عدد من سفراء الدول والدبلوماسيين والمسؤوليين بالدولة وزعماء الإدارات الأهلية بدوا سعيدين بعزف الربابة والفرقة الاستعراضية، وما إن يدلف أحد الدبلوماسيين حتى يمد إليه رئيس المبادرة عصام الشيخ يده مرحبا ومشيرا له بالدخول إلى القصر إلا أن بعض السفراء الذين أعجبهم صوت الربابة والرقصات الاستعراضية توقفوا لبرهة من الزمن قبل أن يمدوا أياديهم مصافحين أعضاء المبادرة الشعبية وزعامات الإدارة الأهلية والطرق الصوفية الذين تراصوا أمام باحة القصر المنيف. بدا رجل الأعمال عصام الشيخ سعيدا وهو يقطع باحة القصر بسرعة مستقبلا العدد الكبير من السفراء والدبلوماسيين، وما إن اطمأن إلى استقرارهم في مقاعدهم حتى أمر بدخول المائدة الدسمة والتي استمر تناولها زهاء الساعة، بعدها تحرك المدعوون خطوات قليلة من القصر إلى حيث المكان المعد للاحتفال داخل القاعة الواسعة والتي ضاقت بالحضور لتبدأ فرقة البالبمو البرنامج الرسمي بعزف أنغام إيقاع مناطق السودان المختلفة التي تمايل طرباً لها ورقصاً السفراء حيث تحرك عدد منهم إلى المسرح رافعين أيديهم بحماس قبل أن يأتي عصام إلى حيث يجلس نائب القائم بالأعمال في الصف الأول مُهدياً له سيفا وسديرياً حريصا على ارتدائه العمة بذات الطريقة التي يرتديها عصام ليصطحبه معه مبشرا بالسيف. الملاحظ للاحتفال يجد أن الإجراءات الأمنية لم تكن مشددة في ما جرت عليه العادة حيث تحرك السفراء داخل المنتجع بسلاسة غير معهودة في كثير من الدول فيما اكتفت بعض السفارات بحضور الحراس الخاصين بها مع عدد قليل من رجال الشرطة والمراسم. رفع تقارير مستهلا حفل الوداع تحدث رئيس المبادرة الشعبية عصام الشيخ مطالبا في كلمته خلال الاحتفال كافة السفراء برفع تقاريرهم إلى بلدانهم بخلو السودان من الإرهاب وضرورة رفع اسمه من الدول الراعية للإرهاب، وقال إن معظم سفراء دول العالم الآن في العيلفون وأضاف: "هذا دليل قاطع على خلو البلد من الإرهاب لأنهم يتجولون الآن بلا حراسات تذكر". صورة إيجابية ناظر عموم قبائل رفاعة كشف في حديثه ل(السوداني) عن تقديم طلب للسفارة الأمريكية لمغادرة وفد من المبادرة إلى الولاياتالمتحدة لعقد لقاءات شعبية ورسمية هناك وعكس صورة إيجابية لاسم السودان وسمعته، وقال إن هذه الاحتفالية دليلٌ على أن السودان لا يرعى الإرهاب لأن أكثر من 20 سفيراً دولة موجودون هنا في العيلفون دون حراسة تذكر ويغنون ويرقصون على أنغام الموسيقى السودانية وأغاني الفرق الشعبية. نائب القائم بالأعمال الأمريكي إيفن ماسنقا بدأ حديثه مداعبا الحضور بأنه سوداني وبطحاني أيضا، وقال إن "عصام الشيخ من أفضل القادة المحليين وشخص مهم للمجتمع الصوفي وهو صديق للمجتمع الدولي والسفارة الأمريكية وكنت أعرفه حتى قبل مجيء للسودان بعد توفرت معلومات عن الرجل من النائب الذي سبقني لم أصدق ما قاله لي عن عصام والسودانيين إلا بعد دخولي السودان". ومضى قائلا إن حضور معظم أعضاء السلك الدبلوماسي وزعماء القبائل والطرق الصوفية يدل على العمل العظيم الذي قام به عصام الشيخ. مشوار طويل ماسنقا لم ينسَ أن يؤكد أن المبادرة الشعبية هي التي فتحت باب لتحسين العلاقات بين أمريكا والسودان، وأكد أن الولاياتالمتحدة تولي اهتماما كبيرا للعلاقة بين الشعبين السوداني والأمريكي، وكشف أن هناك مشوارا طويلا بين الحكومتين (ولكن عبرنا الطريق) وتتبع في أيامي الأولى كان الجميع يقول: (مافي طريقة والخلاف كبير لكن السفير الأمريكي وفر الإرادة لنخطو للأمام وهو شرف عظيم للعمل مع القائم بالأعمال الأمريكي، حيث كانت لديه نظرة ثاقبة لنخطو إلى الأمام)، مؤكدا مواصلة المشوار بنفس الطريقة مع السودان ودولة جنوب السودان، مشيرا إلى أنه حينما جاء إلى الخرطوم كان يسمع عن أن المسافة في تقارب حكومة البلدين صعبة وتابع: "إلا أن القائم بالأعمال استفن كوستس وفر لنا القيادة لنمضي للأمام". وكانت المبادرة سيرت قبل وقت سابق أكثر من ثلاثة وفود قبل قرار الولاياتالمتحدة برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عن السودان في أكتوبر من العام الماضي واجتمعت بقادة أمريكان وأعضاء في الكونجرس الأمريكي وزارت عدة ولايات أمريكية، مطالبة برفع الحصار الأمريكي المفروض على السودان، جنبا إلى جنب مع الجهود الرسمية التي كانت تجمع لجنتي التفاوض بين السودان وأمريكا لبحث المسارات الخمسة لرفع الحصار عن السودان.