المهرولون الى الحريات الأربع بين السودان ودولة الجنوب.. لا يحسبوا أن الحريات الأربع هي بديل الجنسة.. فالجنسية السودانية تمنح وفقاً للمادة 7/1 من الدستور الانتقالي.. ذات الدستور الذي في مادته (226/10).. أسقط في حالة الاستفتاء حول تقرير المصير لصالح الإنفصال.. أسقط الجنسية من المواطنين الجنوبيين.. فالجنوب اختار الإنفصال وانتهى الأمر (الذي فيه تستفتيان).. ولم تبقَ معالجة إلا لبعض الحالات.. التي لا تتم إلا وفق القانون في حالات فردية.. ولا أدري لماذا يهرول البعض ويصرخون.. مطالبين بالجنسية للجنوبيين.. فلو كان الجنوب أراد السودان.. لما أفتى الجنوب بالإنفصال وحتى الجنسية بالتجنس.. لا تمنح إلا وفق قانون الجنسية بالتجنس فهي حق يمنحه (الوزير) حسب ما جاء في قانونها.. تمنح (للاجنبي) والجنوبي بعد الانفصال.. هو (أجنبي).. تمنح للاجنبي المقيم إقامة شرعية لمدة عشر سنوات أو أكثر.. وتقدم بطلبه ولم يسبق الحكم عليه في عقوبة جنائية في جريمة مخلة بالشرف والأمانة.. وأن يكون له ولاء للدولة وأن تكون له وسيلة (مشروعة) للكسب.. سليم العقل.. فلا تمنح الجنسية بالتجنس لمواطن جنوبي مثلاً مقيم إقامة غير مشروعة.. ولا عاطلاً ولا معاقاً.. فالقانون الخاص بالجنسية بالتجنس لا يقصد مواطني الجنوب بل كل أجنبي أثيوبي مصري اريتري تشادي بريطاني الخ... حتى لا يكون السودان ملجأً لفاقدي المهن والعطالة والمتسولين.. فالجنوبيون المقيمون الآن بالسودان.. مقيمون إقامة غير مشروعة.. ومفروض عليهم توفيق أوضاعهم.. فالجنسية (المزدوجة) جنسية لايتعامل بها السودان وفقاً لقوانينه.. فالحريات الأربع التي أجيزت في إتفاقية أديس أبابا والمحكومة بالقانون لا تمنح الجنوبي أو الشمالي حرية التنقل إلا وفقاً للقانون.. فهي لا تعني أنها جنسية تمنح حاملها حقوق المواطنة.. فأي مواطن جنوبي يدخل السودان.. يدخل وفقاً للقانون.. فلا يتم الدخول إلا على (علم) الأجهزة المختصة بالجوازات والجنسية والهجرة.. أي يدخل بإجراءات مشروعة.. أي تعلم الجهات بالشخص الذي دخل أراضيها والوقت (المحدد) لبقائه.. فلأغراض سيادة السودان على أراضيه.. ولأغراض حماية المواطن الاجنبي الذي دخل السودان.. فلابد أن (يعلم) الذين يحسبون أن الحريات الاربع على فتح الحدود بين السودان والجنوب فتحاً (مطلقاً).. ولابدّ أن يعلم الجنوبيون أن الحريات الأربع.. لن تمنحهم حقوق المواطنة السودانية.. لذلك فإن الحريات الاربع.. فالجنسية السودانية سقطت من مواطني دولة الجنوب.. وعليهم أن يعاملوا كمواطنين أجانب.. فالحريات كما ذكرت لن تمنحهم حقوق المواطن السودانية.. والحريات الأربع هي إتفاق (سياسي).. فالسودان قد وقعّ إتفاقية للحريات الأربع مع مصر.. وحتى اللحظة لم تتنزل هذه الحريات الى أرض الواقع.. لكنها (كإتفاق) موجودة في انتظار إنزالها الى أرض الواقع .. متى ما تهيأت الظروف الموضوعية لإنزالها كواقع يدفع الشعبين الى التواصل الإجتماعي والسياسي والإقتصادي.. كذلك الحريات الأربع مع الجنوب لن تتنزل الى أرض الواقع في ظل الأوضاع الحالية.. فهناك مشكلات عالقة بين البلدين.. وهنا توتر واحتقان في العلاقات.. فكيف تكون هناك حريات أربع تمنح الجنوبيين حرية التنقل في وقت تعطل حكومة سلفاكير الإتفاقية.. وتضع المتاريس أمامها .. كيف بحرية تنقل والجيش الشعبي يحشد قواته للهجوم على هجليج ويدعم قطاع الشمال.. ويتعنت في فك الإرتباط بما يسمى قطاع الشمال.. لن تكون هناك حريات أربع في وجود الفرقتين التاسعة .. لذا ستوضع هذه الإتفاقية - إتفاقية الحريات الأربع في (ثلاجة) تستعمل عندما تزول أسباب تنزلها لأرض الواقع.. ولا يفكر الجنوبيون المقيمون بالسودان في جنسية (مزدوجة).. فشعب الجنوب اختار الإنفصال وعلى نفسها جنت براقش.