ضراعك أخضر فاطمة خوجلي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته شاب يشوه وجه شقيقته وهي في عمر لم يتجاوز الثمانية عشر عاماً بالماء الساخن لعملها (بائعة شاي)... المانشيت الذي خرجت به (الأهرام اليوم) بعددها أمس الجمعة في صفحة الجريمة من خبر الزميلة (رشيدة)... أثار حاسة الانتباه لدي وإحساس ممزوج بالإستياء والفرح الغامر معاً. أما الأولى أخ (يطاوعه قلبه لحرق أخته)، وأما الثانية لأن تجني الأخ على شقيقته ليس لأنه وجدها في موقف يخالف الذوق العام. مرد سعادتي أنها تعمل عمل شريف. كل الذي أغضبه أنها تعمل بائعة شاي. لا أستند إلى أن الفضاء المفتوح هو ما جعل المرأة تمارس ماتشاء من الأعمال ولكن الظروف الإقتصادية الراهنة بل قل – الطاحنة – كانت كفيلة لأن تخرج شابة في عمر الزهور وكذلك والدة طاعنة بالعمر... لتتجاوز بذلك النساء ثقافة (المره ماليها إلا بيتها والقبر) فأصبحن شريكات أصيلات في مواجهة الحياة الطاحنة ليصنعن من الفسيخ شربات... إستطاعت المرأة (ست شاي) ولا(مديرة بنك) أن تلفت الأنظار إليها، وهي تتجاوز كثيراً من العقبات والظروف وتتصل بعالم التحديات بموقع المسؤولية... خروج أختك لايعني بالضرورة رحلة البحث عن الحضور والمنافسة... ووجودها بالعاصمة ليس لدراسة تخصصات ينشدها سوق العمل، أو للبحث عن موقع متميز... ولكن لظروف تعلم تفاصيلها أنت وهي فقط أما أنا فأقرأ خطها العريض من زاوية (المعايش الجبارة)... (ست الشاي) لا ينقص من قدر أختك شيئاً بل يضيف إلى رصيد إنسانيتها وكفاحها خلقاً ووعياً... جلوس أختك في الشارع العام وتحملها لما يجري فيه وتحملها كذلك للهيب شمس عز الظهر وجمر كانون يلفح وجهها ليس لوجاهة اجتماعية ولا سعياً لتحقيق إنجازات عظيمة على خلفية أحلام كبيرة. مهام متعددة وشاقة من أجل شراء (كسرة خبز) طالما حلم بها جائعون في أركان بيت يضمك وإياهم. ربما قلة الوعي لدى البعض في السابق جعلتهم يقللون من مكانة تعليمهن معللين ذلك ألا مستقبل ينتظرهن كالبنين. واتجاه البعض إلى تزويجهن في سن مبكرة... وآخرون يعتقدون أن خروج الفتاة من المنزل هو عيب ومنافٍ للأخلاق - حسب نمط الأسرة السائد في ذلك الوقت- تنشئة اجتماعية أدت إلى حرمان بعضهن من التعليم ومن ممارسة حقوقهن المشروعة في التعليم والسعي في تطوير النفس مستغلةً ذكاءها الفطري واستعدادها الطيب للتعليم. خط أخير: أختك تستأهل وسام الكفاح ياأخوي