لسنا ضد الحوار بل انه السبيل الافضل للوصول التي تسويات وحسن العلاقات بين دولتي السودان.. لكن بالضرورة أن يكون الحوار والتفاوض في الوقت المناسب، أن ينطلقا من ارضية صلبة تعزز جهود التوصل إلى حلول دون إراقة الدماء.. كان علينا أن نؤجل ذهاب وفدنا إلى اديس ابابا الى حين الوصول إلى هذه الارضية حتى لا يقود وفدنا حوار الطرشان. اي معنى في أن يجلس وفدا الدولتين في طاولة واحدة للنقاش وطاولة واحدة لتناول وجبات الطعام ويتبادلان القفشات والنكات وفي المقابل يظهر علينا العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة يعلن صد قواتنا المسلحة لهجوم قوات دولة الجنوب على اراضينا؟!.. اي تخاذل واحباط هذا الذي يقوده السياسيون في الوقت الذي تقود فيها القوات المسلحة معركة الشرف والكرامة لصد عدوان الحركة الشعبية أو جيش دولة الجنوب أو غباء سلفاكير؟!!. أى دموع يمكن أن يسكبها الشعب السوداني في هذه الاوقات؟!.. هل هي دموع الحزن على غدر قيادات الجنوب وجيشه أم دموع الحزن على استمرارنا في التفاوض بما يمثل استفزازا كبيرا في الوقت الذي يخوض فيه الجيش المعركة لحماية الحدود..؟! لا أجد مبررا لحديث إدريس محمد عبد القادر. ولقد كنت من اكثر مؤيديه في الحريات الأربع وفي مجهوده وبقية الوفد في التوصل إلى اتفاق سلمي يجعل الشعبين يعيشان في سلام بحيث لا يؤثر الانفصال السياسي على الوحدة الوجدانية بينهما... الآن وبعد المستجدات والاستفزازات الاخيرة لا اجد مبررا له في القول انهم سيمسكون البندقية بيد والحوار باليد الأخرى أو ما معناه ذلك. طالما أمسكنا البندقية مضطرين لكون اننا المعتدى عليهم فكان على رئيس الوفد المفاوض أن يأتي هو بمبادرة وقف التفاوض إلى حين تهدئة الاوضاع على الصعيد العسكري بل إلى حين أن تعلن حكومة الجنوب ورئيسها الذي بارك الأزمة عن اعتذار رسمي للشعب السوداني عما اقترفته يدا قواته المسلحة لتهديد الامن والسلام على حدودنا. كيف نفاوض على الحدود وجيشنا يرفع درجة الاستعداد القصوى لرد العدوان؟... على السياسيين أن يتركوا الحديث عن التفاوض والحوار وليتحدث الجيش ليس دقا لطبول الحرب كما يرى في ذلك المتخاذلون ولكن الجيش هو الاقدر على حماية البلاد من مثل هذه الاستقزازات الرعناء المتكررة من حكومة الجنوب والتي لا زالت تتعامل مع السودان بعقليتها ما قبل تكوين الدولة.. لا زالت تحن إلى حرب العصابات والغابة. ولا أظن أن المباحثات والمفاوضات تأتي على هواها... لا أجد سببا منطقيا لاستمرار المعارك على الحدود وفي نفس الوقت استمرار المفاوضات في الفنادق خمس نجوم... ابناء القوات المسلحة يرفعون البندقية لحماية البلد والسياسيون يحملون الاقلام في انتظار نتائج للمفاوضات.. أي تناقض نعيشه اليوم؟!