أجراس (إرنست همنجواي).. التي قرعها في روايته الشهيرة (لمن تقرع الأجراس).. في الحقيقة نحن الذين نعيش تحت هيمنة وسيطرة الإمبريالية.. أحق بقرع الأجراس.. فلو نسينا أن نقرع الأجراس.. فنحن في هذا الوقت الكثيف الخطر نقرع الأجراس.. فامريكا أمبراطور الامبريالية العالمية تخاطبنا بلهجة.. قلما يخاطب بها مواطن امريكي كلبه.. تخاطبنا بهمجية وغطرسة.. وتنسى أننا شعوب عريقة شاسعة التاريخ.. وهي (أمة) لم تتشكل بعد لتكون (أمة) لها تاريخ عريق.. فهي مجموعة بشر تنتمي لشعوب الدنيا.. فهي دولة قامت على انقاض شعب يسمى الهنود الحمر.. دولة قامت على أشلاء وتاريخ هذا الشعب (المنقرض) بسبب وحشية أناس غزاة.. جاءوا من غياهب سجون أوروبا.. فالأجراس نقرعها بأن امريكا مُصرة على أن تظل الأمة العربية والإسلامية عدوها الأول.. فامريكا التي تقود الغرب دولة مسكونة بحب الذات والنرجسية.. والرغبة في احتلال الكرة الأرضية.. فالأجراس نقرعها بأن الصهيونية الوجه الآخر للامبريالية الامريكية.. أقنعت أبنائها بأنهم شعب الله المختار ومن يومها لم يحصد البشر غير الويلات وبالأخص الشعب العربي من الخليج الى المحيط.. فإن كان هتلر قد قرر في يوم ما بأن (الجرمان) هو شعب الله المختار.. فإن الصهيونية والامبريالية بالفعل لا بالقول جعلا شعوب العالم عبيداً أرقاء لهما.. فالأجراس نقرعها الى افريقيا، فهي الحديقة والمرعى الذي ترعى فيه خيول الصهيونية والامبريالية فجل الأنظمة الافريقية تحت الهيمنة والسيطرة الامريكية.. فسموا لي دولة أفريقية تملك قراراً غير القرار الامريكي.. أو الأوروبي .. فالقارة موزعة على مناطق نفوذ امريكي بريطاني أو نفوذ فرنسي وما بين الاثنين تتمدد اسرائيل.. فالاجراس نقرعها لأبناء القارة بأن يتحرروا من هذه الهيمنة.. فالتحرير ليس خروج الجيوش الغازية وليس هو سلام وطني وخرقة قماش تسمى علم البلاد.. فالأجراس نقرعها للخطر الأفظع.. هو الاستعمار الجديد.. فافريقيا مستعمرة.. وشعوبها تحت الاستعمار الجديد.. هذا الاستعمار الجائر.. بالديون والقروض الربوية.. وقعت افريقيا تحت الاستعمار الجديد.. بالتغريب ومسخ الهوية لشعوب القارة.. عاد الاستعمار مرة أخرى بأكذوبة الديمقراطية والحرية والعدالة التي يدعونها بسطت امريكا واسرائيل هيمنتها وسيطرتها.. فأي عدالة وحرية هذه.. التي تدفع اسرائيل الى اغتصاب الارض الفلسطينية.. وتقتل أطفال ونساء الشعب الفلسطيني.. فما فعلته اسرائيل في غزة يندى له الجبين.. وما ارتكبته امريكا في العراق وافغانستان عار على وجه الانسانية.. لا أعتقد أن امريكا واسرائيل أنموذجاً للديمقراطية والعدالة.. فالأجراس نقرعها للذين تبهرهم امريكا بتفوقها التكنولوجي.. والذين يرون أنها أنموذج للحرية والديمقراطية.. نقرعها للذين تشبعوا بأفكارها العلمانية.. نقول لهم امريكا ليست (علمانية) بالمعنى الذي يؤمنون به.. فلا فصل بين الدين والدولة.. فالدين موجود في الفعل السياسي الامريكي.. وفي الفعل السياسي الاسرائيلي.. فاسرائيل دولة.. دينية.. وأمريكا لم تُبعد الدين من حياتها.. فأي حملة إنتخابية لأي رئيس أمريكي تنطلق من أي كنيسة.. يختارها حزب المرشح للرئاسة.. فأمريكا (دولة) عصبية دينية.. فالرئيس الأمريكي لابد أن يكون (مسيحياً).. ومن البروستانت.. فإن جاء الرئيس من طائفة (الكاثوليك) فيقتل والتاريخ الامريكي الذي لا يعرف التسامح الديني يسجل مقتل جون كنيدي الكاثوليكي وابراهام لنكون.. محرر العبيد.. فنسأل الذين بهرتهم العلمانية الامريكية.. هل تقدم مرشح أمريكي مسلم ليكون مرشحاً للرئاسة.. لم يحدث ولن يحدث.. أو تقدم بوذي أمريكي أو هندوس أمريكا.. إذن كل ما تدعيه أمريكا.. هو دجل وكذب فالأجراس نقرعها لتنبيه شعوبنا العربية والإسلامية بأن أمريكا تستلب عقولنا وثقافتنا.. مما يتوجب الحذر والحيطة.. فلا نقول لها تعالوا نعلن عليها حرباً.. فنحن لا نملك قوتها العسكرية.. لكن نقول علينا أن نحمي عقولنا من أفكارها التي فيها السم في الدسم.. نحمي عقولنا من ثقافتها التي تتعارض مع ثقافتنا ومبادئنا.. أن نواجهها بفكرنا وهويتنا.. نصد بعلمنا وقدراتنا هجومها الثقافي.. ولا نقول أن لا نأخذ ما يفيدنا ولا يتعارض مع ثقافتنا.. فالعلم يكون للجميع.. فلنأخذ ثقافتها وقد فعلتها الصين بل طورتها فلا نقول تعالوا ننكفي ونتقوقع.. حتى نسلم من أمريكا.. ففي تجمعنا أفريقيا.. يمكن أن نكون قوة.. وفي تراص صفوفنا كأمة عربية نستطيع أن نكون أمة حضارية فقد كنا أمة أخرجت أوروبا من قرونها المظلمة . فلتقرع الأجراس.. فإن هناك ثمة ظلامين.. أدمنوا العيش وكسب العيش على الحروب.. فالحرب وسيلة كسب عيشهم وموتهم وفنائهم.. عندما تضع الحرب أوزارها.. فهؤلاء أخطر المهددات لمسيرة بلادنا.. فالصورة التي يريدون أن تظل قائمة هي صورة الأرض الملطخة ببقع الدم الجاف.. وأرتال الشهداء والضحايا ودموع النساء.. فنقرع الأجراس بإعلان حرب على هؤلاء.. فمن طاولة التفاوض حول المنطقتين نبدأ حربنا الجديدة على أعداء السلام. نقطة أخيرة: - إنما تسمح أن تدخل امريكا عليها. - في شؤون السلم والحرب. - وفي السلب والنهب. - وفي البيت وفي الدرب. - وفي الكتب. - وفي النوم وفي الأكل وفي الشرب. - وحتى في الثياب الداخلية.