نشر ثلاث ألوية منها بالخرطوم انتشار قوات الدعم السريع.. احتمالات المخاطر! \\\\\\\\\\\\ كوتيشن مصدر أمني: ستنتشر ثلاث ألوية من قوات الدعم السريع خلال الساعات القادمة بالخرطوم مصادر: وجود آلية تنسيقية ستجمع الأمن والجيش والشرطة لمناقشة التفاصيل المتعلقة بالانتشار خبير أمني: نشر القوات قد يكون تحسباً لتحركات تأتي من خارج العاصمة أو حتى منعاً لأي عمل داخلي \\\\\\\\\\\\\\\ تقرير: خالد أحمد - لينا يعقوب رسالة قصيرة، بيد أنها أربكت تفكير وتوقعات الذين استقبلوها. تقول الرسالة إن المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق أول مهندس/ محمد عطا أصدر أوامره مساء أمس بنشر ثلاثة ألوية من قوات الدعم السريع حول العاصمة. وأضافت الرسالة المعممة من مركز (كومون) - مركز اخباري - أن مدير الجهاز رفع درجة الاستعداد بنسبة 100%. مصادر مطلعة من جهاز الأمن تحدثت ل(السوداني) أكدت أن القرار الصادر من قبل مدير الجهاز يأتي وفق الصلاحيات الممنوحة للجهاز وتفويضه، مؤكدة أن قوات الدعم السريع هي قوات رسمية نظامية لديها مهام أساسية منصوص عليها في القانون، وأن القوات ستعامل بكل قوة وبطش وردع أي تحركات تشكل تهديدا لأمن البلاد. مكمن الإثارة والدهشة مرده إلى الاعتقاد السائد لدى المراقبين والعامة بعدم وجود لقوات الدعم السريع في الخرطوم، غير أن المصادر الأمنية أكدت عكس ذلك وأنها وموجودة وجاهزة لكنها لم تنتشر بعد، وكشفت عن وجود آلية تنسيقية ستجمع الأمن والجيش والشرطة لمناقشة التفاصيل المتعلقة بالانتشار والتي لم تكشف بعد. المصادر توقعت أن تنتشر قوات الدعم السريع المكونة من ثلاث ألوية خلال الساعات المقبلة دون تفاصيل إضافية. وحول دواعي القرار وأسباب ظهوره المفاجئ، أشارت المصادر إلى أن هناك معلومات أو توقعات يمتلكها الجهاز تستدعي تأمين العاصمة الخرطوم. كل تفاصيل انتشار القوات والنقاط المتوقع انتشارها فيها، وأعدادها سيتم بحثها في الساعات القادمة. أخطار مرتقبة سيناريوهات كثيرة ازدحمت في الأذهان بعد هذا القرار، وربما كان الأمر عاديا لو أنه صدر في توقيت آخر، ولكن في ظل المناخ السياسي الحالي تكون قراءة هذه التحركات من عدة زوايا تندرج جلها في إطار التوقع والتخمين والاحتمالات. ولم يسبق أن تم نشر قوات الدعم السريع داخل العاصمة حيث مهمة هذه القوات وتشكيلاتها وعقيدتها القتالية بحسب الصورة الذهنية لها أنها تعمل في جبهات القتال خاصة أن تشكيلها في الأساس جاء لأجل هكذا مهام، وتعتمد في عقيدتها القتالية أسلوباً أقرب لأسلوب حرب العصابات التي ينتهجها مقاتلو الحركات المسلحة، لذلك نشرها بالقرب من العاصمة يجعل الحديث عن أخطار أمراً وارد الاحتمال. سيناريو تكرار الذراع الطويلة (المستبعد) نشر هذه القوات وبهذا العدد الكبير (ثلاثة ألوية) الذي قد يقارب ثلاثة آلاف مقاتل بسيارات الدفع الرباعي بالقرب من الخرطوم يضع عدة احتمالات تفسر ذلك، أولها ان العاصمة الخرطوم مهددة بدخول قوات قد