مدخل: بعد غيبة، أعود مجددًا لمداومة الإطلالة عبر صفحات صحيفة السوداني الغراء، ومعانقة قرائها الذين تفقدوا غيبتي الإرادية، منهم من سأل عن طريق البريد الإلكتروني ومنهم من سأل عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي .. أجد نفسي شاكرًا لهم على هذا الإطراء الذي جعلني أشعر بمزيد من المسؤولية تجاه الكلمات التي أخطها في هذه الزاوية. أطول فترة الغياب قضيتها في دولة الإمارات العربية المتحدة، التقيت فيها عدداً كبيراً من الزملاء والأصدقاء المقيمين هناك والزائرين، أيام جميلة قضيتها في تلك البلاد الناهضة، وترحاب واحتفاء من الأصدقاء هناك لم يكن متوقعاً بالنسبة لي .. وهو أمر أقرب لكونه شخصي لا تسمح حاجة القراء إلى تناوله هنا .. فقط أقول للأصدقاء هناك "شكراً لكم" . كثيرون من الأصدقاء ينتظرون تدوين مشاهداتي خلال ترحالي في بلاد الشيخ زايد .. وسوف أروي ما شهدت في حلقات على هذه المساحة عن الإمارات التي اتحدت قبل ثلاثة وأربعين عاماً لتصبح في هذا الوقت الوجيز قبلة لجميع سكان العالم الذين يبحثون عن العمل والتجارة والسياحة. نص: قبل ثلاثة أيام من كتابة هذه الزاوية، وصلتي نسخة من وثيقة مسماه "مذكرة اعتراضية" معنونة للسيد رئيس المفوضية القومية للانتخابات الدكتور مختار الأصم، صادرة عن أعيان وقيادة محلية رهيد البردي بالخرطوم .. احتجاجاً على خارطة الدوائر الجغرافية التي أصدرتها المفوضية وقامت باتباع عدد من المناطق التابعة لمحلية رهيد البردي إلى ولاية وسط دارفور .. في حين ذات المناطق حتى انتخابات 2010 كانت تتبع لمفوضية جنوب دارفور..! خلال عام ونصف مضى شهدت هذه المنطقة حرباً قبلية دامية راح ضحيتها آلاف الأشخاص بسبب النزاع حول "حاكورة" .. "الحاكورة" نظام أهلي قديم ومتعارف عليه في كثير من مناطق السودان، وفي جنوب دارفور أغلب المحليات عبارة عن -حواكير- حيث تسمى "رهيد البردي دار التعايشة" و "عد الفرسان دار بني هلبة" و "برام دار الهبانية" و "تلس دار الفلاتة" على سبيل المثال، وتكون لكل قبلية نظارة في رئاسة المحلية وتقسيمات أهلية أخرى تحت النظارة في بقية المناطق، وتعتبر المحلية أرضاً تحت حماية النظام الإداري الحكومي والأهلي، ولم تشهد هذه المناطق صراعات تذكر طوال أزمة دارفور التي بدأت عقدها الثاني، إلا بعد أن حركت الأيادي الخفية صراع الحواكير في الفترة الأخيرة، وجعلت من بعض المناطق التي ذكرتها مناطق حرب. على مفوضية الانتخابات الاستماع إلى أهل المنطقة ومقارعتهم بالحجة والوثائق الموجودة حول تقسيم هذه المناطق، حتى لا نشهد مشكلات جديدة في هذه المنطقة. حافظ أنقابو هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته