بعد اقل من اربعين يوما على ولادتي بابني البكر (احمد) -وكنت اعمل بصحيفة (اخر لحظة) وقتها- تلقيت تكليفا بالحضور من نيابة الصحافة والمطبوعات للمثول امامها بخصوص شكوي مرفوعة ضدي من ادريس نور نائب والي القضارف في ذلك الوقت بخصوص ما ورد في متن احدي تقاريري عن جبهة الشرق وعلاقة الرجل باريتريا..ما احزنني يومها ليس الشكوي التي رفعها الرجل ضدي لكن توقيتها ومعرفة الرجل لحالتي وظروفي وخلفيات علاقتي مع مكونات جبهة الشرق وقياداتها منذ ان كانوا في دول المهجر في مرحلة الكفاح المسلح ضد الانقاذ لكن قاتل الله السياسة التي تجعل البعض يدعي الجهل ولا يُراعي الا مصلحته و(كرامته) ولا يهمه وضعية الاخرين حتى لو كانوا من اُولي القربي..لكني في المقابل عذرت ادريس نور لاسباب كثيرة قد لاتتسع المساحة لذكرها على راسها ظنه _وبالطبع كان كله اثم_ انني كتبت (التقرير) بايعاز من السيد موسي محمد احمد مساعد رئيس الجمهورية رئيس جبهة الشرق بعد خلاف نشب بين ادريس نور وآمنة ضرار وصالح حسب الله من جهة وقيادات الجبهة من جهة اخري واتهامه لموسي بالتصرف في اموال صندوق اعمار الشرق وتحويلها لحسابه الخاص وتلويحه بكشف تجاوزات مالية في ذات المنحي .. فما كان من موسي محمد احمد الا وان حرك اجراءات قانونية ضد ادريس نور ودعا رئاسة الجمهورية لرفع الحصانة عنه توطئة للقبض عليه بتهمة اشانة السمعة في حق شخصية دستورية تعمل في مؤسسة الرئاسة .. المهم..اني استشرت الهادي في الامر وقلت ماذا سيحدث لو لم اذهب للمحكمة مثلا؟!! لن يحدث امر خطير, ويمكنني الاعتذار بعد ذلك باني مريضة و(نفساء) ويسهل اثبات ذلك وقبول العذر لامرأة في وضعية حالي خاصة واني وضعت ابني بعملية قيصرية لكن الهادي التمس مني الا اخلط العام بالخاص وان اذهب للنيابة في اليوم والوقت المحدد، وبالفعل حملت ابني وذهبت الي محطة (البلابل) لاركب(الحافلة) من اركويت للخرطوم، ونيابة الصحافة والمطبوعات تقع في الطابق الثالث باحدي بنايات (السوق العربي) وتحديدا في تقاطع شارع السيد عبد الرحمن المهدي مع الحرية ولكم ان تتخيلوا التعب والرهق الذي شعرت به وانا اصعد هذه الدرجات الكثيرة وطفلي في يدي وكم كانت دهشة افراد النيابة بالغة وهم يرون امرأة تحمل طفلا حديث الولادة في يدها وتأتي الى نيابة الصحافة والمطبوعات في نهار غائظ الحرارة..وطلب مني وكيل النيابة _جزاه الله عنا خيرا_ الجلوس في الكرسي الذي احضره بنفسه واعتذر لي بانهم لم يكونوا يعرفون ظروفي والا لما استدعوني وكان من الممكن تأجيل الدعوي عدة اشهر.. قلت لاباس يا مولانا.. هانذا امامكم فماذا لديكم ضدي؟!!