بسبب المرض غبت عن الساحة الفنية وتوقفت عن الغناء لسنواتٍ طويلةٍ؟ بالفعل تسبّبت ظروف مرضي في توقُّف نشاطي الفني وذلك بعد تعرُّضي لجلطة في الرأس أُصبت بشلل نصفي، سافرنا بسببها الى الأردن لتلقي العلاج، بعدها عُدت الى السودان وامتدت رحلة العلاج لفترة طويلة. ألم يطرأ تَحسُّنٌ في حالتك الصحية؟ لم يطرأ أيِّ تحسُّنٌ بالرغم من أنّه أُجريت لي عملية قسطرة استكشافية، بجانب داعمتين في الشرايين التاجية وما زال الوضع الصحي كما هو. هل ما زلت مُواصلاً في العلاج؟ لا.. توقفت عن العلاج في الفترة الأخيرة نسبةً لسُوء ظروفي المادية لأنني أصبحت عاطلاً عن العمل ولديّ أسرة كبيرة مسؤول عنها واستحي أن أستجدي حكومة أو وزارة مادياً لإكمال علاجي! ألم تتكفّل أية جهة بعلاجك؟ الحمد لله علاقتي الاجتماعية في السودان كبيرة، أنوي أن شاء الله تعالى ولكن لا أستطيع وحالتي واضحة للعيان، لكنني إذا شاء الله ووُفِّقت وحُلّت مشاكلي المادية أنوي أن أغادر بإذنه تعالى في الفترة القادمة إلى القاهرة للعلاج. خلال فترة مرضك.. هل ظل تواصل زملائك الفنانين مستمراً؟ جَميعنا مُقرّبون من بعضنا ومُتواصلون، لم ينقطع تواصلنا لأنه امتدّ على مُستوى الأُسر مثل تواصلنا مع أسرتي الفنان عبد القادر سالم والراحل صالح الضي. هل كُنت حُضُوراً في الأسبوع الثقافي الأول بدار المهن الموسيقية؟ كنت حاضراً لأشاهد الجديد في الساحة الفنية والأنشطة التي تُقام، في الحقيقة كان أسبوعاً ناجحاً وكان لديّ مُقترح أن تكون تلك الليالي عبارة عن حفلة شهرية من كل سبت بمُشاركة كل الفنانين كباراً وصغاراً بتذاكر رمزية. رغم غيابك عن الساحة إلا أن أغنياتك حاضرة؟ أحمد الله إنني رسخت إرثاً فنياً جميلاً ومميزاً بأجمل الكلمات والألحان، والآن معظم الفنانين يرددون أغنياتي أمثال مكارم بشير وجمال فرفور وغيرهما في الحفلات الخاصة والجماهيرية. هل أخذوا منك الإذن لترديدها؟ باستثناء الفنان جمال فرفور الذي أخذ مني إذناً مكتوباً لترديد أغنية (الريد) وهو محافظ عليها ويُردِّدها بطريقة جميلة، أما الفنانة مكارم بشير ظلت لفترة طويلة تردد أغنية (نجمة نجمة) دون إذن مني إلا أنها جاءتني مُؤخّراً في منزلي وطلبت الإذن لترديدها فوافقت بواسطة المصنفات الأدبية، أما البقية لم يأتوا أو يسألوا، فقط يتغنون بمزاجهم. أغلب الفنانين الشباب يَعتمدون على تَرديد أغنيات الكبار؟ هذا اعترافٌ منهم بأنّ الغناء القديم جَميلٌ، في الحقيقة الأغنية السودانية القديمة جميلةٌ جداً والفنانون الكبار لا يتكرّرون لأنّهم فنانون بحق وحقيقية، فقد كانوا أكثر جدية وصدقاً، والفن لا يقبل إلا الصدق لأنه من القلب للقلب ومن الروح الروح ليست فيه واسطة، هناك من يقول لك أستمع لهذا الفنان أو أعجب بتلك الأغنية فقط أنت من تقرِّر إن كان الفنان يطربك أم لا. من هُم دفعتك من الفنانين؟ أولاً بدايتي الحقيقية في الغناء كانت في العام 1967، ودفعتي من الفنانين الذين قضينا فترة جميلة معاً من بينهم الفنان صالح الضي والطيب عبد الله وزيدان إبراهيم وعبد العظيم حركة وآخرون. هل بدأت مُقلِّداً لأغنيات من سبقوك؟ عندما قدمت من مدينة كسلا كانت لديّ ثلاث أغنيات فقط وبدأت مُقلِّداً ولكن في زماننا هذا لا يُوجد شخصٌ يُقلِّد في الإذاعة، لذلك كنت أبدأ في الحفلة الخاصة بأغنية الحقيبة وبعض الأغنيات لزملائي أمثال الفنان صالح الضي فهو كان أخي وصديقي فهو من الشرق أيضاً. متى ستعود للغناء ولجمهورك؟ أدعو الله تعالى أن يعطيني الصحة والعافية وتعود حركتي كما كانت في السابق بعدها لا يوجد ما يمنع أن أعود للغناء مرة أخرى.