المواطن محمد إبراهيم تلقى اتصالا في الصباح الباكر ليبلغه بأن أخاه الاكبر تعرض لوعكة صحية ونقل الى مستشفي النو بأم درمان لتلقي العلاج تحرك محمد نحو المشفى ليتفاجأ بان قيمة تذكرة الدخول(6) جنيهات استفسر عن صحة القيمة فأجابه الموظف بأن الفترة الصباحية تكون (6) ومنذ الساعة الثالثة ظهراً تكون (3) جنيهات. أول زيارة في تمام الساعة التاسعة من صباح يوم الخميس قبل الماضي دلفت (السوداني) الى مستشفى أم درمان التعليمي لتجد أعدادا من الناس يشكلون صفاً أمام شباك تذاكر المشفى ورجل أمن بزيه الرسمي يقف أمام البوابة التي وضع على حائطها لافتة كتب عليها مواعيد الزيارات التي قُسمت على فترتين خلال اليوم وتختلف قيمة التذكرة في الفترتين فمن الساعة الثامنة صباحاً وحتى التاسعة مساء هي الزيارة الخاصة وقيمتها (6) جنيهات أما الزيارة العامة فتبدأ من الثالثة ظهراً وحتى السادسة مساءً وتبلغ قيمتها (3) جنيهات وقفتُ في ذلك الشباك لفترة عشر دقائق حتى حصلت على التذكرة ثم سألت الموظف حتى أتأكد من القيمة المدونة على اللائحة قائلة: (لو سمحت بي كم التذكرة؟) ليُجيبني وبكل إستفزاز (ستة جنيهات ما شايفة اللافتة ديك..) فقاطعتهُ بسؤال آخر (التذكرة دي للشخصيات المهمة؟) فقال لي وبكل غبن: (التذكرة دي vip)، وأثناء وجودي بالقرب من تلك النافذة جاء أحد المرافقين يطلب من الموظف أن يدخلهُ دون أن يقطع تذكرة لانهُ مرافق لمريض وتم إخراجه من المستشفى لتنظيفها ولكن كرت المرافقة ضاع منه..ولكن الموظف لم يكترث له، بل طالبهُ بدفع قيمة التذكرة حتى يستطيع الدخول مرة أخرى. (نفس السعر)! في اليوم التالي في الساعة الثامنة والنصف صباحاً لم نتوقف فحركت مركبتنا عجلاتها نحو مستشفى النو بمدينة أم درمان محلية كرري شارع النص وتوقفنا عند البوابة الرئيسية بالإتجاه الشرقي حيثُ وجدتُ رجلين من الأمن يرتديان زيهما الرسمي فسألتهما عن موعد الزيارة فأجابني أحدهم قائلاً: ستبدأ في التاسعة صباحاً وأنهُ علىّ الإنتظار لمدة نصف ساعة، ولكني لم اكترث لحديثه وتوجهتُ نحو البوابة الجنوبية ورأيتُ رجلاً يجلس على كرسي جوار البوابة وبقربه رجل آخر يجلس على رجليه ونافذة التذاكر مغلقة فاقتربتُ منهما واستفسرتهم قائلة: متى تبدأ الزيارة؟ ليرد عليّ بأنها متاحة الآن، فسألتهُ كم سعره التذكرة؟ ليجيبني: (6) جنيه، اندهشت وطرحت عليه السؤال مجددًا، ستة جنيه..!! لماذا؟ ليرد عليّ من كان بجواره (أمشي أسألي وزارة الصحة) فوجهت بصري ناحية الرجل الذي يجلس على الكرسي، وسألتهُ: كم قيمة تذكرة الزيارة التي تبدأ في الساعة الثالثة ظهراً ليجيبني: ثلاثة جنيهات (لكن لو انتي براك هسي أدخلي زوري مريضك)، فقلت له: من دون أن أعطيك تذكرة.؟ النافذة مغلقة الآن، فقال لي: التذاكر خلصت الآن والموظفة ذهبت لإحضارها.. فدلفتُ حينها الى باحة المشفى لأجد أعداداً غفيرة من الزوار متواجدين وكأنها مشفى خاص لم يحدد فيه زمن ضابط لزيارة المرضى..فمن الزوار من يقف على بوابات العنابر، ومنهم من كان يجلس تحت ظل شجرة النيم. في ذات اليوم بعد زيارتنا لمشفى النو بأم درمان تحركنا بمركبتنا متوجهين الى مستشفى بحري التعليمي..ووصلنا في الحادية عشرة صباحاً.. ومن البوابة الرئيسية التي كان يجلس امامها رجلان من الامن استفسرتهم عن موعد الزيارة فقال لي: إن الزيارة تبدأ عند العاشرة صباحاً والمشفى يغلق أبوابه عن الزيارة في السابعة مساء وتبلغ قيمة التذكرة (3) جنيهات فقط.. وليس هنالك موعدان للزيارة ولا قيمة إضافية . ملاحقة الوزارة لم نتوقف عند تلك النقطة بل وصلنا الى وزارة الصحة الولائية لنستفسر عن تلك القيمة، وقدمتُ خطابا بتاريخ 14/6إلى مكتب المدير العام ونحن نلاحقها عبر الهاتف وعبر بواباتها ولكن ليس لها من مجيب ومبرر لنا سوى (لسة الخطاب ما طلع).