في كل عام يهل رمضان بالبركة ويسعد الناس به، رمضان في السودان له رائحته الخاصة والمميزة وعاداته التي لاتنقطع من كرم وضيافة وتقارب واجواء كريمة لا تنتهي..ولكن هذا العام رمضان كثيرون يرون أنه على عكس الاعوام الماضية، حيث يشهد الشارع السوداني ازمات اقتصادية تلامس كل مواطن محدود الدخل، الأمر الذي قاد إلى سؤال كيف سيقضي السودانيون رمضان هذا العام؟ (رمضان بجي بخيرو) الشارع العام باختلاف صنوفه وتياراته وآراؤه بل وإثنياته، يستقبل رمضان دوما بالتفاؤل لجهة انه شهر الله وهو من يجزي به، لذا ينظرون دوما للصعوبات التي تحيط به باعتبارها امتحانات تزيد من أجر الصيام، سائلين المولى عز وجل في هذا الشهر المبارك ان يغير احوالهم الى احسنها، ويرددون عبارة (رمضان جاي بخيرو).. تفاعل الناس مع حلول شهر رمضان يبدأ بتحضير مستلزماته من المشروبات التراثية السودانية ك(الأبري الابيض، والحلو مر، والرقاق) فضلا عن (البلح، والبليلة) وغيرها من مأكولات المائدة الرمضانية خصوصا الحلويات ك(الكنافة) وصنوف عصائر الفاكهة. بيد أن الظروف الحالية التي تحيط بشهر رمضان من ارتفاع الاسعار ربما تعوق عملية التجهيز للشهرالكريم بحسب البعض، ما يسهم في تصغير مائدة رمضان بحكم الاستغناء عن الكثير من المكونات التي كانت معتادة. (السخانة) الخطر الاكبر كثيرون يرون ان رمضان غض النظر عن الظروف الاقتصادية الا أن الايمان بفضله يمنح الناس صبرا على احتمال جوعه وعطشه، ويذهبون الى ان (الجرسة) الحقيقية تكمن في ارتفاع درجات الحرارة، وهو يعززه تقارير الارصاد الجوية في السودان يوميا، ما شكل هما ثقيلا لدى العديد من المواطنين بحكم تزايد وارتفاع وتيرة انقطاع التيار الكهربائي. وتذهب (ن.م) في حديثها ل(كوكتيل) الى أن السلع أصبحت غالية في السوق واستدركت: لكن (رمضان بجي بخيرو)، واضافت: مع قطوعات الكهرباء لم يعد امامنا خيارا سوى (نتهبب ونفرش الراكوبة رمل ونرشها للمقيل فيها) (صينية خشم الباب) عادة الكرم عند السودانيين اذا اختفت في احيان كثيرة أو تراجعت بفعل عوامل انتشار الفقر وقلة الحيلة، الا أن (الجود بالموجود)يظل شعار معظم الاسر، لذا تبرز في رمضان عادة فرش بروش الافطار في الشوارع لاستضافة الضيوف أو المارة، وتذهب(ف. م) في حديثها ل(كوكتيل) أن رمضان كريم والخير يأتي معه بالرغم من غلاء السلع، واضافت: لكن الصينية للاولاد لازم تطلع فالجود بالموجود، ساخرة من انقطاع الكهرباء الدائم، وقالت: (مع السخانة الحاصلة دي الا نرشرش تيابنا ونتلفلف بيها قنعانين من الكهرباء). (صينيتنا بره) صدفة غريبة جعلت (كوكتيل) تدير حوارا بين سيدتين، هاتفت المحررة احداهما لسؤالها عن الاحوال في رمضان.. ونقل الخط اراء مختلفة لهؤلاء السيدات، فطالبت حاجة فاطمة بالستر في ظل ارتفاع الاسعار، وقالت: رمضان السنة دي الله يسترنا منو وتابعت: قبل سنين قليلة كانت الصينية تحتوي كل الاصناف لكن حاليا مع الضغوطات التي نعيشها لا خيار سوى الاختصار.. ووجهت فاطمة حديثها لجارتها نعيمة اثناء المكالمة، وقالت: لكن يانعيمه لا نستطيع ترك عاداتنا والافطار في الشارع. مقترح كشفت عنه سعدية ل(كوكتيل) موضحة أنهن كجارات اتفقن على المشاركة في بعض المواد التموينية لتقليل حدة ارتفاع الاسعار وعدم قيام التجار بمبادرة للتخفيف على الناس. من جانبه يرى صاحب متجر للمواد الغذائية في حديثه ل(كوكتيل) أن المواد الغذائية غير ان اسعارها غالية الا أنها ايضا تظل اسعار غير ثابتة زيادات مطردة بين الفينة والفينة، واضاف: ولكن بعد استقرار الدولار اسعار السلع حاليا في ثبات، متوقعا ان تسير الأمور على مايرام.