تكون من قوات الجبهة الثورية، ومؤشرات ذلك هو ما حدث في الأيام الماضية، حيث مرت في العاشر من مايو ذكرى عملية غزو أمدرمان أو "عملية الذراع الطويلة" التي نفذتها حركة العدل والمساواة في العام 2008م حيث قال رئيس الحركة جبريل إبراهيم في الاحتفال بذكراها إن حركته مستعدة لتكرار هذه التجربة بصورة أكبر وأقوى، وأنها مستعدة لدخول الخرطوم مجدداً، إلا أن هذا السيناريو مستبعد عطفاً على نتائج الذراع الطويلة نفسها وأهمها مقتل قائد الحركة ومؤسسها خليل إبراهيم، بجانب انشغال هذه القوات الآن بالقتال المشترك في جبال النوبة مع مقاتلي الحركة الشعبية، هذه العوامل تضعف بحسب خبراء عسكريين قيام الثورية مجتمعة أو العدل وحدها بتكرار مغامراتها غير المحسوبة العواقب. عامل آخر يضعف ذلك الاحتمال، هو ما حدث من تغييرات إقليمية خاصة في تشاد، الشيء الذي أضعف من قوة حركة العدل وتطلعاتها لإعادة مثل هذه العملية. ويقول الخبير العسكري الفريق (م) الفاتح الجيلي مصباح إن المفاجأة لا تتكرر مرتين، إلا إذا كان هنالك تخطيط لعملية مختلفة أو حتى مناوشات عسكرية أو أعمال غير تقليدية. بالإضافة لذلك، فالخرطوم منذ تلك الحادثة حدثت فيها العديد من متغيرات التأمين، أبرزها حفر خندق ترابي حولها يمنع أيَّ تحرك لقوات، بجانب وجود نقاط إنذار مبكر، ووجود قوات نوعية للتعامل مع أي هجوم مماثل. رفع حالة الاستعداد وفي تفسيره لخطوة جهاز الأمن بنشر قوات الدعم السريع حول العاصمة يقول مصباح ل(السوداني) إنها قد تكون تحسباً لأي تحركات تأتي من خارج العاصمة أو حتى منعاً لأي عمل داخلي ولزم التحسب لها في ظل الأجواء السياسية الحالية، وإن هذا التحرك من قبل هذه القوات سيكون مسنوداً بمعلومات توفرت لهذا الجهاز، لذلك اتخذت مثل هذه الإجراءات خاصة أن عدد القوات التي أعلن نشرها كبير. وفي تفسير كلمة استعداد بنسبة 100% يقول مصباح إنها مصطلح عسكري يقصد منه وضع القوات في جاهزيتها القصوى وأن يكونوا في مواقعهم طوال الأربع والعشرين ساعة. تحركات داخلية أهم مشهد سياسي قد يحمل معه ظلالاً أمنية هو اعتقال أو إلقاء قبض الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة أمس الأول من قبل السلطات الأمنية، إثر هجوم وتوجيه لاتهامات لقوات الدعم السريع بالتورط في تجاوزات ضد المدنيين، إذ أصدر حزبه جملة من القرارات كردة فعل على إيداع رئيس الحزب في سجن كوبر، أهم تلك القرارات تعليق الحوار مع الحكومة والإعلان عن تعبئة جماهيرية ودعوة للأنصار للاحتشاد والاحتجاج السلمي على اعتقال المهدي. من هذا التحرك يمكن أن يكون سيناريو نشر قوات الدعم السريع وارداً تحسباً لأي تحركات. إلا أن خبيراً أمنياً –فضل حجب اسمه- قال إن نشر مثل هذه القوات يشير إلى أن هنالك تهديداً للعاصمة. وحول ما إذا كان هذا النشر لمثل هذه القوات لمجابهة الانتقادات لأدائها من السياسيين المعارضين يقول المصدر الأمني إن مثل هذه المعالجات تتم عبر الإعلام وليس نشر قوات على الأرض.