أفزعتني الأرقام والإحصائيات التي كشف عنها المشاركون في المؤتمر العلمي الأول لسرطان الثدي الذي انعقد بالخرطوم مؤخرا حيث أوردوا أرقاما وإحصائيات تشير إلى ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الثدي في دول العالم ومن بينها السودان حيث بلغت نسبة الإصابة 40 حالة لكل مائة ألف امرأة حسب السجل الوطني للأورام بالسودان، وتعتبر هذه النسبة عالية مقارنة بدول أخرى ويتسبب سرطان الثدي في وفاة أربعين ألف امرأة سنويا في العالم وبما أن سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطانات انتشارا لدى النساء في العالم وكذلك في السودان فإن الفحص المبكر يجب أن يكون فوق كل الأولويات عند النساء خاصة أن المراقبين أكدوا أن 70 % من حالات سرطان الثدي في السودان تشخص في مراحل متأخرة هي الثالثة والرابعة حيث يكون المرض قد انتشر ووصل إلى مناطق حساسة ويصعب التحكم فيه، هناك عوامل خطورة مرتبطة بهذا المرض منها السمنة المفرطة والعادات الغذائية في تناول الطعام الذي يحتوي على المواد الدهنية بكثرة إضافة إلى التدخين وغيره من الأسباب التي يجب أن تضعها المرأة في اعتبارها إضافه إلى ضرورة المواظبة على الفحص الذاتي شهريا وزيارة الطبيب بانتظام، وبالرغم من أن المؤتمر المنعقد كان بمثابة فرصة لنقل التجارب العالمية في مجال المكافحة والتشخيص المبكر وطرق العلاج الحديثة إلا أن ما خرج به يحتاج إلى إنزاله إلى أرض الواقع، فإمكانات العلاج في السودان ضئيلة وفرصه ضيقة ومستشفى الذرة الذي يعتبر المرجع الوحيد لمرضى الأورام يعاني من عدم وجود الاختصاصيين بالعدد الكافي الذي يقابل الاحتياجات المتزايدة كما أن الأجهزة الحديثة والمطلوبة للفحص والعلاج وإعطاء المريضات الجرعات قليلة فتعطل جهاز واحد يمكن أن يعطل العمل ويتيح الفرصة للمرض لينتشر وهذا ما حدث في مرات كثيرة وأدى إلى تفاقم الموقف وسط المريضات، وبالرغم من أن هناك مراكز خاصة كمركز الخرطوم للأورام وهناك عيادات أيضا قامت حديثا إلا أن هناك أعدادا من النساء لا يستطعن الوصول إليها لأسباب مالية؛ لذا فإن توفير إمكانيات العلاج بالمشفى العام هو الحل ودون عناء، فقد لاحظت أن المواعيد التي تحدد للمريضات بعيدة مما يعطي فرصة لانتشار المرض وبالتالي يصعب التحكم فيه، إن مجهودات بعض المنظمات في مجال المكافحة إضافة حقيقية يمكن أن تساهم في الحد من الإصابة بالتشخيص المبكر وفرص العلاج المتاحة خاصة مجموعة المبادرات النسائيه التي تنادى لها نفر كريم من نساء هذا الوطن الخيرات وظللن يكافحن المرض في الأقاصي ولا زلن ويستحق مجهودهن الدعم من الخيرين والدولة، إن الأمر يحتاج فعلا وسريعا إلى المزيد من التثقيف والتوعية الصحية بمخاطر هذا المرض وهذه دعوة لكل المنظمات والجمعيات المهتمة بصحة المرأة لأن تضع في برامجها إقامة منتديات وورش عمل حول هذا المرض لتوضح مخاطره والمساعدة في علاجه مبكرا والدعوة مفتوحة أيضا للمشاركة في (طبق الخير) الذي تنظمه المبادرات النسائية وهو واحد من الطر ق التي انتهجتها المنظمات وتنظمه سنويا وتتداعى له كل النساء وينتظم هذا العام في السابع عشر من هذا الشهر فهو فرصة للمشاركة في علاج مريضات سرطان الثدي عن طريق المساهمة بما تستطيعه الأسر والشركات والهيئات والخيرون حيث يعتبر اليوم وقفة وحائط صد لمخاطر هذا المرض.