هل تقبل أن تكون في (عصمة) امرأة.! الخرطوم: شيراز سيف الدين يحظى المجتمع السوداني بالكثير من الاعراف والعادات والتقاليد الصارمة، فالعرف يتساوى مع قوة القانون في بعض الاحيان، وهنالك بعض الاعراف قد يعترف بها الوطن العربي ولكن لا يعترف بها المجتمع السوداني ويعتبرها قضية حساسة ومن ضمنها: (عصمة الزوجة)، تلك العادة التي يرفضها الرجل السوداني ويراها عيباً وانتقاصاً لرجولته واستهتاراً بشخصيته، وذلك عندما تشترط المرأة قبل نكاحها أن تكون العصمة بيدها، بينما يعلق بعض الرجال السودانيين على الموضوع باختصار: (دا كلام فارغ)، وبالرغم من انتشار هذه الظاهرة في العديد من الدول العربية الا أن السودان لازال حتى هذه اللحظة بعيد تماماً عن ذلك النهج، لكن يا ترى..ما هي الاسباب الحقيقة لتلك المقاطعة..؟..هل هي الاسباب اعلاه فقط..؟..ام أن هنالك اسباباً اخرى، (السوداني) حاولت التقصي حول الموضوع وخرجت بالحصيلة التالية: ثقافات لا تشبهنا: الموظف عمر قسم الله قال ل(السوداني): (لا أقبل أن تكون العصمة بيد زوجتي حتى لو وضعته شرطاً لإكمال الزواج)، وعلل بأنها لو كانت تحمل الحب الحقيقي له فلا يمكن أن تطلب هذا الطلب على الاقل تقديراً منها لرجولتي وقوامتي التى منحني لها الشرع، واختتم: (هذه ثقافات لا تشبهنا..ولا اظن أن هنالك امرأة سودانية يمكن أن تطلب طلباً مثل هذا).! امر مستحيل: على ذات السياق يقول الموظف منذر حسن إن هذا الامر مستحيل أن يقبل به الرجل الشرقي وان المرأة متسرعة وعاطفية تتعامل مع الامور بعاطفتها وليس بعقلها بعكس الرجل الذى يوزن الامور ويتزن فى قرارته، وذلك سبب رئيسي لكي لا تكون العصمة في يدها، ويختتم: (المرأة مثل القنبلة يمكنها الانفجار فى اي لحظة).! اين الضمانات.؟ الموظف نادر مبارك قال ل(السوداني) إن عاداتنا وتقاليدنا لا تسمح أن تكون العصمة في يد الزوجة، مضيفاً أن المرأة تتسرع فى اتخاذ القرارت، بعكس الرجل الذى يمتاز بسعة الصدر والصبر على تقلبات الحياة الزوجية، الى جانب اجادته التصرف اكثر من الزوجة، ويضيف: (لنفترض اننا منحنا الزوجة العصمة...اين الضمان في أن لا تتخذ قراراً خاطئاً او تنسف الحياة الزوجية كلها؟). انقلاب خطير: الباحثة الاجتماعية د. حنان ابراهيم الجاك قالت ل(السوداني) حول الموضوع إن المجتمع قائم على العادة، والعصمة فى يد الزوجه غير مقبولة على المستوى الاسري، نتيجة لكثير من المفاهيم التى تعقد حياتنا الاجتماعية ويرفضها المجتمع نتيجة لهيمنة المجتمع الذكوري واعتبار العصمة بالنسبة له انقلاباً اجتماعياً خطيراً لدوره الذى لا يقبل بهيمنة المرأة وسطوتها على مستوى كثير من المفاهيم التي تتطلب الموازنة وليس الادوار، لان المرأة-في اعتقاده- غير قادرة على اتخاذ الكثير من القرارات بمفهوم الاستكانة والتبعية الذي يضعه لها، وعن الاسباب التي يمكن أن تؤدي لاختيار الزوجة بأن تكون العصمة بيدها قالت حنان انه ربما يأتي نتيجة للاستقلال الاقتصادي الكامل، وغياب الدور الايجابي للزوج وعدم تحمله المسؤولية مثل ارتفاع معدلات الطلاق أو هروب الازواج، وتختتم: (مثل هذه الاسباب وغيرها جعلت الكثير من الزوجات يفكرن في أن تكون العصمة بأيديهن، وذلك لمعالجة تلك الاسباب ولإسقاط المفهوم والتعصب الذكوري