اعتصام المحتجين أمام مقر قيادة الجيش تجاوز يومه السابع أمس، على الرغم من عدة محاولات لفضه بالقوة خلال الأيام الماضية. وفي سياق المشهد لم يغب الرياضيون عن الاحتجاجات التي جرت خلال الأسابيع الماضية التي نادت بتنحي المخلوع البشير، وتسليم السلطة إلى الجيش تمهيدا لتكوين حكومة انتقالية. وفور وصول نداء تجمع المهنيين للرياضيين سارع كثيرٌ منهم إلى الميدان، وكان لافتاً وجود عدد من الشخصيات الرياضية منذ بداية ثورة الاحتجاجات الحالية، وناصر قائد الهلال التاريخي الأسبق، ولاعب المريخ السابق الكابتن هيثم مصطفى كرار المحتجين منذ بداية الثورة الحالية وأظهر مساندة كبيرة لمطالبهم، ولم يتردد في التأكيد على ضرورة التغيير. هيثم مصطفى ومضى اللاعب الشهير ب(البرنس) بعيداً وشكل حضوراً في العديد من الفعاليات حيث شارك اللاعب مع مجموعة (أقمار الضواحي) المعروفة في فعالية تكريم أمهات شهداء الثورة التي أقيمت في منتصف مارس الماضي. كما شكل هيثم مصطفى حضوراً بارزاً في التظاهرات التي اندلعت في السادس من أبريل الجاري، ووجود اللاعب برفقة المعتصمين في ميدان القيادة وحرص على الحضور لأكثر من مرة مما جعل البعض ينادي بجعله (أيقونة) الثورة وسط الرياضيين. ويقول مقربون من (البرنس) إن الأخير وعلى الرغم من صلاته وعلاقاته الواسعة مع العديد من المسؤولين بالدولة، إلا أنه لا يجد أي حرج في المطالبة بالتغيير وتحقيق مطالب المحتجين. ويضيف مصدر مقرب من هيثم مصطفى، أن الأخير لا يخشى أي تبعات لما يقوم به سواء الاعتقال أو خلافه، لافتاً النظر إلى أن اللاعب عبر عن مطالب شعبه وفقاً للقانون والدستور الذي يكفل ذلك. فييرا ومن جهته مضى كابتن المريخ السابق، علاء الدين يوسف على درب رفيقه "البرنس"، وشارك اللاعب الشهير ب(فييرا) في العديد من التظاهرات التي أقيمت بأحياء مدينة بحري المختلفة وعلى رأسها (شمبات والشعبية). كما حرص "فييرا" على الوجود بميدان الاعتصام المفتوح بقيادة الجيش، وهو ما مثل تأكيداً واضحاً على موقفه المساند لمطالب المحتجين. تيري وأحمد آدم وانضم مهاجم المريخ، والمنتخب الوطني سيف تيري إلى ركب التظاهرات وظهر اللاعب في ميدان الاعتصام بقيادة الجيش محتفلاً مع المحتجين في مشهد لاقى كثيرا من الاستحسان والقبول. وانضم الظهير الأيسر بالأحمر أحمد آدم إلى ركب الثورة وشارك في التظاهرات مع المعتصمين أمام قيادة الجيش، وهو الأمر الذي عده كثيرون بأنه يمثل إيماناً قاطعاً من لاعبي الأندية الرياضية بأهمية الحراك الذي يدور في الشارع الآن. شيبوب والثعلب ورفض لاعبو الهلال بقيادة شرف الدين شيبوب، إلى جانب صهيب الثعلب والمدافع حسين الجريف، أن يكونوا الاستثناء حيث ظهروا كذلك في ميدان القيادة تجاوباً مع دعوات تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير. ولم يغب لاعبي الأندية الأخرى عن المشهد، وكان لافتاً حضور قائد حي الوادي نيالا – وليد سعد – إلى تظاهرات السادس من أبريل الماضي وظهوره في ميدان الاعتصام بالقيادة لأكثر من مرة. وسار على درب قائد الوادي نيالا، لاعب الأهلي الخرطوم فريد محمد نجيب، الذي أدى صلاة الجمعة بالأمس بمحيط القيادة وناصر المحتجين في مطالبهم. في الشعارات أيضاً وجود الرياضيين في المسرح السياسي لم تكن حكرا على المشاركة في ثورة ديسمبر بل وبرزت في وقت سابق، حيث أثارت لافتة زعيم الحزب النازي التي رفعها أولتراس نادي الهلال خلال مواجهة أمام المريخ كثيراً من الجدل والتساؤلات لا سيما أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) شدد خلال أوقات سابقة على ضرورة عدم رفع صور أو المجيء بأي شعارات سياسية أو هتافات معادية خارج الأطر الرياضية بمدرجات ملاعب كرة القدم. وقتها سببت اللافتة التي قامت فئة ليست بالقليلة من جماهير الهلال برفعها خلال مواجهة القمة الأخيرة والتي تصدرتها صورة الزعيم المعروف (هتلر)؛ سببت كثيراً من القلق والإزعاج لمجلس إدارة نادي الهلال الذي سارع في عقد مؤتمر صحفي أمس الأول بفندق كنون. وخلال المؤتمر أكد الأمين العام لنادي الهلال الدكتور حسن علي عيسى، عدم صلة ناديه بالجماهير التي رفعت اللافتة. وقال بيان النادي الأزرق إن اللافتة لا تعبر بأي حال من الأحوال عن مجلس إدارة النادي والذي هو الجهة الرسمية التي يحق لها التعبير عن رأي الهلال في كل المحافل الرسمية وغيرها. وأشار بيان الهلال إلى فتح تحقيق برفقة الاتحاد السوداني لكرة القدم في الكيفية التي دخلت بها اللافتة إلى الملعب، حيث أكد الهلال أنه سلم ملعب المباراة إلى اللجنة المنظمة وتساءل عن الصورة التي دخلت بها اللافتة خاصة في ظل الإجراءات المشددة التي تم اتخاذها خلال مباراة الديربي الماضية.