3/ خلافات داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان ونائب قرنق يخطط لإقصائه عن الزعامة الشرق الأوسط: 23 نوفمبر 2004 علمت «الشرق الأوسط»، ان الخلافات داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق ونائبه سلفا كير وصلت أخيرا حد اللاعودة. وكان جون قرنق نفى أول من امس في نيروبي حدوث أي خلافات في الحركة، وقال «انها اشاعات من جهات معينة تحاول خلق شرخ داخل الحركة»، واضاف «انه من غير المعقول حصول انشقاق في هذا الوقت والجميع يتجهون الى السلام». واعترف قرنق بوجود خلافات في وجهات النظر فقط داخل الحركة ولم تصل الى حد الانفضاض أو الانقسام حسب تعبيره. وقالت مصادر جنوبية ل «الشرق الأوسط»، ان سلفا كير يستعد للاعلان خلال ساعات عن إقصاء جون قرنق من سدة الرئاسة بعد أن انضم اليه عدد من قيادات وجنود الوحدات العسكرية التابعة للحركة وبعض القيادات السياسية على حد قول المصادر. ومن المنتظر ان يعقد سلفا كير بصفته «الزعيم الجديد للحركة»، مؤتمرا صحفيا في مقر قيادته بمدينة ياي يكشف فيه عن اسباب إبعاد قرنق وعن ثوابت سياسات الحركة وتوجهاتها نحو السلام. وذكرت المصادر ان الصراع بين قرنق ونائبه وصل قمته برفض النائب الذهاب الى مقر قيادة قرنق للمشاركة في اجتماع دعا اليه قرنق قبل ثلاثة اسابيع بعد ان تسربت اليه أنباء من داخل الحلقة الضيقة في القيادة: ان هناك مخططا لاغتياله أو اعتقاله حال وصوله الى مقر الاجتماع. وأكدت المصادر ان من ابرز اسباب الصراع الاخير، ان سلفا كير الذي قاد مفاوضات مشاكوس باسم الحركة ووقع على الاتفاق الاطاري الرئيسي قبل ثلاث سنوات غير راض عما وصفه بمراوغة قرنق في الوصول الى الاتفاق النهائي للسلام، وكذلك محاولات زج الحركة في معارك دارفور وشرق السودان، الأمر الذي قال انه صرف الأنظار عن قضية السلام. يذكر ان القائد العسكري سلفا كير ينتمي الى قبيلة الدينكا التي ينتمي إليها قرنق ايضا، وعندما انضم الى الحركة كان ضابطا في القوات المسلحة برتبة مقدم وكان مسؤولا عن الاستخبارات العسكرية في الجنوب. وذكرت مصادر ل «الشرق الأوسط»، ان هذا الانقلاب كان من المفترض ان يتم قبل اسبوعين على الاقل، لكن ما دعا الى إرجائه هو تزامنه مع انعقاد جلسات مجلس الأمن في نيروبي الخاصة بسلام الجنوب حتى لا يعتبر هذا الاجراء تشويشا على الاجتماع أو يفسر تفسيرا خاطئا. تعليق: في مارس من ذات العام كانت هنالك محاولة إنقلابية في الخرطوم واتهمت فيها السلطات المؤتمر الشعبي ثم تمت لاحقا تبرئة الدكتور الحاج آدم يوسف نائب الرئيس حاليا. محاولة سلفاكير 2004 (على فرض صحة ودقة الخبر) لم تنجح ولم تفشل بسبب إكتمال المصالحة مع قرنق لاحقا ثم غيابه نهائيا من المشهد بعد مقتله الذي حدث بعد عام واحد. من هم الاقرب لسلفاكير في إنقلاب 2004 ومن هم فريق قرنق في ذلك الزمان. وما مدى دقة الحديث عن محاولات إنقلابية حدثت بعد إنفصال الجنوب؟