الأحياء يرفضون الفكرة ويطالبون بتعديلها... حفلات التأبين.. عندما يقتصر الوفاء على (الميتين)! الخرطوم: محاسن أحمد عبدالله تفشت في الوسط الفني في الآونة الأخيرة - بعد وفاة عدد من المبدعين الذين رحلوا متتابعين عن دنيانا وتركوا الحزن يخيم على الجميع- ظاهرة التأبينات التي تقام بعد رحيل المبدعين مباشرة بشكل غير منظم أو مرتب وفي بعض الأحيان تسوده حالة من الفوضى واللامبالاة؛ وهو أمر فيه تقليل من حق الشخص؛ ما آثار سخط الكثيرين وعدم ارتياحهم مما يحدث من فوضى ووصف القائمين بأمر التأبين لمجرد ال(شو) واستعراض للظهور بأغنياتهم التي يفرضونها على الآخرين (كسر رقبة)، البعض يعتقد أن الإسراع في إقامة حفلات التأبين فيه عدم مراعاة لمشاعر أسرة الميت، أما آخرون فقالوا إن تكريم الفنان وهو حي أفضل من تكريمه وهو ميت، (السوداني) ألقت الضوء على هذه الظاهرة التي استشرت في الوسط الفني وبصورة مكثفة في الفترة الأخيرة، وخرجت بالحصيلة التالية: تقليب المواجع الفنان عبدالقادر سالم ابتدر الحديث ل(السوداني) قائلاً: "حفل التأبين تخضع ترتيباته إلى الشخص القائم على الأمر وصاحب الفكرة، ولكن ما يحدث الآن في حفلات التأبين فيه الكثير من الفوضى وعدم مراعاة لإحساس أسرة الشخص المتوفى؛ لأن التأبين يكون في وقت سريع جداً وبعد وفاة الشخص مباشرة؛ مما يسهم في تقليب المواجع على أسرة المتوفى"، مضيفاً أنه من الأفضل عمل لمسة وفاء وأن يكون التأبين عبارة عن تقديم مساهمة مقدرة تعين أسرة الميت في مقبل حياتها القادمة. تخليد الذكرى الشاعر محمد طه القدال قال بدوره ل(السوداني): "نحن في البدء ضد تسمية (تأبين) فهي (تخليد ذكرى) وهذه المفردة الأخيرة فيها الكثير من الاستمرارية؛ إلى جانب تبني عدد من المشاريع الإنسانية التي تضم مشروع الراحل الفكري كما حدث مع الشاعر الراحل حميد في ذكرى تخليده؛ فهو كان يقوم بأعمال إنسانية كبيرة مثل رياض الأطفال والمراكز الصحية وأعماله الشعرية التي من المفترض أن تنقح وتنشر؛ بالإضافة إلى أعمال في حاجة إلى ترجمة وأخرى إلى دراسات وغيرها من الأعمال التي تعتبر من الأساسيات من المفترض أن تستمر بعد وفاته"... موضحًا "أن أي احتفالية تنصب في تخليد ذكرى الميت من المفترض أن تكون عبر لجان تنسق العمل فيما بينها، حتى لا يكون هنالك شد وجذب". ضد الفكرة الفنان خالد الصحافة قال بأنه ضد فكرة تأبين الفنان بعد رحيله بفترة قليلة. وأضاف: "مثل هذه التأبينات هي عبارة عن فوضى، وأسرة الراحل في ذلك الوقت تكون تعاني وبشدة من جراح ذلك الفقد لذلك لا معنى على الإطلاق لإقامة تأبين في ذلك التوقيت السيء"، ويواصل الصحافة: "لماذا لا يتم تكريم المبدعين وهم على قيد الحياة؟. ولماذا نحتفي بهم بعد موتهم؟، كما حدث بعد وفاة زيدان والأمين عبدالغفار ووردي وحميد وغيرهم من المبدعين؟". وقال خالد: "هنالك قامات جديرة بالتكريم ومن المفترض تكوين لجنة لتكريم الأشخاص أحياء قبل وفاتهم؛ حتى يعيشوا إحساس الفرحة وهم أحياء وليس بعد وفاتهم".!