كان هذا عنوان مقالي تعليقا على مذكرة (الألف أخ) التي لم يعلن ولا أخ واحد أنه كتبها أونشرها ثم تعددت نسخها وظهرت لها روايات مريضة. عندها حمدت الله كثيرا أنني أعلنت موقفي ومطالبي الإصلاحية في (فبراير 2011 ) وتحملت مسئوليتها ثم بدأت في كتابة سلسلة (سيدي الرئيس ... أصلح ولا ترحل) في صحيفة السوداني حتى زادت على العشرين حلقة ودافعت فيها عن (حق التظاهر) للشعب السوداني والأحزاب وقرعت الحكومة وما زلت أقرعها واحملها المسئولية كاملة لأن حزبها السياسي هو المنوط به إيجاد المعادلة السياسية القانونية التي تكفل ممارسة هذا الحق الذي لن يستقر أي نظام يراهن على كبته وقمعه. هذا غير مطالب أخرى تتعلق بالبرلمان والولايات وغير ذلك. وهنالك أيضا (مذكرة لندن) التي صدرت من أمانة المؤتمر الوطني للمغتربين في المملكة المتحدة (وأنت تسكن معهم يا عبد الغني ... هل شاركت فيها؟!) وقد دعت علانية وقبل عام من الزمان إلى حكومة قومية وإنتخابات مبكرة ... ونشرتها في مدونتي جنبا إلى جنب مع مذكرتي مع أنني أراها أقرب للتغيير من الإصلاح ... الجدير بالذكر أن أمين المؤتمر هناك هو (د. صديق حسن أحمد البشير) ..! حقيقة تزعجني المزايدة بالإصلاح وإساءة توظيفه أو (فهمه) من الأساس، أكثر من الجمود أو الفساد نفسه. ولذلك بالرغم من حبي وتقديري للشاب المجاهد الذكي العاقل عبد الغني إدريس إلا أنني أراه اخطأ بالحديث عن أنه مسئول الإعلام في منبر الإصلاح المؤتمر الوطني. أنا أرحب بظهور هكذا منبر إذا ولد ولادة طبيعية (وضبحوا ليهو خروف سماية) وأعلن قادته عنه بصراحة ووضوح لا أن (يخرج) عبد الغني من عاصمة الضباب فجأة وبدون مقدمات بوصفه مسئول الإعلام ليوحي للناس أن هنالك مسئول ثقافة ومسئول شئون عضوية ومسئول مرأة وطلاب والخ. وقبل كل ذلك (من هو رئيس للمنبر؟!). هل حقيقة يوجد هذا الأمر من الأساس؟! ومتى تأسس وتحت أي سقف وفوق أي أرض إجتمع أعضاؤه؟! وإذا كنا نكره (اللوبيات) و (الشلليات) التي تجتمع سرا وتتآمر وتدخل على المسئولين بأبوابهم الخلفية وإنتماءاتهم الجهوية والعشائرية و(تحفر) لفلان و(تقص) لعلان، إذا انتقدناها وكرهناها لهذه المسالك الإنتهازية الملتوية فكيف يكون الإصلاح شبيها لها ومطابقا لها؟. عبد الغني رجل رائع وهو صهر الدكتور غازي صلاح الدين ولكنني أعتقد أن عبد الغني لم يعتمد على هذه القرابة في حياته ولا أظن أنها نفعته لأن د. غازي لا يقدم أهله فوق رقاب الناس ولذلك التف الناس حوله. د. غازي (عديله) مبارك الفاضل ... ولديه إمتدادات مع حزب الأمة وكذلك الترابي وعلى عثمان وآخرين ولكن هذا لم يمنع الإنقاذ يوما ما من إعتقال الصادق المهدي وإجلاسه على كرسي من ثلاثة أرجل في التحقيق ... هذا غير الإذلال والضغوط النفسية القاسية والتي انتهت به للهروب برا إلى أسمرا في عملية تهتدون بقيادة العقيد عبد الرحمن الصادق المهدي (مساعد رئيس الجمهورية) حاليا. هذا السرد ضروري لتفكيك القضايا من بعضها وضروري لتركيز النقد على عبد الغني فيما أراه خطأ دون ان أشارك الموسوسين الذين يريدون ربط كل شيء يفعله عبد الغني بالدكتور غازي. ما أريده من كل من يريد الإصلاح ... انا يقول أنا فلان بن فلان لست راضيا عن هذه الحكومة في كذا وكذا وكذا ومطالبي هي كذا وكذا وكذا ... ولو كان معه أشخاص أو قيادات فلتسفر عن وجهها ولتتحمل المسئولية الاخلاقية كاملة تحت ضوء الشمس. لكن ممارسة بعض الوزراء والمستوزرين الإصلاح على طريقة تحريض الشباب وتحريكهم بالريموت كنترول .... أخير لينا منها الحالة دي.