اعتبر الاستاذ سعيد (دمباوي) (اللغة النوبية الدنقلاوية ) هي اصل جميع اللهجات النوبية ... الخ وقال في عدد السوداني رقم (2500) بتاريخ 30/11/2012 ان لغة (هكذا) الانداندي home language التي يتحدث بها مجموعة الكنوز ودنقلا وهي اصل اللغات او اللهجات النوبية التي تفرعت منها هذه اللهجات. أولا: وبصفتي متحدثا ووارثا اللغة النوبية بلهجة اهل الجنوبدنقلا ( شرقا وغربا) أبا وأما عن جدود وجدات لاحظت ان الاستاذ دمباوي لم يستخدم اي منهج علمي لتأكيد نظرته التي بدت متعسفة فقد اتفق غالب المتخصصين في علم اللغات القديمة والتاريخ القديم ( ق.م ) ان سكانا ذوي مواصفات خاصة اسسوا ممالك عظيمة جنوبي مصر او طيبة او فقط وان سكانها يتحدثون لغة سميت باسم سكان المنطقة ( النوبية). .ثانيا: قصة وجود لهجتين نوبيتين لم تظهر الا مع الباحثين المعاصرين (اوربيين) ظنوا ابتداءً ان هناك لغتين. ولكنهم لاحقا اكتشفوا ان هناك لغة واحدة وبسبب غير واضح علميا انقسمت الى لهجتين رئيسيتين ( شمالية وجنوبية )، وقد يلحظ المرء ان سكان النوبة في ستينات وسبعينات القرن الماضي لم يعر فوا هذا التقسيم ويقول الباحث النوبي المصري الدكتور مختار خليل كبارة وهو حاصل على درجة الدكتوراه في علم المصريات من جامعة بون (اذا ما انتقلنا الى اللغة النوبية فاننا سوف نقسمها الى مرحلتين اساسيتين الاولى وهي اللغة النوبية القديمة التي دونت فيها اللغة، وما يميز اللغة في هذه المرحلة انها اغلب الظن موحدة تدلنا على ذلك المخطوطات والوثائق العديدة التي عثر عليها في مناطق مختلفة بالنوبة حتى الان ) ويمضى مضيفا في بحثه المسمى (اللغة النوبية كيف تكتبها 1997): ( المرحلة الثانية): ( حتى تلك التي نصطلح على تسميتها بمرحلة اللغة الحديثة والتي تتسم بتفرع اللغة النوبية الام الى عدد من اللهجات يرى البعض انها اربع او خمس لهجات مختلفة هي الكنزي، الفاديحا، السكود، المحسي والدنقلاوي الا اننا لم نضف المرحوم كبارة لا نميل الى الاخذ بهذا التشعيب المبالغ فيه، ذلك لان هذه التقسيمات الظاهرية يمكننا في حقيقة الامر ان نردها الى شقين رئيسيين هما الكنزي الدنقلاوي ( او شكير ) من ناحية والفاديجا- السيكود المحسي (نوبيين) من جهة اخرى حيث ان كل مجموعة في هذا التقسيم انما ترتبط ببعضها البعض ارتباطا وثيقا حتى لا نكاد نلحظ ما بينهما من فروق يسيرة. ثالثا: القاعدة التي استند اليها الاستاذ دمباوي لتاكيد نظريته ما جاء في بحوث الالمانيين ماركس جيفر وديفيد ماكيوس ومن الواضح انهما اعتنيا او صوبا بحوثهما على لهجة الجنوب لذا جزما بان الدنقلاوية هي اللغة الام. رابعا: الامثلة التي اعتمدها الاستاذ دمباوي ككلمة النيل المشتقة من (ني) يشرب او إشرب موجودة في اللهجتين. خامسا: كنت افهم واستوعب ان يقول الاستاذ ان اللهجة الدنقلاوية او الجنوبية مازالت تحتفظ بغالب خصائص اللغة الام وان تاثيرات اللغات الاخرى التي حملتها المجموعات التي وفدت الى المنطقة ( اكراد، عرب، اتراك ) كانت ضعيفة بينما الحقيقة المؤكدة ان تاثيرات الوافدين كانت اقل على سكان الوسط ( المحس وسكود ). سادسا: ليست هناك لغة او لهجة جنوبية واحدة فقد لحظت ان سكان غرب النيل من النوبيين يختلفون في طريقة نطق بعض الكلمات (مدا، شدا- ادغاما ) عن اخوانهم واخواتهم من سكان شرق النيل واحيانا يختلفون في تسمية بعض الحيوانات المفترسة. سابعا: محاولة اعتبار لهجة أم للهجات النوبية الاخرى محاولة في تقديري للرد على مجموعات جهوية اخرى في اطار النوبيين تحاول كل مجموعة تاكيد النقاء النوبي او فلنقل الاصالة النوبية مع نفيها عن الاخر. ثامنا: اتفق تماما مع الكاتب ان كلمات مقدرة طغت على اللغة العربية كما اثرت على المصرية القديمة ( تحت – مس ) ( ر ع – مس ) ( اح- مس ) ومعروف ان مس في اللهجتين هي جميل وبمثل ما وقف الاستاذ على بعض الكلمات ارجوه ان يقف مليا عند هذه الكلمات ( اسي- وانج ) أو أسوان ( اسي- نار) أو سنار، ( اوق - سر) أو اقصر ( اسي- تود ) او اسيوط . كلمة كوة التي ذكرها الكاتب هي وفقا للباحث الامريكي الجنسية البريطاني الاصل هيرمان بل الاسم الاصلي لما يسميه الباحثون العرب اخناتون او ( كوآت) فالخاء حرف عربي ولا وجود له لا في النوبية او المصرية القديمة. اما (كلن مسيد) وهي جملة واردة في نهاية المقال فهي مركبة من كلو ( الحجر ) و(المسيد) اي المسجد وفقا لطريقة نطق النوبيين للكلمة وبالتالي تعني الجملة المسجد الحجري، وهي اسم على مسمى فالمسجد المعني مقام على قاعدة صخرية على الضفة الغربية من نهر النيل على بعد حوالي عشرة كيلومترات الى الشمال من مدينة دنقلا يقع المسجد في اقصى جنوب قرية الزورات او (سور آت ). * المقال قصد الغمز واللمز في بعض فقراته من عدد من عدد من حملة الدكتوراه والبروفسيرات المعنيين بالدراسات النوبية وانا شخصيا لا اعرف من قصدهم ولكنهم قد يكونوا اجتهدوا كما اجتهد هو، وهي محمدة لانهم في النهاية لم يتركوا الساحة للاوربيين لان منهم من ألحق الحضارة النوبية بالفرعونية ومنهم من نجح في فصلها فصلا تاما ومنهم من لحظ ان الحضارتين كما يحدث اليوم تبادلتا التأثير. محمد عبد السيد ادريس ( ولي )