أثار تقرير بصحيفة (إند لايز) الأمريكية تساؤلات عديدة بشأن الأدوار المزدوجة التي تلعبها الولاياتالمتحدة وإسرائيل بمنطقة شرق إفريقيا من خلال دعم حرب العصابات بالدول الغنية بالمعادن خاصة السودان ويوغندا والكنغو، فضلا عن انتشار عناصر وكالة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) بدعم من وكالة الاستخبارات الأمريكية ال(سي أي أيه) بمنطقة البحر الأحمر والسودان وأثيوبيا. زعزعة الاستقرار وأشار العضو السابق بالبرلمان الأوربي والصحفي البريطاني ريتشارد كوتريل عن مجموعة المحافظين الى أن جيش الرب للمقاومة ما هو إلا جزء من قوات حرب العصابات التي تدعمها الولاياتالمتحدة والموساد لزعزعة الاستقرار بيوغندا والسودان، مضيفا أن زعيم جيش الرب للمقاومة جوزيف كوني اسمه موجود ضمن سجلات وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي أي أيه) منذ سنوات عديدة وأن ما تقوم به قوات جيش الرب ما هي إلا عمليات منظمة من النهب والاختطاف، مشيرا الى أن قوات جيش الرب تقوم باختطاف الأطفال ليتم تدريبهم على أن يصبحوا قتلة محترفين للاستفادة منهم في عمليات تنفذها وكالة الاستخبارات الأمريكية وتدعم بهم قوات حرب العصابات بالسودان والصومال، مضيفا أن المئات إن لم يكن الآلاف من هؤلاء الأطفال تلقوا تدريبات مروعة على أساليب القتل والتشويه دون شفقة وتم إرسالهم شمالا لدعم القوات المناهضة للحكومة بالسودان والصومال. ويرى كوتريل أن موسفيني الديكتاتور الفعلي ليوغندا كان دوما على علم بكل خطوة في الدور الذي تلعبه الولاياتالمتحدة في المنطقة وأن موسيفيني شرب من هذه الكأس لسنوات – في إشارة لتعامله مع ال(سي أي أيه) لفترة طويلة، معتبرا أن ما يجري حاليا بوسط أفريقيا من تدافع وكالات الاستخبارات البريطانية والبلجيكية والأمريكية والإسرائيلية كلعبة البنغ بونغ القديمة يحاول كل منها اللعب على جانبي الطاولة وتهدف جميعها الى زعزعة استقرار المنطقة بشكل فعال للسيطرة عليها تحت غطاء البعثات الإنسانية المعتادة حتى يتثني لها الوصول لأهدافها الأساسية المتعلقة باحتياطي المعادن من الرصاص والذهب والفضة واليورانيوم والنفط حتى يقدم على طبق للاستغلال الغربي، مشيرا الى أن هذا النهج هو مواصلة لما ظلت تقوم به الولاياتالمتحدة بإفريقيا منذ ستينات القرن الماضي فالقصص جميعها قد لا تختلف كثيرا فقد نفذت (السي أي أيه) عمليات كثيرة بإفريقيا كان من ضمنها اغتيال رئيس وزراء جمهورية الكونغو باتريس لومومبا بالتواطؤ مع القوات البلجيكية الخاصة وكان حينها لومومبا وهو من أبناء النخبة الكنغولية التي حظيت بالتعليم فترة الاستعمار البلجيكي وكان أول رئيس وزراء منتخب في تاريخ الكنغو حظي بشعبية واسعة قاد مظاهرات ضد الاستعمار البلجيكي وألقى خطابه الشهير الذي عرف بخطاب (الدموع والدم والنار) الذي أغضب المستعمر وتعرض بعدها لومومبا للاغتيال علي أيدي رجال ال(السي أي أيه) بالتعاون مع القوات البلجيكية الخاصة ، وتواصلت عمليات الاغتيال بأفريقيا حيث أغتيل الدبلوماسي السويدي داغ همرشولد الذي كان يشغل منصب السكرتير الثاني للأمم المتحدة والذي كان ملتزما بسياسة الأممالمتحدة التي تعمل على إعادة دمج الكونغو – السياسة – التي كانت تعارضها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وبلجيكا من خلف الكواليس، فلجأ رجال ال(سي آي أيه) الى تحطيم الطائرة التي تقله. نشر الجواسيس وأشار الكاتب الى أن انتشار عناصر الموساد بإفريقيا تدعمه وكالة الاستخبارات الأمريكية – وجهة النظر - التي أيدها تقرير سابق نشر بصحيفة (هارتز) الإسرائيلية التي قالت إن وكالة الاستخبارات الإسرائيلة أرسلت دعما سريا عن طريق اتحاد التجارة الأمريكي وسلم الدعم لنقابة العمال الإسرائيلية وكان الهدف الأساسي منه نشر عملاء الموساد بالدول الإفريقية، وأوردت الصحيفة على لسان مسئول استخباراتي إسرائيلي أن المسئولين الإسرائيليين اتجهوا مؤخرا لبناء علاقات استخباراتية بإفريقيا ونشطوا في عمليات تجارة الأسلحة، مضيفا أن الهدف الأساسي هو تطوير العلاقات الاستخباراتية وتضافر الجهود ضد إيران إلا أن هذه الأنشطة أعطت عناصر الموساد وضباط الجيش الأسرائيلي ذريعة التدخل بالسياسة الداخلية للدول الإفريقية وساهموا في انقلابات عسكرية بيوغندا وزنجبار، وتنشط حاليا عناصر الموساد في دول إفريقية مثل السودان وإثيوبيا وكينيا وتحاول السيطرة على مداخل وممرات البحر الأحمر ومراقبة الحركة التجارية عبره.