غياب الأطباء وحضور القطط !! قادتنا الصدفة مساء أول أمس الثلاثاء إلى قسم الطوارئ والإصابات بمستشفى الخرطوم، حينها لم نكن نقصد تسليط الضوء على سوءاته ولا النظر إلى عوراته، لكن رب صدفة خير من ألف ميعاد. في تمام الساعة الثانية عشرة مساء تعرض أحد زملائنا بالصحيفة لحالة إغماء مفاجئة، دلفنا به سريعاً إلى قسم الطوارئ، وكان في مخيلتنا أن القسم يمتلك الحد الأدنى من مقومات الخدمات الطبية، سيما وأن القسم ينبغي أن يكون مستعدًا للحالات الطارئة، ولكن هيهات تفاجأنا بفراغ يملأ أرجاء المشفى هذا الفراغ ليس فراغ مرضى ولا فراغ قاذورات ولا قطط لكن الفراغ الذي وجد فراغ الأطباء والمشرفين ناهيك عن أن نسأل عن وجود تفانٍ وإخلاص! ، وجدنا بعض أطباء يغطون في نومٍ عميق وآخرين كانوا يدردشون في (واتس آب) أمام مرأى المصابين والذين يأملون في أن تدرك آلامهم. تحقيق وتصوير : محمد محمود أطباء بلا (لاب كود) الساعة تشير إلى الواحدة صباحًا والتكدس يملأ أرجاء المستشفى حالات حرجة متنوعة منهم من أصيب بكسر، ومنهم من أصيب بجرح غائر وفيهم من لا يدري ما الذي ألمَّ به، تعددت الحالات والموقف واحد. عند دخولنا إلى المستشفى كان من المفترض أن نستخدم الحاسة السادسة لنميِّز بين الطبيب ومرافقي المرضى ولكن لم نستطع لأن أغلب الأطباء هنالك لم يكونوا يرتدون (اللاب كود) وكانوا يتنقلون بين المرضى بملابسهم الأنيقة، وعندما سألتُ إحدى الطبيبات لماذا لا ترتدي (اللاب كود) ؟ أجابت بعد أن صمتت قليلاً :( ياخي أنا حُرَّة وما ضروري ألبس أبيض)!!. هنا لم أستطع تقديم سؤال آخر لها، واكتفيت بالصمت وهي اكتفت بالإجابة السابقة. وكذلك دلفتُ إلى قسم جراحة الأطفال ووجدت نفس الموقف وعندما سألت الطبيبة نفس السؤال أجابتني وملامح الأسف تعتري جبينها وأكدت لي أن عدم لبس (لاب كود) يعتبر شيئاً عادياً في قسم الطوارئ لكن وبرغم ذلك وعدتني الممرضة مقرة بخطئها بارتداء (اللاب كود) في المرة المقبلة، وتبين تماماً أن المصابين والمرافقين لم يستطيعوا التمييز بين الطبيب والمريض واتضح أن هنالك حالة من العبث والفوضى تستشري في القسم بشكل واضح. عندما تنام ملائكة الرحمة بعدما أجرى زميلنا الفحوصات المطلوبة والتي اتسمت بالمشقة، توجهت إلى الصيدلية وازدادت حسرتي عندما وجدت الصيدلانية نائمة، أما إذا سألتم عن الكيفية التي نامت بها فالصورة المرفقة تجيبُ عليكم بكل وضوح، ورغم حاجتنا للأدوية إلا أنني لم أحاول إزعاجها ولا إيقاظها وتم صرف الأدوية من صيدلية خارجية وحين التوجه للصيدلية الكائنة خارج مستشفى قسم الطوارئ والإصابات، وجدنا سائق الإسعاف هو كذلك يغط في نوم هو ليس بالنوم العميق حيث كان يتمايل فوق عربة الإسعاف ويتقلَّب فيها نشير إلى أن الساعة وقتها لم تتجاوز الثانية صباحًا. قطط وقاذورات..!! استقبلنا قسم الطوارئ والإصابات بكمية كبيرة من الأوساخ والفضلات، والتي اتخذت من بوابته (سكناً لها) ، في منظر لا يحتاج إلى تعبير، فضلاً عن القطط المنتشرة داخل وخارج العنابر وكانت القطط تنافس المرضى في المكان وفي المأكل أحياناً، وشكا عدد من مرافقي المرضى من رداءة الوضع وبطء الإجراءات. افترشوا الأرض والتحفوا السماء أغلب العنابر التي دخلناها كانت خاوية على عروشها تماماً ولا يوجد بها أي طبيب أو ممرض وكان هناك أزمة (أسِرَّة) حتى أن المرضى اتخذوا من الأرض مرقداً لهم، وقبل ذلك كانت هنالك حالة لمريض مُصاب بكسر في رجله وتم التوجه به إلى قسم الأشعة وكان فارغاً واتضح أن فني الأشعة هو الآخر كان نائماً. وأكد عدد من المرضى والمرافقين صعوبة الوضع في قسم الطوارئ. لا يمكن الوصول إليهم بعد (حُوامة) استمرت لثلاث ساعات من (12مساءً إلى 3 صباحاً) شاهدنا فيها بالعين المُجرَّدة مناظر (ولا في الأحلام)، وكذلك استمعنا لشكاوي لا حدَّ ولا عدَّ لها من مرضى كاد أن يقتلهم الأنين؛ بعد ذلك توجَّهنا صوب جهات الاختصاص بالمستشفى المدير الطبي أو أي مسؤول نطرح عليه أسئلتنا لكن هيهات، فمكتب المدير الطبي مُغلق تماماً، بحثنا عن أي بديل يمثِّل المستشفى لكيما يرد على استفساراتنا لكن كل محاولاتنا باءت ب(الفشل!!!!). الكباشن 1- غاب أب شنب ولعب أب ضنب..!!!! 2- مَنْ يواسي مَنْ؟؟؟ 3 – (صيدلانية أخذت راحتها بالكامل) 4- لسان حال هذا المريض يقول: (يا ناس أنا شوفو لَىْ حلل) 5- في الليلة الظلماء يُفتقد (الطبيب)!! 6 – (طَبلوها ومسؤولها نام) 7 - مرحباً بكم في قسم الطوارئ والإصابات بمستشفى الخرطوم 8- الزهور صاحية وإنت نايم؟؟؟؟؟!!!!!