أبوعلي اكلاب الثقافة من منظور الوزير السموءل خلف الله الثقافة هي تهذيب وتحسين الأداء وهي الإلمام بضروب المعارف وقد شبه المفتش الانجليزي مستر بولت المثقف بالجمال في الغابة حيث إن الجمل لا يشبع من أول شجرة بلقاها وإنما ينوع الأكل فيأخذ من هذه الشجرة ومن تلك حتى يشبع بأنواع مختلفة من النباتات ولعل اهتمام الناس بلبن الإبل وشربه باعتباره أن الناقة تدر وتعطيك "عصيرا" من مختلف النباتات ومعروف أن "الأدوية" والعقاقير التي نستعملها للعلاج مصنوعة من النباتات. والثقافة كلمة مطلقة المعنى فهي الإبداع بمعناه الجمالي والثقافة هي في معنى من معانيها معرفة الآخر ومعرفة الآخر هي أساس لبناء الثقة بين الشعوب ومن متالينا أننا في السودان لا نعرف بعضنا البعض في سودان التنوع العرقي والثقافي وعدم المعرفة هذه سبب المآسي والبلاوي التي يعاني منها الوطن وعدم معرفة ثقافة بعضنا البعض قد تسبب في إشعال نيران الفتن ولو عملنا منطق الثقافة قبل أن يبلغ السيل الزبى ولجأنا إلى الحوار وفهمنا لغة بعضنا ورغبة بعضنا لما كان الصراع الدموي الذي انفجر في الجنوب والغرب والشرق والشمال. إن الثقافة تخاطب وجدان الأمة لوحدتهم شعرا وأدبا تدفع الأمة للتلاقي والتوحد والثقافة هي الأداة التي تزرع أسباب الثقة في نفوس السودانيين لينبعث تاريخ الأمة التليد ونملك الأجيال نضالات السلف الصالح وتعلمهم كيف أن علي عبد اللطيف "النوباوي" والجنوبي وسليمان كشة البجاوي ومحمد أحمد الشمالي قد تكاتفوا وقدموا أرواحهم مهرا لاستقلال الأمة السودانية ليرفرف علم الاستقلال في الجنوب والشرق والغرب. والثقافة تدعو للسلام واللجوء إلى الحوار بديلا للاحتراب وسفك الدماء ولو سيرنا قوافل التوعية إلى الجنوب والغرب والشرق والشمال لأغلقت الأبواب أمام الدوائر الأجنبية التي عملت على تمزيق وحدة السودان ولو ملكنا أجيالنا حقيقة أن قوتنا في توحدنا لتحمل الشباب مسئوليتهم تجاه حمل رسالة تعضيد الوحدة ولكنا فتحنا الأبواب لمثيري العنف وأغنياء الحروب لتدور آلة القتال ويصم أزير الدبابات الآذان ويقتل الأبرياء حتى صنعنا جرحا غائرا يستحيل علاجه. ولنفسح المجال الآن للكلمة المسئولة والعبارة الصادقة التي لها مفعولها في تقريب وجهات النظر والجلوس على طاولة النقاش ولنقتلع الأضغان من النفوس. ثم إن وزارة الثقافة تتحمل مسئولية جسمية وعبئا ثقيلا وهي تلج الميدان لتنازل المتخاذلين أعداء الوطن باللحن الطروب والآية النافذه إلى الأفئدة المتحجرة ومشكلتنا في وزارة الثقافة أنها تتحمل مسئولية تنوء بحملها الجبال إنها مسئولة عن الثقافة الزراعية والصناعية والتربوية لأنه في فهم الوزارة "إن إماطة الأذى عن الطريق" ثقافة وينطبق عليها قول الشاعر: ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء لقد بدأت الوزارة بليال غنائية ومسرحية للترفيه والراحة لتأكد أن الدولة لا تحارب الفن والطرب إنما ترشده لنقدم للمجتمع القيم النبيلة المموسقة. ثم كانت اجتماعات وزارة الثقافة بوزارت الولايات لربط التنوع وإعادة كتابة التاريخ في كل بقاع السودان وتمكين وزارات الولايات لتطوف في غياهب الريف لكتابة غوامض التاريخ واستنطاق الكبار ثم كان تكريم الشعراء والفنانين الأحياء منهم والأموات وبعث الجديد لنفيس درر الثقافة ثم ظلت وزارة الثقافة تطوف على الوزارات الاتحادية لتشاركها الهموم الوطنية وقد استجابت معظم الوزارات وأسهمت في تنفيذ المشروعات الثقافية المشتركه، إن "الإخراج" الممتاز وراء خلق حراك ثقافي واسع استجابت لصداه الولايات كما أسلفنا وكانت المهرجانات في كل بقاع السودان والمهرجانات والليالي الغنائية ليست لهوا إنها حضارة وفصول يتعلم فيها الأجيال القيم الرفيعة. إن إخراج الأخ السموءل هو الذي جعل البنوك تدفع ما يقارب نصف المليار جنيه كما أن الاقتناع بالفكرة هو الذي جعل "زين" تمول كل النشاطات الثقافية وكان آخر لقاءاتنا مع الأخ وزير الأوقاف والإرشاد للقيام بعمل مشترك "لتأليف الكتاب الشعبي" عن مختلف القضايا الدينية المثيره للجدل. عرف الأستاذ السموءل بين أقرانه في القاهرة حيث درس هناك عرف بحبه للعلوم والمعارف ولما كان الرجل رساليا يحمل هموم القضية اختار عالم الدعوة الشامل ونشر المعاني السامعية للدين الإسلامي "اماما" يهز المنابر بالحكمة ورحابة الصدر ثم أسس مؤسسة أروقة لتضطلع بدورها لتنفيذ أفكاره في الطباعة وإقامة الندوات. إنه صاحب قضية لم يرفع في مقامه ألق الوزارة ولن ينقص من عطائه أن خرج منها، ثم إن الوزارة تضم بين جدرانها عمالقة في الفكر والعلوم ويلجأ إليهم "السموءل" كل يوم وكل أسبوع في اجتماعت دورية يقرر على هدي نصحهم "منهاج الوزارة" فالثقافة إذن في منظور الأستاذ السموءل خلف الله هي عمل جماعي تقوم به مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني من أجل إسعاد المجتمع ونشر المعرفة في ربوعهم. إنها من أجل المجتمع ومؤسسات المجتمع.