أسباب عديدة دفعتني لقبول الدعوة التى وجهتها لي جامعة الامام المهدي بكوستي لحضور فعاليات تدشين مسودة قيام إتحاد الجامعة- والتى يشرف عليها نخبة من كبار العلماء والاساتذة من جامعة الخرطوم العريقة- وأول هذه الاسباب أن لجامعة الامام المهدي ديناً على عنقي، فقد درست بها قبيل سنوات مناصفة مع جامعة السودان، وثاني تلك الاسباب هو الوقوف على حال تلك الجامعة بعد ان ظلت الاخبار تأتي من هناك محملة بالكثير من الاسف والحسرة لسوء وتردي حال الجامعة واهمالها من قبل كل الجهات المسؤولة، وبالفعل حطت رحالنا امس الاول على مدينة كوستي الجميلة والمضيافة، لنشهد على تدشين المسودة، ومن ثم نقوم بجولة تفقدية لمباني ومنشآت الجامعة، ولا اخفيكم سراً انني اندهشت جداً لما شاهدته هناك، فمنشآت الجامعة حدث لها إحلال وإبدال كبير جداً، وانتشر بداخلها عشرات العمال وهم يقومون بأعمال الصيانة الشاملة لكل شبر فيها، ولعل هذا مادفعني لمداعبة البروفيسور بشير محمد آدم مدير الجامعة عن (الترطيبة) التى المت بالجامعة والدعم الكبيرالذى تلقته، لأتفأجا به يخبرني بأن كل مانشاهده هناك ماهو الا عمل خاص بمجلس ادارة الجامعة قامت به بعد ان عقدت شراكة ذكية مع احد البنوك، واستطاعت ان تحصل منه على قرض يتم سداده على مدى عامين، واضاف البروفيسور بشير أن كل المباني الجديدة التى تم انشاؤها نهضت في اقل من شهرين، وهو الامر الذى لايمكن تصديقه الا بعد رؤيته بالعين ورصده بالصورة. حقيقة الخطوة التى اقدم عليها مجلس ادارة الجامعة بقيادة البروفيسور بشير تعتبر نقلة نوعية وهائلة جداً في تاريخ هذه الجامعة، بل وفي كل الجامعات الولائية، فالتحديث الذى شمل الجامعة لم يقتصر على المنشآت وحسب، بل تعدى ذلك ليشمل الاجهزة الالكترونية والاثاثات وحتى مبردات المياه، بجانب الخطوة الموفقة في تسيير امداد مائي مستمر للجامعة بعد ان كانت وحتى وقت قريب تعاني بشدة في سبيل الحصول على قطرة ماء. الجهد الذاتي الذى بذلته ادارة تلك الجامعة يستحق ان يدعم من كافة الجهات المسؤولة بدءا بحكومة الولاية وانتهاء بالمركز، فالطفرة التى تشهدها جامعة الامام المهدي بعد كل تلك السنوات الماضية تستحق بالفعل الدعم والاهتمام والمؤازرة، وحتى لاتنتكس مرة اخرى وتضيع كل تلك المجهودات هباء منثوراً. جدعة: ادارة الجامعة وجهت لنا دعوة اخرى لحضور الاحتفال الرسمي للجامعة ب(النيولوك) الجديد بعد بضعة اشهر قليلة جداً-بحسب مديرها- والذى راهننا على اننا عندما نعود في المرة المقبلة لن نتعرف عليها، ونتمني بالفعل ان يتحقق ذلك الامل الذى ظل يراود كل طلاب الجامعة في الحصول على بيئة نظيفة ومحترمة لكي يستطيعوا تقديم الكثير لهذا الوطن والذي يحتاج لجهود كل ابنائه لينهض ويصبح على رأس دول العالم المتقدمة عملياً وعلمياً. شربكة أخيرة: شكراً جامعة الامام المهدي وهي تضرب انموذجاً في التغيير الايجابي، وشكراً للبروفيسور بشير واركان حربه المهمومين بقضية الجامعة، وشكراً لكل الجهات التى ساهمت والتى ستساهم في عودة الروح لجامعة كانت تلفظ انفاسها الاخيرة.