مستشار حكومة الإقليم الشرقي سابقا لم تكن الخلافات في المجتمعات السياسية في كل العالم بدعة ولكن الدول المتحضرة ذات التاريخ تحترم المعارضة والحكومة وأن حكومة الظل التي تمثل المعارضة تجد الحكومة قوتها الحقيقية في قوة المعارضة القوية لان المعارضة المسؤولة هى التي تنبه للخطر وتكشف المستور لخدمة الوطن والمواطن بكل المصداقية وتجد الحلول وتشارك في تنفيذ ما يمكن تنفيذه بالحكمة والموعظة الحسنة خاصة في البلدان التي يكاد يختلط بها الحابل والنابل في مسارها ولذلك في السودان عندما اجتمع ممثلو الشعب السوداني في أول برلمان ومجلس شيوخ وأعلنوا الاستقلال من داخل البرلمان لم يكن موقف المعارضة سلبيا بل كان إيجابيا ودرسا وطنيا رائعا من السياسي البارع والمحامي الضليع الوطني الغيور الشاعر المرهف محمد أحمد محجوب عندما قال إنه يتحدث باسم الحكومة والمعارضة ورد عليه زعيم الاغلبية وزينة شباب السودان المحامى الضليع مبارك بابكر زروق زعيم الاغلبية في البرلمان فقال: إنى اتحدث باسم هذا المجلس كله حكومة ومعارضة، كانت هذه هي مواقف رجال السياسة في السودان منذ فجر التاريخ تتوحد قواهم في الملمات الحوالك لا لشيء إلا للشعب كل الشعب. بالامس خاطب رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير بقاعة الصداقة بالخرطوم كل قيادات الأحزاب السياسية والاتحادات والنقابات ورموز المجتمع الوطني بسط أمامهم خطابا شاملا كاملا تناول العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية واعدا بنهج جديد يتسم بالحريات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بعيدا عن كل الممارسات السابقة التي كان يتعامل بها المؤتمر الوطني التنظيم والحكومة مما خلف إحتقانات وعدم رضى من الكافة. ولتصحيح هذا المفهوم وإزالة كل العوائق والمسببات كان خطاب رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الوطني أمام كل القيادات السياسية المعارضة والمؤيدة للحكومة حضرت كل الرموز وعلى رأسها الامام الصادق المهدي و الدكتور حسن عبد الله الترابي وقيادات الاجماع الوطني حضروا بقلب مفتوح وذهن مدرك آملين في جمع الصف ووحدة الكلمة مدركين لما حولهم في الوطن العربي والافريقى من دول الجوار البعيدة والقريبة فاستمعوا بكل حواسهم ينتظرون ما بعد هذا الخطاب الجامع الشامل المليء بالوعود والعهود حيث أن من السهل قطع الوعد أيا كان ولكن الصعوبة كل الصعوبة في كيفية الوفاء بهذا الوعد والعهد. رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الوطني الذي قاد إنقلاب 30يونيو 1989م لانقاذ الشعب السوداني وحل الحكومة المنتخبة برئاسة الصادق المهدي وحل الأحزاب سياسيا فكانت الإنقاذ منذ 1989م هي التي تنفرد بالحكم والسلطة ومرت بالمراحل التاريخية المعروفة لدى الكافة والعامة لا تحتاج منا الى شرح ولكن أقول الرجوع إلى الحق فضيلة عملت الانقاذ على إضعاف القوى السياسية الحزبية فانقسمت أحزاب السودان السياسية وتكونت لافتات أحزاب لا قيمة لها ولا وزن إلا المكايدة السياسية والقهر والابتزاز. نأمل أن تصحح هذه الاوضاع أولا وأن تكون المصداقية من أجل هذا السودان والشعب العظيم الذي يحتاج أول ما يحتاج الآن للقيادات الوطنية الصادقة الوطنية التي لا تسعى للحكم من أجل الكسب الرخيص. نحتاج الى القيادات التي تراجع ولا تتراجع تراجع القوانين وتعيد النظر في الحكم الفدرالي والمشروعات القومية الزراعية الصناعية فإذا لم يعد النظر في هذا وخاصة إزالة الترهل الحكومي وتقليص الولايات إلى ما كانت عليه في الحكم الاقليمي فلن ينهض السودان صاحب الامكانات الضعيفة التي لا تقوى على هذا الترهل الولائي والمركزي في الحكومة فجمهورية السودان كان عدد وزرائها الاتحاديين خمسة عشر وزيرا وتسعة أقاليم أو محافظات فمن أين لهذا الوطن بأكثر من ثماني عشرة حكومة بها المئات من الوزراء والمحافظين والولاة؟! خطاب رئيس المؤتمر الوطني كان واضعا رمى به إلى القيادات السياسية والاجتماعية لتتحدث عن الدستور الدائم للبلاد ومستقبل الحكم والحكومة في البلاد والطريق الذي يقود للعمل السياسى السليم والاقتصاد المعافى من كل شائبة لمجتمع الكفاية والعدل والمساواة بين كل أبناء الوطن رجالا ونساءً شيبا وشبابا حاكمين ومحكومين فإذا لم تفصح قيادات السودان السياسية عما تخبئ لمستقبل إدارة السودان تكون جنت على نفسها وشعبها.