منطقة تمبول بولاية الجزيرة الأكثر إصابة... مرض الأكياس العدارية... قاتل يزحف بصمت! \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ كشف العالم الكبير استشاري الباطنية البروفيسور سليمان صالح فضيل عن إصابة أكثر من 60% من الكلاب حول سلخانة الخرطوم بمرض الأكياس العدارية، بينما تعتبر منطقة تمبول بولاية الجزيرة من أكثر مناطق السودان إصابة بهذا المرض. //////////// المرض يسبب أعراض مثل التليف في حالة الإصابة بالكبد والكحة ونزف الدم في حالة الإصابة بالرئة، أما في المخ فهي أعراض شبيهة بأورام المخ. \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ تقرير: رحاب فضل السيد تصوير: سعيد عباس بالرغم من أن المؤتمر مخصص لمرض له علاقة مباشرة بالحيوانات ويشكل خطورة على الإنسان، إلا أن صوت لوم انبعث من المؤتمرين الى البياطرة وكليات الطب البيطري لحضورهم الضعيف وعدم اهتمامهم بالقضية التي يمثلون رأس الرمح فيها، ربما يكون الأغلبية منا لم تسمع بذلك المرض مع العلم أن تاريخ دخوله إلى السودان منذ العام 1908، وبإشراف عمادة البحث العلمي جامعة النيلين ينعقد هذه الأيام بالخرطوم المؤتمر العلمي لأبحاث مرض الأكياس العدارية بمشاركة أكثر من (100) عالم يمثلون 40 دولة لمناقشة أكثر من 140 ورقة بحثية. بين الكلاب والإبل حيوانات كثيرة ذات علاقة أليفة بالإنسان يتم التعامل معها بكل عفوية ربما للجهل بخطورة تواجد تلك الحيوانات وليس بعيدا عن ذلك فقد كشف العالم الكبير استشاري الباطنية البروفيسور سليمان صالح فضيل عن إصابة أكثر من 60% من الكلاب حول سلخانة الخرطوم بمرض الأكياس العدارية، بينما تعتبر منطقة تمبول بولاية الجزيرة من أكثر مناطق السودان إصابة بهذا المرض باعتبارها أكبر منطقة بالسودان في تربية الإبل، وقال بروفيسور فضيل ل(السوداني): إن الدراسات أثبتت أن 51% من كلاب منطقة تمبول مصابة بذلك المرض مما يشكل خطورة على سكان المنطقة، بالإضافة الى تواجد المرض بعدد من مناطق البلاد مثل جبال النوبة وكادوقلي، وحذر المواطنين من رمي بقايا الذبح حتى لا تأكلها الكلاب التي بدروها تقوم بنقله الى الإنسان، والذبح في مناطق محددة والتعامل معها بصورة صحية، ناصحا باتباع طرق الوقاية التي من أهمها غسل الأيدي عند التعرض للكلاب وغسل الخضروات والفواكه، لافتا الى أنه عند تعرض الإنسان إلى الفيروس، تكبر إلى أن تتكون مثل الأكياس التي تؤدي إلى ورم وخلل في وظائف الأعضاء المصابة، ويتم علاجها بالتدخل الجراحي، وحديثا استخدمت الموجات الصوتية وبعض العقاقير التي تعالج الحالات في أطوارها الأولى. عن الأكياس العدارية وبالرجوع إلى تعريف مرض الأكياس العدارية هو مرض طفيلي تسببه دودة (الايكنوكوكيس) وتعتبر الكلاب والإبل العائل الأساسي للدودة وتصاب هذه الحيوانات عندما تأكل لحوما أو بقايا ماشية مصابة بها البيض الذي يستطيع أن يقاوم الحرارة والجفاف أسابيع وقد تصل الى عام وتفقس البويضات وتخرج الديدان والتي بدورها تخرج بيضا ينزل من فضلات الكلاب وقد