لمسات الوفاء للشاعر سيد عبد العزيز كانت لفتة بارعة جميلة ورائعة في الشهر الفضيل أن تتذكر صحافتنا ذلك الجيل العظيم من أبناء هذا الوطن الذين قدموا وأعطوا وسكبوا عصارة فنهم وإبداعاتهم وعلمهم وقدموها لنا لتحيا وتعيش عبر التاريخ خلوداً في ذاكرة الأجيال، فقد انتقل صالون الراحل الكبير سيد أحمد خليفة عليه الرحمة من منزله بالسجانة إلى النادي العائلي بالخرطوم وسط حضور مميز من الصحافيين والرموز وأسرة سيد عبد العزيز. كانت الدعوة البداية في الساعة التاسعة والنصف ولكنها تأخرت حتى الحادية عشر والنصف موعد وصول وزير المالية الاقتصاد الاتحادي والذي حدد له البرنامج السياسي الأول والذي كان من المقرر أن يتحدث عن الأزمة ونتائجها اليوم وانكعاساتها على المواطن وحياته والمعاناة التي يعيشها اليوم بصورة مؤلمة، والمعالجات والاجتهادات والمقترحات الجديدة التي يمكن أن تخفف وطأة الإجراءات، فقدم لنا حديثه المكرر بأسباب الأزمة ومسبباتها بانفصال الجنوب والاختلال في ميزان المدفوعات، وعدد المخارج بمرور الزمن وزيادة الإنتاج المحلي وخفض الانفاق الحكومي وزيادة الرسوم والضرائب. كانت الصالة مهيأة للنقاش والتفاكر، ولكن قفل الباب لضيق الزمن وسهل إخونا الأستاذ جمال عنقرة مدير المنصة الزوغان للوزير، كنا نريد الحديث عن احتمالات ومحاولات واجتهادات جديدة لإدارة الأزمة وفتح آفاق تبتلع وتخفض من تلك الحرائق والجمرات خاصة، فالضرورات كما قالوا تبيح المحظورات والمضطر يركب الصعب والصعب واضح وأبوابه معروفة. تدخلت مذيعة الربط لتعلن بداية البرنامج الثاني، وتنقلنا من الهموم والآلام والمحن والمعاناة لنعيش مع الراحل سيد عبد العزيز والفنانين الذين رددوا أغانيه جمالاً وروعةً، فالشاعر سيد عبد العزيز غنى للوطن، وغنى للجمال وللقيم الجميلة والأخلاق والكريمة الفضيلة كتب وأبدع قائد الأسطول.. أنة المجروح، أقيس محاسنك بمن، سيدة وجمالها فريد، حليف الصون، حور الجنان، غنى القمري على الغصون، بت ملوك النيل، أكثر من 185 أغنية صاغها شعراً كما قال لي ابنه الأستاذ أسامة سيد عبد العزيز بدأ الغناء بها سنة 26 الفنان عبدالعزيز المأمون شقيق ميرغني المأمون، وتغنى له كرومة ب59 أغنية، وسرور ب25، وعبد الله الماحي ب8، والكاشف ب19، وأولاد شمبات وزنقار، وما زال تداولها ماضياً جيلاً عن جيل. إبداعات رائعة عشناها في تلك الأمسية.. رحم الله شاعرنا الخالد سيد عبد العزيز الذي رحل عنا عام 76 عن 72 عاماً وملكنا هذا الإرث الجميل. والشكر والتقدير لناس الصالون الذين بادروا ونفذوا، والرحمة والمغفرة في هذا الشهر للراحل العزيز سيد أحمد خليفة ورمضان كريم.