لينا يعقوب حاتم والمراسم! * بينما نحن ننتظر بالمطار، الوفد المصري الرفيع بقيادة أحمد أبو الغيط وعمر سليمان –رحمه الله- قبل أن يدليا إلينا ببعض التصريحات قبيل مغادرتهما الخرطوم، مرت فتاتان بباحة المطار تمشيان بجوار عمر سليمان، توقفت إحداهما لتلقي التحية على أحد زملائنا، فقالت من على البعد "إزيك يا أحمد يا حبيبي عامل إيه؟" فأجاب "أنا كويس، مشتاقين بس".. تواعد الطرفان على إكمال حديثهما عبر الهاتف.. لحقت الفتاة بزميلتها ليتحدثا مجددا مع سليمان.. استغربنا قليلا ونحن نتبادل النظرات فيما بيننا، فعبرت إحدى الصحفيات لزميلنا عن هذا الاندهاش قائلة "كمان جابت ليها حُبُكانات مع ناس المخابرات المصرية؟!"، فضحك الرجل وقال "دي صحفية في جريدة الجمهورية اتعرفت عليها في القاهرة".. تحول الموضوع بعدها إلى الإعلام المصري، وكيف أن القادة المصريين يهتمون (بصغار) صحفييهم، يصطحبونهم معهم أينما حلوا، يكتسبون مهارات ويكونون علاقات فتتراكم بسرعة عندهم الخبرات. لا زال موضوع طريقة تعامل (الحكومة) مع الصحفيين مثار حديثهم بين فينة وأخرى، ولن نلقي اللوم عليها بتقصيرها تجاه الصحفيين (ماديا)، فهي تبعث مجموعات –في أوقات متباعدة- إلى دورات تدريبية، تجهز إقامتهم وسبل راحتهم، لكن ما الفائدة أن يظل الصحفي أسير الدورات التدريبية فلا يطبقها عمليا إلا بعد أن يصبح (رئيس تحرير)!. الرئيس محمد مرسي في زيارته الأخيرة إلى الخرطوم اصطحب معه عددا من الصحفيين، أما المبعوث الروسي السابق ميخائيل ميرغلوف فكان يصطحب معه –على الأقل– ثلاثة صحفيين أثناء زياراته المتكررة إلى الخرطوم حيث كنا نلتقي بهم أثناء مباحثاته مع أحد مسئولي الحكومة، والأمثلة عديدة وكثيرة بالنسبة للضيوف الزائرين، "وشحيحة وقليلة هنا بالنسبة للذاهبين"!!.. وكأن المراسم السودانية تعتبر بأن هذه البروتوكولات (مقدسة) يصعب كسرها.. فلا تجري عليها تعديلا أو تغييرا رغم مرور السنين والأزمنة!. الإعلام يتطور بتطور القائمين على أمره، باستيعابهم لمفاهيم جديدة وإدخال أساليب وطرق عديدة، ويظل الإعلام المصري نموذجا يمكن أن يُحتذى به، في قوة تأثيره على الشعب والحكومة في آن واحد!. نحن ضد (الجندرة) لا نريد تمييزا نسائيا أو طبقيا، إنما تمييز لصحفيي المهنة، ولا نقصد أن نحظى (بفسحة) أو (رفقة) إنما بعمل يزيد من رصيد الصحفي، لا أكثر!. * قلما ندر أن تشد قناة السودان انتباهي لأي برنامج، إلا أن برنامج (خطوط عريضة) للإعلامي الممتاز محمد الأمين دياب استطاع أن يجذب آلاف المشاهدين إليه، غير أن (اندهاشة) تملكتني وأنا أتابع هذا البرنامج منذ شهور عديدة عن سبب قطيعته الدائمة لصحيفة (السوداني)؟.. البرنامج الذي يستعرض أخبار الصحف يأتي بها واحدة تلو الأخرى، ليس جميعها في يوم واحد، إنما في أيام متقاربة.. نرى تلك المتربعة وأيضا المتذيلة (القائمة).. تنفرد هذه الصحيفة بأخبار متميزة لكن لا مكان لها في تلك القناة.. وقد يقول قائل "هم حُرين يجيبو العايزنو انتو مالكم؟"، لكن يبدو أن للمسألة أبعادا أخرى.. هناك حقائق (بالوثائق) يكتبها بعض كتاب الصحيفة أولهم الأستاذ الطاهر ساتي، حول هذه القناة وما يدور فيها من تجاوزات، وهناك أخبار تنشر سواء أكانت إدارية تتعلق بمديونية القناة وحقوق العاملين، أم سياسية، بمنهج يضعه مديرها محمد حاتم سليمان.. على قناة حكومية ناطقة باسم الدولة، أن لا تتعامل بطريقة شخصية حول ما تسمعه وتقرأه بحيث ينعكس ذلك على شكل برامجها وأخبارها، فلا يوجد سبب مقنع حول عدم إظهار خبر واحد للصحيفة طوال أشهر عديدة، فقد ذهبت إلى إحدى المكتبات قبل السابعة صباحا لأرى إن كان وصولها متأخرا أم لا، فوجدتها (مردومة) بأعداد كثيرة، وبأخبار مثيرة، وعدت لأشاهد برنامج (خطوط عريضة)، فلم أجد لها خطا؟!!. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته