*لا شك أن قناة النيلين الرياضية ومديرها العام خالد الإعيسر، قد عادا لصوابهما بعد التحدي الأجوف والخصام غير المبرر لنادٍ بحجم المريخ، وبعد أن ملأ الإعيسر الدنيا وشغل الناس، عاد للاعتذار لنادي المريخ؛ بل زاد عليه بتحمل قناته كل الأضرار التي صاحبت تشويش قناته على نقل قناة الشروق. *نحن سنمسك في موضوع تعويض الأضرار، وعندما يدفع الإعيسر للمريخ وقناة الشروق؛ حينها سنقول إن اعتذاره قطع أشواطاً كبيرة نحو إعادة المياه لمجاريها. ويحمد للإعيسر وقناته أنهما أدركا مؤخرا أن الاستثمار الحقيقي في جماهير المريخ، وأن التحدي والإصرار الأرعن على الخطأ ليس يقود للاعتذار فقط؛ بل يجعل الجماهير الحمراء تهرب من النيلين كهروب السليم من الأجرب. *نعم، هدد مجلس المريخ القناة واتجه للتقاضي وزاد عليها بتهديد الاتحاد بالبحث عن قنوات بخلاف النيلين لنقل الممتاز، بل هدد أمين عام المريخ الفريق طارق عثمان الطاهر بالانسحاب من مهرجان الجمعة بالدوحة، إذا نقلته النيلين، لذلك ما كان على قناة النيلين ومديرها الإعيسر إلا العودة لجادة الطريق واسترضاء نادٍ كبير بحجم المريخ. وبدورنا نقول: من الأول ما كان في داعي لهذا العك، وكان الأجدى بالنيلين ومديرها السعي لصون حقوق نادٍ بحجم المريخ، بعدم التشويش على قناة الشروق، لأنها دفعت للنادي والإعيسر ما داير يدفع وكمان سعى لتقليل عائد النادي والشروق بالتشويش عليها. *أخيراً عرف الإعيسر أن الله حق، وخاصة مع حصول الأحمر على عدد من الأراضي، وفي طريق البطولات وانفتاح الأحمر في نفس الوقت على عدد هائل من النجوم والأسماء العالميين، إضافة إلى تقديم خدماته بلغات أخرى، وكل ذلك يعتبر خطوات صحيحة للمريخ نحو العالمية المنشودة، وما كان للقائمين على هذه القناة معاداته لأن خسارتهم ستكون بجلاجل. *كما أن الذي غاب عن النيلين وخاصة في الفترة الأخيرة، هو أنها بدأت تتخلى عن أحد أهم شروط وصفات الجماهيرية المنشودة، وهي الحياد والموضوعية، حيث بدأت النيلين الرياضية تتنكر لسياستها التي نشأت بها أصلاً إبان طيب الذكر كمال حامد، وأصبحت تتجه أكثر نحو الانغلاق بدل الانفتاح؛ وأقول الانغلاق لأنها باتت منغلقة على كل ما هو "هلالي" عندما يكون المريخ طرفاً في بطولة ما، وما حادثة الزميلة فاطمة الله جابو ببعيدة عن الأذهان، حيث تهمل تماماً ما سوى الطرف الأزرق، أو في أحسن الأحوال تمنحه اهتماماً ناقصاً. *منذ البداية، كانت سياسة النيلين الرياضية قائمة على الحياد والموضوعية، وربما شفع لها في وفائها لهذه السياسة في سنواتها الأولى أنها كانت بعيدة إلى حد ما عن "حساسية" هلال مريخ. أما اليوم فقد باتت النيلين تختزل كل بطولة يشارك فيها المريخ في الهلال فقط، وكأن جميع مشاهدي النيلين الرياضية من الزرق، أو كلهم يشجعون الهلال بالضرورة. كل ذلك يجعل من هدف النيلين الرياضية للوصول إلى القومية والحياد حلماً بعيد المنال بعدما تراجعت القناة خطوات عدة إلى الوراء، بتنكرها لسياستها ونهجها الذي شكل أحد أهم عوامل نجاحها، وعلى المسؤولين في القناة تدارك الأمر قبل فوات الأوان إن هم فعلاً أرادوا الاستمرار، كما أن نؤكد أن المريخ لن ولم يخسر بحربه عليها لأنه يملك كل الوسائل في يده، ولكن الخسران الوحيد لقناة النيلين لأنها بعملية عدائها للأحمر ستكون خسرت وجودها واستثمارها.