من بلاد الحرمين الشريفين انطلق الجسر الجوي نحو مطار الخرطوم لمساعدة متضرري السيول والأمطار بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. لفتة انسانية وصورة بارئعة بدأت تتشكل لترسم واقعا جديدا تجاه المتضررين من السيول والأمطار بعد المحنة الكبيرة التي وقعت باهل الجزيرة والنيل الأبيض ونهر النيل وتم اعلان المناقل منطقة كوارث طبيعية.
مؤسسة الملك سلمان للاغاثة والأعمال الانسانية سجلت علي دفتر الحضور بتاريخها الناصع المشرف والممتلئ بالإنجازات والأعمال الصالحات وهي تقديم اعمال الإغاثة العاجلة للمتضررين من الكارثة لاولي رحلات الجسر الجوي الذي كان في استقباله سفير خادم الحرمين الشريفين الاستاذ علي بن حسن جعفر برفقة عضو مجلس السيادة الطاهر حجر ووزير التنمية الاجتماعية ولفيف من المسؤولين .
موقف انساني يضاف لقائمة جهود للملك سلمان للوقوف مع اهل السودان لتعظيم نداء الإنسانية وتتوالى الجهود السعودية عبر مؤسسة الملك سلمان للاغاثة والأعمال الانسانية بالمساعدات العاجلة ثم عملية البناء والاعمار للمناطق المنكوبة لاحقا . القيادة السعودية اولت القضايا الإنسانية عناية خاصة وظلت مؤسسة الملك سلمان حاضرة في كل الكوارث والأزمات الدولية وانطلاقا من هذه المبادئ الراسخة.
هبطت طائرة المساعدات تحمل خيراتها للمنكوبين للشعب السوداني من غير (من ولا اذى) جاءت السعودية لتمد يد العون وتغيث الملهوف وتقف مع البائس الفقير الذي تهدم منزله وضاعت ممتلكاته وتشرد واصبح يعيش بلا مأوى يفترش الأرض ويلتحف السماء جاءت مؤسسة الملك سلمان لتضمد جراح اليتامى والثكالى الأرامل والمسنين وتمسح الاحزان عن كل متضرر ومنكوب شكا من جور النيل وهول السيول !!
إن الكوارث الطبيعية قديمة قدم البشرية، فهي تأتي بغتة تجعل القوي ضعيفا والغني فقيرا لذلك شرع ديننا الحنيف التناصر والتعاون على البر والتقوى ونجدة الملهوف ومساعدة المحتاج وتهدف الشريعة الإسلامية لبناء مجتمعات متكافلة متراحمة متعاونة يسعى فيها الميسورون باموالهم للتخفيف عن إخوانهم الذين نزلت بهم الكوارث او المصائب وما أكثرها اليوم تعظيما لأمر الله واظهارا للشفقة والرحمة على خلقه لانها المناسبة التي تكون فيها حاجة الناس أشد للشفقة والرحمة وهو عمل فيه خير كثير ومثوبة عظيمة في الدنيا والآخرة .
وجاء المقصد العام للشريعة الإسلامية من أجل عمارة الارض وصون الكرامة الإنسانية فالنفس البشرية مكرمة ومحترمة وجاء التكريم عاما شاملا وليس خاصا او مشروطا بدين، أو لون، او قبيلة.
وخلاصة القول أن الإسلام دين الإنسانية ويعتبر العمل الانساني من المقاصد الكبرى التي من اجلها خلق الله البشرية ، وحملت السنة النوبية نصوصاً كثيرة في تعظيم مثوبة العمل الإنساني، فرجل يدخل الجنة لأنه أزال سعفة على الطريق، وامرأة تسقي كلباً تدخل الجنة، لأنها كانت تمثل قمة الإنسانية في إنقاذ روح رطبة .
اناشد القائمين علي امر توزيع الاغاثة من الهيئات والمنظمات واللجان بأن يتقوا الله ويخرجوا شح أنفسهم..لاننا اليوم امام محنة عظيمة ليست كسابقاتها لذالك نريد ايصال هذه المساعدات لاهلها ومستحقيها بكل شفافية ونزاهة فكم وكم من مساعدت جاءت ولم يسمع المعنيين بها لقد أجمع اهل المناقل علي رجل الأعمال الشيخ عبد المنعم موسي ابوضريرة الذي نحسبه من الصالحين لتولي رئاسة اللجنة الاهلية لإغاثة المتضررين لاياديه الممتدة ولبره وإحسانه ونزاهته وتجرده وإخلاصه وهو محل ثقة وضمان وصول المساعدات لأهلها وهو إجماع لم يحدث إلا في قليل من الرجال ..!
كما اناشد الحكومة للقيام بواجباتها كاملة تجاه شعبها فالناس في المناطق المنكوبة يجارؤن بالشكوى من غياب السلطات وغياب ألجهود الإنسانية وقد اعترف رئيس مجلس السيادة الانتقالي بهذا القصور الذي عزاه للتشاكس السياسي بين الاحزاب الأمر الذي ولد هذا الفرع في تقديم الخدمات ..!! قطعا سيأتي يوم الحساب ويتحمل كل صاحب مسؤولية نصيبه من الإفراط والتفريط واللامبالاة ولن تسقط بالتقادم .
مظهر قيادات الدولة امام هذه الكارثة والظروف القاسية التي يعيشها المنكوبون لا تشبه اهل السودان ولا تليق بحالة التقشف المتبعة دوليا في مثل هذه الكوارث وكان الأجدر برجال الدولة إظهار حالة التقشف حتي من دون إعلان الي حين انجلاء الأزمة بدلا من حضور عضو مجلس السيادة الطاهر حجر الى مطار الخرطوم بموكب من ثلاث سيارات وعشرات الحراس لاستقبال طائرة الاغاثة في عملية استفزاز واضحة لمشاعر المنكوبين الذين لا يجدون ماء صالحا للشرب وثمن هذه السيارات الثلاث تشيد قرية كاملة في المناقل ناهيك عن سقيا ماء.. فمتىتتعلم قياداتنا الوطنية بروتكول التقشف واظهار التواضع لله الذي هو من أصول الديانة ..وجاء في السنة النبوية الخروج لصلاة الاستسقاء بملابس متواضعة لإظهار التذلل والخضوع لله رب العالمين طلبا للغيث والرحمة.. استقبال طائرة مساعدات لا تحتاج لثلاث سيارات وعشرة حراس تكفي سيارة واحدة وحرس واحد ..
إجراءات التقشف طبقها البشير على حكومته قبل سقوطها بسنتين فكان لكل مساعد رئيس سيارة واحدة وللنواب سيارتان وسحب سيارات الدفع الرباعي من جميع الوزراء ..
رغم ان الظروف المعيشية التي طبقت فيها هذه الإجراءات لا تقارن الان باي حال من الأحوال لان القياس يكون على الفارغ .. أعضاء مجلس السيادة الآن يمتلكون أسطول سيارات الدفع الرباعي فضلا عن الباكسي الخاصة بالخدمات المنزلية سوى الأمين العام لمجلس السيادة الذي يقود سيارة صالون وبنفسه.
التحية لمؤسسة الملك سلمان للاغاثة والأعمال الانسانية وهي ترسم صورة حية في بلاط الإنسانية علي امتداد البسيطة، والشكر للمك سلمان وولي عهده وللشعب السعودي على هذا الصنيع العظيم .