هناك إحساس فطري لا إرادي يحسه الفرد، وقد يكون بدرجاتٍ متفاوتة، كالحاسة السادسة التي تُعتبر من المواهب الخارقة التي تتيح للأشخاص الذين يمتلكونها، قدرة على التخاطر وقراءة الأفكار واستبصار الأحداث، هذه القدرات تندرج تحت ما يسمى بعلم (الباراسيكولوجي)، وهو فرع من مجموعة (البارانورمال)، أي الظواهر الخارقة لقوانين الطبيعة، هذا يقودني إلى التي تشعر بأن ابنها قد يصاب بمكروه، وفعلاً يصاب ذات الابن. هذه الأشياء من مصادر خواطر التفاؤل والتشاؤم التي تنتاب معظم الناس، إذ أن العقل يمتص باستمرار وبطريقة أوتوماتيكية الحقائق والمشاعر حتى ولو من التجارب والخبرات العادية، وفي ذات السياق تحضرني بعض المقتطفات كسيدة قالت لنفسها: سأتزوجُ رجلاً صالحاً وأعيش معه حياةً سعيدة، فيتحقق ما تقوله، وقالت أخرى: أنا على يقين أني سأحصل على القبول في الجامعة وأدخل التخصص الذي أحبه، فيتحقق ما تقوله، وأخرى قالوا لها كفاك إنجابا والأطفال متعبين، فقالت: سيعينني الله وسيكونون هادئين بمشيئة الله، فتحقق ما قالت، وأخرى سُجن زوجها بتهمة كبيرة، فقالوا لها: تهمته كبيرة ولا نظنه سيخرج من السجن إلا مقتولا، فقالت: كلا، سيخرج قريباً وسألقاه في أحسن حال، فتحقق ما قالت ولم يصدق أحد كيف خرج ! وقال آخر: أنا خائف أن يطردوني من وظيفتي، فتحقق ما قال وتم طرده من وظيفته ، إذن لماذا في معظم الأحيان يتحقق الكلام الذي نقوله؟ لأن اللهَ جل وعلا يقولُ: (أنا عندَ ظنِّ عبدي بي، إنْ ظنَّ خيراً فله وإنْ ظنَّ شراً فله). تفاءلوا بالخير تجدوه.. ما أروعها من عبارة، هي ليست حديثا نبوياً، ولكنها حقيقة واقعة ووصفة مجربة، فمن تفاءل بالخير وجده ومن سعى للسعادة حصلها ومن عاش التشاؤم قتله، والمرء يختار لنفسه، فكل من التفاؤل والتشاؤم فن يحسنه نوع من البشر ويجلبه إلى نفسه وحياته وينقله إلى من حوله، فمن عرف باب الأمل، لا يعرف كلمة المستحيل، ومن عرف حقيقة ربه لم يتوقع إلا الجميل، فالتفاؤل من الصفات الرئيسية لأي شخصية ناجحة، فهو يزرع الأمل ويعمق الثقة بالنفس ويحفز على النشاط والعمل، وهذه كلها عناصر لا غنى عنها لتحقيق النجاح، فأنت من يصنع السعادة بالبسمة الحلوة والكلمة الطيبة وحسن الظن في الحاضر وتوقع الخير في المستقبل. أخيراَ لنحسن الظن بالله، ولا نتوقع الشر دائماً،ِ ولنتبه إلى ظنوننا وأقوالنا حتى في أدق تفاصيل حياتنا. خبير المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية الدوحة – قطر