يحيى أحمد الحسين أمين إمدادات البقعة والصديق المقرب للراحل، قال ل(السوداني) إن إدارة المركز اتصلت عليه صباح السبت باعتبار العلاقة الوطيدة التي تربطه بالراحل وأخبرته بالنبأ الحزين واتصل بدوره بابن شقيق الراحل الحاج لكن لم يخبره بحقيقه الأمر بل أخطره أن عمه أصيب بوعكة صحية وقبل الوصول للمدرسة نقل له خبر الوفاة. يحيى قال إن الراحل لا يعاني من أمراض ولم يشكُ من ألم وكان بحالة صحية جيدة، مشيرا إلى أنه جاء إلى المركز وطلب أن يكون في الاحتياطي ووقع على ذلك وانتظر خارج غرفة المراقبة مخاطبا زميله بأنه يشعر ببعض الإرهاق فتمدد على (فرشة) على الأرض وبعد مضي الزمن بأقل من ساعة ارتفع رنين هاتفه فطلبت أحد المعلمات من المرافق للراحل خارج غرفة الامتحان توقيف رنين الهاتف لكن فوجئ بأن الراحل لا يحرك ساكنا فأسرع بتبليغ الإدارة من ثم الشرطة التي قامت بإخطار قسم شرطة أم بدة الذي خف منسوبوه إلى المركز وقاموا بنقل الراحل إلى مستشفى أمبدة لاستخراج شهادة الوفاة وتسليم الجثمان لأسرته دون تشريح حسب طلب الأسرة، مؤكدا أن إدارة المركز حرصت على أن لا يتأثر الطلاب بالخبر وتكتمت على الأمر حتى موعد انتهاء الجلسة. وجعة الرحيل ابن شقيق الراحل الحاج الزاكي كان أكثر ألما وحزنا وهو يحكي ل(السوداني) عن عمه الراحل، مؤكدا أنه صديقه المقرب وأن الراحل يحرص يوميا على تناول شاي الظهر معه بمنزله وعن كيفية تلقيه الخبر قال إن صديق عمه يحيى هاتفه قائلا إن عمه أصيب بوعكة داخل مركز الامتحانات لكن قبل وصوله المدرسة أخبره بحقيقه الأمر واتصل هو بابنة الراحل لكن أخبرها فقط بأن عمه أصيب بوعكة وأنهم سيعملون على إسعافه وعليها أن تنتظر حتى يخبرها بالتفاصيل لكن ابنته ظلت على اتصال دائم ما بينه وبين صديق والدها يحيى، وكان الاثنان لا يستجيبان للهاتف فأسرعت بالحضور للمستشفى باعتبار أنه الأقرب وحينما أكثرت من الاتصال رد عليها ابن عمها ونقل لها خبر وفاة والدها فغادرت إلى المنزل وهي تبكي والدها حزنا وألما. الحنين إلى الوالد أما مصيبة ابنه الحاج الذي يعمل بمزرعة في سوبا ومستقر بأسرته هناك فكانت أكبر، إذ قال الحاج في حديثه ل(السوداني): "مرت فترة طويلة لم أزر الوالد بحكم المشغوليات، والعمل فهاتفني والدي قبل أربعة أيام من وفاته متسائلا عن موعد حضوري لهم، فأخبرته أنني سآتي له في أقرب وقت، وفي يوم وفاته تحركت وحينما وصلت المهندسين بأم درمان ظللت أتصل بهاتفه أكثر من ثلاث مرات ولا مجيب، فهاتفني يحيى الصديق الشخصي للراحل طالبا مني ضرورة الحضور لمدرسة الفاروق، وبعد وصولي لمحت عددا من عربات الشرطة أمام بوابة المدرسة، وقبل أن ألج إلى الداخل استقبلني ابن عمي الحاج، وأخبرني أن أمر الله قد نفذ وأن والدي انتقل إلى جوار ربه ورغم مرارة الخبر، إلا أنني أسلمت أمري لله وذهبت لغسل والدي وستر جثمانه ولا نقول إلا ما يرضي الله".