تأكلها الماشية او تتسبب في تلوث أكل الإنسان او التعرض المباشر لتلك الحيوانات مثل أن يلعق الكلب وجه الطفل فتدخل البويضات الى جسم الطفل ويصبح حاملا للمرض وينتشر في المناطق التي يعتمد سكانها على أكل لحوم وألبان الإبل، بينما يمثل الإنسان والماشية العائل الوسيط الذي تفقس فيه الديدان وتخترق الدم الى الأعضاء لتكون الحويصلات التي تسبب المرض، ويصيب في أغلب الأحيان الرئة والكبد وقد تصل فترة حضانة المرض داخل جسم الإنسان سنوات قد تصل الى عشرين عاما حتى تصل الى الحجم الكبير الذي يسبب الأعراض مثل التليف في حالة الإصابة بالكبد والكحة ونزف الدم في حالة الإصابة بالرئة أما في المخ فهي أعراض شبيهة بأورام المخ مثل الصداع الشديد وقد تنفجر الحويصلة خصوصا في الكبد وتكون رد فعل في صورة حساسية شديدة قد تسبب الوفاة المفاجئة. كلام أوراق وتم تقديم العديد من الأوراق العلمية عن وبائيات الأكياس العدارية في أوروبا وآسيا وإفريقيا أهمها التدخل الجراحي كوسيلة من وسائل العلاج في مرحلة مضاعفة مرض الأكياس العدارية وورقة عن التدخل الجراحي عن طريق المناظير بجانب ورقة علمية من دولة تركيا عن التشخيص المناعي للمرض وطرق التحكم في انتشاره إضافة لورقة من دولة يوغندا عن انتشار المرض وأثره على الاقتصاد اليوغندي. وورقة قدمها دكتور جين كيز عن مرض الأكياس العدارية في شرق استراليا وطرق التحكم في انتشاره ودور الحيوانات الأليفة والمتوحشة في انتشار المرض. كذلك من الأوراق العلمية المهمة ورقة دكتور واين هاو عن التدابير المتخذة للتعرف على المرض وضبطه. ومن الأوراق التي نوقشت في المؤتمر ورقة قدمها بروفيسور أحمد محمد الحسن أستاذ معهد الأمراض المتوطنة بجامعة الخرطوم بعنوان (الناحية المرضية لمرض الأكياس العدارية تجربة على مدى 50 عاما) ورؤيته للمرض وطريقة انتشاره في بعض مناطق السودان إضافة لاستخدام التقنية الحديثة في معرفة الأكياس العدارية بين الإنسان والحيوان بالتركيز على التغيرات المرضية في الإنسان، مشيرا إلى تجربته على مدى خمسين عاما حول مرض الأكياس العدارية في الحيوانات في سلخانة أم درمان، وكشف خلال الورقة عن وجود الأكياس العدارية في الجمال والأبقار والأنعام، مبينا أن أكثرها انتشارا في الجمال والأبقار وتصيب الرئة والكبد وتصيب الإنسان في عدة أماكن من الجسم بجانب وجودها في الكبد والطحال، كذلك نجد الأكياس العدارية لدى الأطفال تصيب الأنسجة الخلفية للعين مما تؤدي في بعض المرات لتعطيل عصبة العين (او تزاوج في الرؤية) او العمى، وأبان أن الأكياس العدارية تصيب المخ وهناك ست حالات للإصابة في الدماغ، مشيرا إلى وجود جراحين متخصصين في استخراج الأكياس العدارية دون تأثيرها على المخ، لافتا إلى أن مرضى النخاع الشوكي يأتون في مراحل متأخرة مما يؤثر على الأعصاب ويؤدي إلى الشلل الدائم. كما قدم بروفيسور جميل أحمد دراسة علمية عن الحالة المرضية والبكتيرية في الأبقار والجمال والأغنام في الكبد والرئة المصابة بالأكياس العدارية في سلخانة أم درمان.