أعجبتنى صحيفة السوداني "الفخامة" التي تعمل بمهنية عالية لا تدانيها صحيفة سودانية رغم الكثرة المزعجة ونلحظ ذلك ببرمجة مظبوطة ومرتبة في الصفحات والأعمدة التي تقف على أرضية ثابتة لايزعزعها الخوف من طرح المسائل الملحة التي تهم المواطن والوطن وفي تقديري أن كل صفحة فيها تمثل جريدة قائمة بذاتها وهنا دليل عافية إدارية وصحيفة رئيس تحريرها الأخ ضياء الدين البلال وأركان حربه الذين يعملون ليل نهار لأخراج عدد اليوم في ثوب متجدد يوما بعد يوم وهذا بدوره ينبئ أن أسرة الجريدة متجانسة ليس فيها نشاذ كما أن الجريدة تهتم بالقارئ مهما كان توجهه وخير دليل على ذلك هو صفحة "الرأي" التي تمثل رئة الشعب السوداني ليتنفس بها ونلحظ أن هذه الصفحة تمثل جريدة لحالها وشكرا لكم. في المناسبات العامة المحلية والعربية والعالمية نجد أن للسوداني حضورا كبيرا ولم تنكفئ على نفسها وتحسب الدولار بل تقذف بجنودها الى مرمى المعركة مع العلم أن الجرايد الأخري تكتفى بالنت والوكالات الخبرية وخير مثال لذلك الدورة الرياضية في قطر الدوحة التي مثل فيها الاستاذ عبد المجيد عبد الرازق القسم الرياضي بالسوداني ولكنه مثل الشعب السوداني خير تمثل على مستوى العالم وظهر بصورة مشرفة في كل الاعلاميات العالمية وهو يمثل السودان كما تم إبتعاث الأخ الطيب شيخ ادريس الى أدغال أفريقيا كل ذلك يدل على أن جريدة السوداني لها إدارة تحترم القارئ. هذه الأيام نفتقد الاستاذ الموسوعة نور الدين مدني "كلام الناس" بجسده لابعقله وهو في عطلة مع بنته حفظها الله في دولة إستراليا عروس الميحط الهادي وبالرغم من أنه ذهب في رحلة إستجمام ولكنه ضن بنفسه من الراحة وعمل سفيرا للسودان والسوداني وهذا يمثل قمة الإيمان بالعمل والرسالة التي يقوم بها ونجد ذلك بالبيان أن عموده ملئ بما يفيد ولو لم يعلن سفره لقلنا أنه موجود في مكتبه يؤدي علمه الوظيفى ولكنه أخرص ألسننا وحير فكرنا أن نجده بمثابة السفير يتجول في أستراليا بين شوارعها ومدنها ويزور مراكزها الاجتماعية ويشارك في منتدياتها ويتغلغل وسط المغتربين السودانيين "قطع شك لقيت ويكة" ويتعرف على احوالهم وتستحق الحفاوة يامدني. الأستاذ مدني ينم عن شخص عالم وباحث وتجد ذلك أنه عكس لنا تراثا سودانيا موجودا في إستراليا حتي جلابية الجندي المهدوى المرقعة إكتشفها في متاحف إستراليا وتمثال غردون الذي قتل تحت أرجلنا له تمثال في إستراليا وكنا نظن ذلك ترفا من إستراليا ولكن كانت المفاجأة أن عكس الاستاذ مدني صورا خلف ظهره فيها تراثنا العظيم "جلابية وحربة" توضح أن السودان موجود بكثرة في إستراليا فهناك صورة لشارع الخرطوم ودنقلا ثم سجن كوبر وإسم المتمة... هذا لانعلمه وهو جديد رغم وجود السودانيين في إستراليا وهذا يدل على أن عقلية نور الدين مدني عقلية مجددة ومفتحة "أنت من جماعة التجديد والترابي" وجهدك هذا وجد قبولا لدى القارئ تحسد عليه. أستوقفنى في الصفحة الاخيرة يوم السبت 2/6 العدد 2319 العنوان الاتي:- "نور الدين مدني في مركز بيرن سايد للعلاقات الأسرية" وهذا المركز يهدف لمساعدة الاباء الذين يواجهون مشاكل أسرية لمساعدة انفسهم خلال إسلوب "العلاج الجمعى" بحضور مدير البرامج بالمركز جوانق تران ومنظمى البرامج أميل شيبا وعباس محمد سعيد "كويس ده سوداني" وأفرحنى من الملاحظ أن المدعو للمحاضرة هو نائب رئيس تحرير جريدة السوداني "مفخرة" نور الدين مدني وقد تحدث الاستاذ مدني بصفته باحث إجتماعي وابدى ملاحظاته حول بعض المشاكل التي رصدها خلال زيارته لاستراليا وسط بعض المهاجرين من جنسيات وثقافات شتى وأكد أهمية إستصحاب موروثهم العقدي والثقافي إبان عملية إندماجهم التدريجي في المحيط الاسترالي مع احترام القوانين والأعراف التي تحكم وتحمي العلاقات الاسرية في إستراليا كما تشرفت المنصة بترجمة آخر عمود كتبه نور الدين مدني في مجلة "المهاجر"التي تصدر في ملبورن باستراليا بعنوان "ونسة سودانية إسترالية" وقد إستعرض الأخ عباس محمد سعيد البرامج التربوية والتأهلية التي ينظمها المركز في حماية الأطفال في المدارس الابتدائية وسبل حمايتهم من كل أنواع الانحراف وعلاقة الآباء بهم. الكلام ليك يا المطير عينيك. هذا المقطع ورد في عمود كلام الناس لنور الدين مدني وقد جاء في سياقه أن الحياة في دولة إستراليا يملكها القانون حتي ولوكان بين الرجل وزوجته أو اولادها ممكن أن يقفوا أمام القانون وكل هذا للاخذ بيد الاباء الذين يواجهون مشاكل أسرية من مختلف البلدان والجنسيات ولكن أقول أن الاستاذ مدني قد نجح في سبر أغوار المجتمع الاسرى في دول أستراليا ويجب أن يستفيد السودانيون المهاجرون الى إستراليا وقد يطول بهم المقام وتصبح له عوائل والكلام ليك يالمنطط عينيك. شكرا للسوداني وشكرا للصحفي والباحث الاجتماعي نور الدين مدني ولكل حرف يكتبه وقع خاص وفائدة... بس يا أستاذ أوع تقوم تقعد هناك بين شارع الخرطوم وكوبر ودنقلا.. تعاااال. التوم عبد المجيد الغدير- أبوقوته