*لا ينكر أحد أن كرة القدم في فريقيا تطورت بشكل ملحوظ في السنين الماضية ولكن هذا التطور في اللعبة لا يوازيه تطور على مستوى الحضور الجماهيري تحديدا في البطولة الافريقة الكبرى أو ما يسمى المونديال الافريقي عكس بطولات القارات الأخرى، الأمر الذي ظهر جليا بشكل واضح في بطولة الأمم في نسختها الثامنة والعشرين التي سيسدل الستار عليها اليوم بالمباراة الختامية التي تجمع منتخب ساحل العاج بنظيره الزامبي على عكس بطولات الأندية الافريقية التي دائما ما تحظى بمتابعة وحضور جماهيري كبير، الأمر الذي أرق المتابعين والمسؤولين عن اللعبة في القارة وجعل الأمين العام للاتحاد الإفريقي لكرة القدم هشام العمراني يعرب عن فخره بتطور اللعبة في القارة السمراء. ولكنه استدرك أن الأهداف الكبيرة لاتحاده سبب فخر ونتاج جدية كبيرة من أجل دعم هذه الأهداف التي تتطلع إليها اللجنة التنفيذية لمواصلة تطوير كرة القدم". *ولكن من منقصات هذا التطور مشكلة غياب الجماهير عن الملاعب في النسخة الحالية لكأس الأمم الإفريقية في الجابون وغينيا الاستوائية، الأمر الذي دفع الاتحاد الافريقي لوضع خطة استراتيجية لضمان حضور جماهيري في مباريات البطولة من بينها مباراة اليوم. الخطة التي وضعها الكاف باستراتيجية مع اللجنتين المنظمتين المحليتين للبطولة لم تسفر عن نتائج في البطولة الأمر الذي يجعلهم يدرسون الفكرة مجددا ويجودنها وينتظرون نتائجها على الرغم من أنهم لا يتوقعون ملاعب مليئة بالجماهير لكنهم طلبوا من اللجنتين وضع أكبر قدر من الوسائل وحملات التوعية في المستقبل خصوصا في نقاط بيع التذاكر". *جاءت البطولة الافريقية الأخيرة بغينيا والجابون دون التوقعات من حيث الحضور الجماهيري حيث أقيمت العديد من المباريات في ملاعب شبه خالية من الجماهير حتى في المباريات التي يكون منتخبا البلدين المضيفين طرفا فيها. ويرجع الكاف غياب الجمهور عن الملاعب ليس لأن البلد يستضيف العرس القاري للمرة الأولى مثلما كان الأمر في انجولا 2010 أو حاليا في الجابون وغينيا الاستوائية، بل إنها ظاهرة موجودة في القارة". اعتقاد أخير *تتعدد عوامل وأسباب ساهمت في هذا الغياب بينها المسافة بين الملاعب ووسط المدن وخروج المنتخبات المضيفة حيث تحبط عزيمة الجماهير المحلية التي يفضل أغلبها متابعة باقي مشوار البطولة عبر التلفزيون، نتمنى في المستقبل أن نلحظ حضورا جماهيريا في مختلف الملاعب ومختلف البطولات يوازي شغف هذه القارة بكرة القدم.