أيام كما الكابوس عاشها مواطنو ولاية الجزيرة خصوصًا في محلية المناقل بعد أن ملأت السيول والأمطار الشوارع والميادين وهدمت نحو (2592) منزلًا بالكامل وانهيار (4695) منزلًا انهيارًا جزئيًا بمحلية المناقلإلا أن الفقد الأكبر كان في الأرواح البشرية حيث راح ضحية السيول والأمطار نحو (7) أشخاص بالولاية . يوم أمس الأول شهدت ولاية الجزيرة تكرارًا لموجات الأمطار بغزارة بمعدلات تراوحت مابين 100الى 120ملم مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني خصوصًا في محلية المناقل التي انقطعت عن العالم الخارجي لكثير من قرى المحلية بسبب انقطاع الطريق القومي مدني المناقل بالتحديد بالقرب من مدينة عبود الشيء الذي أدىإلى عدم وصول العديد من المعينات الاغاثية لدعم المتأثرين ممادفع قوات سلاح المهندسين للتدخل العاجل بالوصول عبر طائرات أمس لعمل معالجات هندسية للطريق بعمل جسور لإيصال الدعم للمتضررين. قصص المعاناة مع السيول والأمطار بالمناقل كثيرة لاتعد ولاتحصى أثناء البحث تكتشف ماسي جديدة يبدو أن القدر لم يكتب لها نهاية بعد الخطرالذي يداهم قاطني عدد من القرى بمحليات المناقل القرشي وجنوب الجزيرة َالحصاحيصا ومناطق الشريط النيلي مع ارتفاع مناسيب النيل المتوقعة خصوصا مناطقمحلية الكاملين. السيول والامطار التي اجتاحت قرى المناقل خلفت خسائر فادحة البعض انهارت المنازل فوق رؤوسهم وآخرون لدغتهم الزواحف والعقاروبعضهم صفعتهم الكهرباء فاصبحوا في دقائق ضمن عداد الأموات مشاهد مرعبةلانهيار منازل في عبود ود الحلاوي أم قرقور وطيبة وحي المحافظ بحاضرة المحلية لاتقطع السبل بقاطنيها الذين أصبحوا يرون المنظر عن بعد عاجزين عن فعل شيء وهجروا الديار إلى مكان آخر. القرى تحاصرها المياه من كل جانب فأصبحت بؤرة خصبة لتوالد البعوض والذباب والقوارض التي تعتبر بيئة خصبة لنقل حزمة من الأمراض والأوبئةمازال الناس هنالك في الولاية المنكوبة يبحثون عن حلول إسعافية. كشفت السيول والأمطار عدم استعداد السلطات الولائية لمشاكل كل عام في فصل الخريف خصوصًا في المصارف وهي أزمة مشتركة مابين ولاية الجزيرة وإدارة مشروع الجزيرة ووزارة الري والموارد المائية، وهذا التقصير أدى لإعلان محلية المناقل منطقة كوارث. من يزور ولاية الجزيرة هذه الأيام لايجد حديثًا يعلو على حديث مأساة مواطني محلية المناقل، يقول أحد المواطنين من سكان ريفي المناقل ل(السوداني ) إن الأمطار الغزيرة والسيول التي اجتاحت المحلية تسببت في انهيار كثير من المنازل لكن الفاجعة تكمن حين سماع صراخ من يبكي بصوت عالٍ ويستنجد بأي أحد لإنقاذه موضحًا أن أسقف المنزل انهارت والصوت لايعرف من أي مكان ويجتمع الناس في مكان الصوت محاولين إزالة الركام لإنقاذ حياته غير أن الموقف كان أقوى من الجميع حين خفت الصوت إلىأن اختفى ليضاف الىعدد الذين راحوا ضحية السيول والامطار. أضرار فادحة 89قرية بمحلية المناقل تضررت بالسيول والأمطار بحسب الإحصائيات الرسمية لغرفة الطوارئ بالمحلية مع الاستمرار في الحصر. الأمطار وموجات السيول عزلت هذه القرى عن العالم الخارجي حيث أصبحت محاصرة بالمياه في قرى ود الحلاوي وأم قرقور سليمة والعمارة وطيبة وعبود.أغرقت الأمطار شوارع بعض القرى وأحدثت أضرارًا في المنازل والممتلكات وأتلفت المراحيضوحطمت الأسوار وتسببت في انهيار منازل بشكل كامل إلى جانب تفاقم الوضع الصحي والانساني.المواطنون يناشدون الجهات والمنظمات التطوعية بالتدخل الفوري متوقعين حدوث كارثة إنسانية كبيرة مالم يتم تلافي الموقف الحالي بتقديم الاحتياجات الغذائية خاصة مياه الشرب وتقديم مشمعات وخيم ونواميس ومبيدات لمكافحة نواقل الأمراض وتدخل فني لمعالجة كسورات المياه بقنوات الري والمصارف ومعالجة الكسورات في طريق المناقل لإيصال الدعم للقرى المنكوبة. وتحصلت (السوداني) على إحصائية لحجم الأضرار الناتجة عن السيول والامطار بمحلية المناقل كشفت انهيار كلي لعدد 2591 منزلًا وانهيار جزئي لعدد 4695 منزلًا ونحو 1103 منازل أيلًا للسقوط، وانهيار لنحو 53 من دورات المياه، وغرق نحو 477 فدانًا من المساحات الزراعية وتضرر نحو 89 قرية ومجمع سكني بمحلية المناقل.