أعتقد أن هناك عدة أسباب كسودانيين أن يكون لنا الحق بل الواجب لنشارك اخوتنا شعب مصر العظيم والشقيق فيما يجرى داخل مصر سيما بعد نتائج الانتخابات الرئاسية التى ستجرى اعادتها بعد ثلاثة أسابيع والتى لم تحقق فيها كتلة واحدة الفوز الساحق حيث لم يعط المزاج المصرى وعقله الواعى النصر الحاسم لأحدهم مما يشي بأنه يتعين على الجميع أن يفهموا أنه من الضرورى أن يرتفعوا الى مستوى المسئولية الوطنية التى يريدها المصريون بل أذهب أكثر من ذلك وأقول التى تريدها الشعوب العربية قاطبة والتى تتوق الى نظام مدني ديمقراطي يحقق الحرية والكرامة والكفاءة من منطلق الادارة الأفضل للتنوع الفكري والسياسي والأجتماعي والعرقي واقامة الحكم الرشيد ودولة القانون والمؤسسات وتجاوز ثقافة التعالى الدينى والعسكرى والاجتماعى والسياسى أرى أنه من حق الأخوان المسلمبن المصريين وحزبهم الحرية والعدالة أن يمارسوا السلطات التشريعية والتنفيذية بنضالهم المتواصل منذ تكوينهم وطالما أعطاهم الناخب المصري الأصوات الأعلى مثل أي نظام ديمقراطي محترم فى العالم ولكن بنفس القدر عليهم واجبات مهمة على رأسها احترام الخيارات المصرية الأخرى فالشاهد فى انتخابات الرئاسة التى ادعى الأخوان أنهم سيكتسحونها من الجولة الأولى أن أصواتا احتجاجية كثيرة قد حجبتهم عن تحقيق ذلك الحلم بعيد المنال وأن 75% من الشعب المصرى لم يصوت لهم ولذلك يتعين عليهم أن يدركوا المغزى ويتعاملوا مع هذه الحقيقة دون تعالٍ ديني أو سياسي بل لعلها فرصة تاريخية ليثبتوا للمصريين والعرب والعالم أجمع أن الأسلاميين فى مصر وفى مقدمتهم الأخوان يتمتعون بقدر عال من الفهم والرؤية الثاقبة وأنهم الأجدر والأقدر على قيادة المجتمع المصري بل كل المجتمعات العربية والأسلامية مثلهم مثل حزب النهضة التونسى وقبله حزب العدالة والتنمية التركى ومثل السيد مهاتير محمد فى ماليزيا الذين استطاعوا بحكمة وحنكة ادارة التنوع بكفاءة مشهودة. ولعل هذا يقودنا لأن ندعو اسلاميى مصر جميعا وقيادتهم الأخوانية والسلفيين وغيرهم أن يستفيدوا من التجارب الفاشلة لبعض الحركات الأسلامية مثل السودانية التي فشلت فى ادارة التنوع السياسي والأجتماعي والفكري فادت الى انفصال جزء عزيز واستراتيجى لوطنهم أو أشاعت التطرف المذهبي وسوء العلاقات مع جيرانها مثل الثورة الأسلامية الأيرانية أو التخلف الطالباني.. المطلوب من الأخوان المصريين فى هذه المرحلة المفصلية من تاريخ مصر أن يدركوا أن قضايا مثل الوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية والازدهار الاقتصادي هى التي تؤدي الى الأنضباط الأمني فالتوزيع العادل للسلطة والثروة والمساواة بين جميع المصريين مسلمهم ومسيحيهم وبين جميع الطبقات الاجتماعية والاقتصادية وتقديم الكفاءة على الولاء السياسي والفكري والكفاءة فى ادارة البلاد هي التى تحقق الأمن الحقيقى والاستقرار فتصير مصر فعلا لا قولا هى الزعيمة والقائدة والمثال المحتذى. أعتقد جازما أن مصر كأعرق حضارة انسانية تستحق أن تجلس بقوة واحترام بين الدول الكبرى التى تقود وتؤثر في العالم سياسيا واقتصاديا واستراتيجيا واذا لم تكن لها القوة العسكرية المماثلة فان القوة المصرية الناعمة كدولة مفصلية فى هذه المنطقة من العالم وكدولة مثالية فى الحرية والديمقراطية والعدالة ودولة حضارة عريقة تحسن ادارة دولتها لاتقل عن الدول الكبرى فعالم اليوم أصبحت فيه القوة الناعمة كالاعلام والكفاءة الاقتصادية – كاليابان- والتحضر لاتقل أهمية عن القوة الخشنة ونظرة الى الممارسات الأمبريالية الأمريكية وغيرها من الاحتكارات والممارسات الرأسمالية البشعة واحتلال الشعوب تكشف عن مدى احتقار العالم لدور الشرطي الدولي والمحتكر الاستغلالى الذي يمارس ازدواجية المعايير مما دعا الأمريكان ومفكريهم العقلاء وشرائح اجتماعية واسعة ليفكروا الآن كيف يضفون مسحة انسانية واخلاقية لنظامهم تحت شعار سيادة الديمقراطية وحقوق الانسان ولايتمسكون بالنظرية البالية كصراع الحضارات ونهاية التاريخ اللتين انتهيا الى رفوف التاريخ.. ماذا يفترض أن يفعل الأخوان.. نواصل لاحقا .