حسبما أوردت " الشروق " أو نسب إليها فإن أمانة الشباب بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل كانت قد طالبت بأن تسند وزارة الشباب والرياضة، التى خصصت للحزب، إلى أحد شباب الحزب الاتحادي المؤهلين والقادرين على تقديم رؤية جديدة وحديثة لإدارتها بعيداً عن تصفية الخلافات التى شهدتها وتشهدها الساحة الرياضية. ولم ينس مسئول أمانة الشباب فى الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل أن يؤكد التزام الشباب بقرار المؤسسة الحزبية بالمشاركة فى الحكومة منبهاً إلى أن مشاركة الحزب فى الحكومة لا بدَّ أن تصب فى مصلحة شباب الوطن. ونبّه البيان ، كذلك ، إلى رفض أمانة الشباب ترشيح الذين لديهم خلافات مشهودة فى الساحة الرياضية مشيراً إلى " أن هؤلاء لن يهتموا بالشباب بقدر اهتمامهم بتصفية حساباتهم السابقة ". ولفائدة القراء وفائدة النقاش فإنني أسعد وأورد أهم ما ورد فى البيان، من وجهة نظري بالطبع ، إذ يقول البيان " الحزب يذخر بشباب واعٍ ومدركٍ لطبيعة الظروف الدقيقة التى يمر بها الوطن وهو شباب منضبط تنظيمياً ومؤهل ليتقدم فى المراتب الحزبية والمواقع الوطنية " ويضيف: " إنَّ شباب الحزب هم الذين حملوا الراية مع القيادة فى المراحل الماضية وناضلوا فى جميع المنابر وقاتلوا فى جميع المواقع الحزبية والوطنية ويستحقون كل تكريم واهتمام. ولعلّي أبدأ بالتعليق على آخر ما أوردته هنا لأنه يمثل بالنسبة لي؟؟؟؟؟، وأرجو أن يكون كذلك لكم ، ففى الوقت الذى يرى فيه البيان ومن أصدره أن ذهاب وزارة الشباب والرياضة لأحد شباب الحزب هو من باب التكريم والاهتمام فإنني أخالفه الرأي تماماً ..ولست أنا وحدي من ذهب إلى أن العمل العام فى مجمله وتفاصيله يعتبر تكليفاً لا يكون التشريف إلا من خلال هذا التكليف لا خصماً عليه. ثم إننى أنكر على البيان ما حصر فيه من أصدره نفسه وأنكره على غيره إلا إذا كان من أصدر البيان لم يتابع مسيرة الحزب بصورة صادقة ومتجردة وهو معذور فى ذلك لأن الحزب قد كان بعيداً لزمان طويل فى المنافي والمهاجر ولكن لا بدَّ أنه يعرف أن عودة الحزب، وأحزاب التجمع الوطني قد جاءت نتيجة لاتفاق جدة الإطاري والذى أعقبته وجاءت من صلبه اتفاقية القاهرة فليسأل إن كان لا يعرف كيف ولد ذلك الاتفاق الأول وأعني، اتفاق جدة الإطاري. أقول ليسأل السيد محمد عثمان الميرغني والسيد النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه وشاهد ثالث حاضر غيبه الموت ألا رحم الله السيد أحمد علي الميرغني. لقد كانت بذرة ذلك الاتفاق غضبة مضرية جاشت فيها العاطفة وغلب فيها الانفعال فانطلق منها من كان وراء الاتفاق ليعيد الأمور إلى رحاب الحكمة التى أفضت إلى ذلك الاتفاق والذى لم يكن فيه غير من ذكرت إلا شخصه رغم ادِّعاء البعض أن دوراً قد كان لهم ولكن ذلك أمر أستطيع أن أنفيه نفياً باتاً وقاطعاً فيما يخص الاتفاق نصَّه وروحه وصياغته. والشباب المنضبط تنظيمياً يا أخانا مسئول أمانة الشباب فى الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل لا يمكن له ، إن كان منضبطاً بحق ، أن يصدر بياناً يناقش أمراً حزبياً على الملأ ولا يمكن له أن يرهن قراراً حزبياً بالتزام أمانته فيه. إن من حقه كشخص، أيّ شخص، أن يعبِّر عن رأيه فى أي شأن طالما كان يعبر عن رأيه وطالما كانت حرية التعبير مكفولة له ولغيره ولكن أن يمتطي صهوة جواد أمانة التكليف العام ليصب فيها رأياً شخصياً ينتاش به من يشاء فهذا ما لا يليق بمسئول حزبي يقول عن نفسه وعن أمانته بالتزام الانضباط. على أنَّ ما جاء بالبيان يمثل نهجاً جديداً فى التفاوض والمطالبة عند المشاركة بحقائب تكفي الأمانات المختلفة فى كل حزب إضافة إلى أن البيان يمثل كذلك كمَّ الأزمة فى الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل. لقد فرض البيان عليّ الحديث ولن أتحدث عن علاقتي بالوزارة المعنية ولا الترشيح لها إلا بعد أن تجيب قيادة الحزب على هذا السؤال وإلا فإنني سأضطر للتوضيح وحينها سيعلم الجميع خبايا كلِّ الخبايا. ولا يمنعنا كل ما جرى من أن نسوق التهنئة لوزارة الشباب والرياضة بوزيرها القادم الأخ الأستاذ الفاتح تاج السر عبدالله والذى أعرفه معرفتي لنفسي وأعلم أنه إضافة حقيقية وباذخة للوزارة.