارة الخارجية. محمد عبد الله إدريس الذي تدرج في السلك الدبلوماسي من مواليد أبو جبيهة 1956م، نشأ ودرس فيها الأولية والوسطى والثانوي العام، من خارج سور الجبهة الإسلامية. ويشير محمد عبد الله في حديثه ل(السوداني) أمس، إلى دراستهُ الثانوي العالي في كادوقلي، والمرحلة الجامعية بجامعة أم درمان الإسلامية كلية الآداب تخصص لغة إنجليزية، أما الدبلوم العالي ففي العلاقات الدولية بجامعة الخرطوم، وله ماجستير دراسات سلام وتنمية جامعة جوبا، إلى جانب التسجيل للدكتواره في جامعة الخرطوم. يعتبر محمد عبد الله إدريس أن العمل الدبلوماسي يطور من درجة الشخص، فالعلاقات الخارجية، الدبلوماسية الدولية، والقانون الدولي، إلى جانب المنظمات الاقتصادية جميعها تتكامل لتكون الشخصية الدبلوماسية لتكون بنّاءة في مجال تخصصه. وقبل الالتحاق بوزارة الخارجية يقول إدريس في حديثه ل(السوداني)، إنهُ بدأ في وكالة سونا للأنباء، ثم انتقل إلى ديوان شؤون الخدمة ليلتحق بوزارة الخارجية كسكرتير ثالث في العام 1982م، متدرجًا إلى سكرتير ثانٍ، ثم سكرتير أول، ومستشار ووزير مفوض ثم الترقية لسفير في العام 2002م، إلى جانب مشاركته في مفاوضات السلام في مشاكوس. محطات دبلوماسية أما من ناحية التنقل في السلك الدبوماسي فيشير إدريس إلى عمله دبلوماسياً في تنزانيا في العام 1985-1989، أما تونس فقد كان عمله بها لمدة قصيرة في العام 89، ثم ليبيا، والإمارات والأردن في العام 1995/1999م، والقاهرة من العام 2003 حتى العام 2007م، ثم العمل في جامعة الدول العربية، وعمل رئيسًا لبعثة الجامعة العربية في الصومال من العام 2012م حتى العام 2017م، ثم مديرًا عامًا للشؤون الإفريقية. يعتبر كثيرون أن تعيين محمد عبد الله اختيارٌ صادف أهله إلى جانب أنهُ دبلوماسي مهني ومتفرد مثّل السودان بالجامعة العربية لعدة دورات، ويصفهُ بعض من احتك به بأنهُ رجل مهني من طرازٍ مميز خدم في محطات وإدارات كثيرة. من جانبه يشير السفير الطريفي كرمنو إلى أن إدريس عندما عمل ورئيسًا لبعثة الجامعة العربية في الصومال بذل جهودًا كبيرة في احتواء الأزمة هناك ولهُ خبرة كبيرة في مجاله وأحد الدبلوماسيين المهنيين، معتبرًا أنهُ كفاءتهُ تتيح لهُ أن يشغل هذا المنصب، وأضاف: هو من أميز من تم اختيارهم للعمل في منصب وزير دولة بوزارة الخارجية.