بسم الله الرحمن الرحيم سهير عبدالرحيم هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته شكرًا هاهي 2014 تحزم حقائب الرحيل، وتغلق سكة الرجوع ، وتودع أرصفة الانتظار، هاهي 2014 تغادرنا بعد أن حزمت أمتعتها ووضعت داخلها بعناية وريقات من فرح ودفاتر من حزن، هاهي 2014 تغادر كل المحطات حاملة معها كل الأشواك وبعض الورود، وبقايا أمنيات، هاهي ترحل وتسكب خلفها الذكريات والأحلام وشيء من الخيال . إنها سنة من ذكريات السندباد والسندريلا منذ بزوغها في 31 ديسمبر 2013 كانت تنبئنا بأنها سنة غريبة وعام مختلف وطعم استثنائي . سنة ورغم كل ما حملته في جوفها إلا أنها تظل علامة فارقة في محطاتنا سلباً أو ايجاباً، استقبلتها يوم ذاك بحزن عميق لذلك سأودعها الآن بفرح عارم، وأشكرها أنها ستغادرنا أخيرًا فلا يوجد عام تمنيت انتهاءه مثلها ولا توجد سنة أعد على أصابعي ما تبقى منها غيرها. أعود وأقول شكرًا . شكرًا لكل من زرع في قلبي الفرح وعلى شفاهي الابتسامة ورتب إحداثيات اللقيا وجعل في قلمي بطاقات الوعد والمنى. وشكرًا لكل من دعمني وآزرني ومد لي يد الصدق في وقت تيبست فيه أيدي النفاق. وشكرًا لكل من حاول أن يكتب لي أو معي سطرًا أنيقاً في احتمالات الأمل ووعود باكر. أيضاً شكرًا وشكرًا جزيلاً . شكرًا لكل من زرع الشوك والصبار في طريقي. وشكرًا لكل من قام بتجريحي وحاول ذبحي بسكين صدئة. وشكرًا لكل من حاول التقليل من شأني ورفع شأنه هو. وشكرًا لكل من سهر الليالي في حياكة المؤامرات ضدي وبناء مغارات الوجع الخرافي. وشكرًا لكل من يرتدون مشاعر العداوة والكره ويلتحفون أردية الحرباء والنميمة . وشكرًا لكل من يزرعون مساحات الذاكرة بالتلفيق والمكر من غير اصطحاب الذكريات الجميلة . وشكرًا لكل من حاول احتجاز لقمة قبل وصولها فمي. وشكرا لكل من سرق قوت صغاري. وشكرًا لكل من أزهق روح طفلي. وشكرًا لكل من عمل على تلويث حياتي. وشكرًا لكل من قام بغرس سهم مسموم في خاصرة النهار وأمام عيني . وشكرًا لكل من قام بقرصنة أحلامي ومصادرة سعادتي. شكرا لهم جميعاً..... وشكراً لك أنت. أنت أيها الرجل المختلف في هذا العالم البائس، ياصاحب التعويذة الصباحية وقرآن الفجر وصلاة الجماعة، يا دفء الشتاء ومنسأة الضرير ولوح الخلاوي، أنت الحياة وأنت الحب وأنت الليلة وأنت باكر . هل أخبرتك قبلاً أن الفجر يتوضأ من مشارب طهرك، وأن الليل يعقد آهاته على أرصفة انتظارك، وأن الشمس تغازل شهقة البكر في ابتسامتك. ألا تعلم أن الرجولة خلقت لتكون أنت، وأن المروءة والتسامح والقلب الأبيض هو من نهجك أنت، وأن الوفاء والإخلاص هو محرابك أنت وما دونك يؤدون شعائر من غير وضوء، ألا تعلم أن حديثك هو بطاقات ائتمان لعبوري من ليل الألم وأن ضحكتك هي احتمالات الفرح في زمن الانكسار . أو تعلم أنك كل الرجال في رجل واحد، وأنك كل الأزهار في بستان واحد وأنك كل العطور في قنينة واحدة وأنك كل الاحتمالات في مسألة واحدة . أو تعلم أن رقم هاتفك هو الذي انتظر وأن رسائلك هي التي أحفظ وأن نغمة انتظارك هي مفتاح كتاباتي. أو تعلم أبدًا بحقك ماهفى لسواك قلبي أو خفق أبدًا ولا بالفكر غير حبك ما اعتلق عهدي بقلبي مثل قلبك بالهوى إن دق دق الآن تبعثرت أوراقي ووحدك من يملك شفرة أفكاري ليعيد ترتيبها وإصلاح عطبها وكما عهدتك محباً مخلصاً وفياً وعظيماً ورجلاً.